مقالة

عندما تصلّي

حين خلقنا الله، وضع فينا شيئاً يتوق إليه. ندرك أننا بحاجة لقوة أعظم من قوتنا لحل مشاكلنا وحمايتنا وسد احتياجاتنا. نتعلّم من خلال الصلاة أن نأتي إلى الله طالبين منه العون. وهذا الكتاب الصغير، الذي كتبه ج. روبرت أشكروفت، يعلّمنا كيف نصلّي صلواتٍ تُستجاب وكيف يمكن لاحتياجاتنا أن تُسَدّ من خلال صلاتنا لله وعبادتنا إياه

فكّر في الآخرين عندما تصلي

ماذا‭ ‬تفعل‭ ‬إذا‭ ‬علمت‭ ‬أن‭ ‬أحداً‭ ‬يعاني‭ ‬جرحاً‭ ‬أو‭ ‬مشكلة‭ ‬ما؟‭ ‬لعلك‭ ‬تقول‭: “‬سأحاول‭ ‬أن‭ ‬أساعده‭.” ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬بعيداً‭ ‬جداً‭ ‬عنه؟‭ ‬ماذا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬يحتاج‭ ‬شيئاً‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬يدك‭ ‬أن‭ ‬توفره‭ ‬له؟‭ ‬ماذا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مشكلته‭ ‬فوق‭ ‬حدود‭ ‬قدراتك‭ ‬أو‭ ‬إمكانياتك‭ ‬للحل؟‭ ‬ماذا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لديك‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتممها،‭ ‬مما‭ ‬يمنعك‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬لمساعدة‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬المحتاج؟‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭. ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬بإمكانك‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬شخصاً‭ ‬ما،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬الصلاة‭. ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬احتياجات‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬مرئية‭. ‬وعندما‭ ‬تصلي‭ ‬قد‭ ‬يكشف‭ ‬الله‭ ‬لك‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬ويتكلم‭ ‬إليك‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬بشكل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تفكر‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬

هذا‭ ‬الدرس‭ ‬يوضح‭ ‬لك‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬المفتاحية‭ ‬التي‭ ‬تساعدك‭ ‬للصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭. ‬سوف‭ ‬يساعدك‭ ‬لتعرف‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬لأجله،‭ ‬وكيف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭. ‬وأنت‭ ‬إذ‭ ‬تضع‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬ستتعلمها،‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ،‭ ‬تكون‭ ‬عندئذ‭ ‬متبعاً‭ ‬تلك‭ ‬النماذج‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬عندئذ‭ ‬سوف‭ ‬تكتشف‭ ‬الاكتشاف‭ ‬العجيب‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬سيلمس‭ ‬الآخرين‭ ‬بواسطتك‭. ‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ …‬

٪ انظر‭ ‬إلى‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭.‬

٪ صلّ‭ ‬لأجل‭ ‬عائلتك‭.‬

٪ صلّ‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭.‬

٪ ساعد‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬الاحتياجات‭.‬

هذا‭ ‬الدرس‭ ‬سيساعدك‭:‬

٪ أن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭ ‬وتصلي‭ ‬لأجلهم‭ ‬بمحبة‭ ‬واهتمام‭.‬

٪ أن‭ ‬تتعاون‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬لكي‭ ‬يستجيب‭ ‬صلاتك‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭.‬

‭ ‬

الهدف‭ ‬الأول‭: ‬تحديد‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬المحتاجين،‭ ‬والشعور‭ ‬بهم‭ ‬لكي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سد‭ ‬احتياجاتهم‭.‬

نظر‭ ‬عيسى‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬ورأى‭ ‬احتياجاتهم‭. ‬أحس‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بجميع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتألمون‭. ‬رحب‭ ‬بالمساكين،‭ ‬والمنبوذين‭ ‬والعمي‭ ‬والبرص‭ (‬مرضى‭ ‬الجذام‭). ‬حتى‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬الجموع‭ ‬تستمع‭ ‬إلى‭ ‬تعاليمه،‭ ‬عرف‭ ‬عيسى‭ ‬أنهم‭ ‬جياع،‭ ‬وقال‭ ‬لتلاميذه‭ ‬أن‭ ‬يعطوهم‭ ‬شيئاً‭ ‬ليأكلوا‭.‬

إن‭ ‬محبة‭ ‬عيسى‭ ‬للناس‭ ‬جعلته‭ ‬يتألم‭ ‬مع‭ ‬المتألمين،‭ ‬وهي‭ ‬تعمل‭ ‬نفس‭ ‬الشيء‭ ‬لأجلنا‭. ‬فإن‭ ‬محبة‭ ‬الله‭ ‬فينا‭ ‬تساعدنا‭ ‬لننظر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عيني‭ ‬عيسى‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬أعمتهم‭ ‬الخطيئة،‭ ‬ضحايا‭ ‬إبليس‭ ‬الضالين،‭ ‬الذين‭ ‬مصيرهم‭ ‬العذاب‭ ‬الأبدي‭. ‬محبة‭ ‬كهذه‭ ‬ستدفعنا‭ ‬أن‭ ‬نصلي،‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬دفعت‭ ‬عيسى‭ ‬إلى‭ ‬الصلاة‭. ‬فإنه‭ ‬نظر‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬احتياج‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬سخروا‭ ‬منه‭ ‬وهو‭ ‬معلق‭ ‬على‭ ‬الصليب‭ ‬لأجل‭ ‬خطاياهم‭ ‬وصرخ‭:‬

يَا‭ ‬أَبِي،‭ ‬اِغْفِرْ‭ ‬لَهُمْ‭ ‬لِأَنَّهُمْ‭ ‬لَا‭ ‬يَعْلَمُونَ‭ ‬مَا‭ ‬يَفْعَلُونَ‭. ‬‭(‬لوقا‭ ‬23‭: ‬34‭)‬

ونقرأ‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬بأن‭  ‬عيسى‭ “‬أشفق‭” ‬عندما‭ ‬نظر‭ ‬إلى‭ ‬احتياجات‭ ‬الناس‭. ‬وتعني‭ ‬كلمة‭ “‬أشفق‭” (‬التألم‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬الشعور‭ ‬بآلام‭ ‬الآخرين‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬آلامك‭ ‬أنت‭).  ‬وهذه‭ ‬الشفقة‭ ‬قادت‭ ‬عيسى‭ ‬للصلاة‭ ‬وللعمل‭. ‬كانت‭ ‬معجزاته‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬نتيجة‭ ‬لشفقته،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬محبة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬احتياجات‭ ‬الناس‭.‬

فَلَمَّا‭ ‬نَزَلَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْقَارِبِ،‭ ‬رَأَى‭ ‬جُمْهُورًا‭ ‬كَثِيرًا،‭ ‬فَأَشْفَقَ‭ ‬عَلَيْهِمْ‭ ‬وَشَفَى‭ ‬مَرْضَاهُمْ‭.‬‭ (‬متى‭ ‬14‭: ‬14‭)‬

بعض‭ ‬الناس‭ ‬يفكرون‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مشاكلهم‭ ‬أو‭ ‬منافعهم‭ ‬ولا‭ ‬يرون‭ ‬حاجات‭ ‬من‭ ‬حولهم‭. ‬والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬ضيقات‭ ‬الآخرين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بأي‭ ‬اهتمام‭. ‬كثيرون‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬حوادث‭ ‬وفقر‭ ‬ومآس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بالشفقة‭ ‬أو‭ ‬العطف‭ ‬نحو‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتألمون‭. ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬لكي‭ ‬يجعلنا‭ ‬الله‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية‭ ‬لمشاكل‭ ‬الناس‭ ‬المحيطين‭ ‬بنا‭. ‬وعندها‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نساعد‭ ‬في‭ ‬استجابة‭ ‬الصلاة،‭ ‬بأن‭ ‬ننظر‭ ‬حولنا‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬ونصلي‭ ‬لأجل‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التي‭ ‬نراها‭. ‬وإذ‭ ‬نفعل‭ ‬هذا‭ ‬سيسكب‭ ‬الله‭ ‬فينا‭ ‬محبته‭ ‬تجاه‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬نصلي‭ ‬لأجلهم،‭ ‬وعندها‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬بحنان‭ ‬المسيح‭.‬

هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأولئك‭ ‬المحتاجين،‭ ‬وهذا‭ ‬الإحساس‭ ‬بالحنان،‭ ‬ينتج‭ ‬أكثر‭ ‬الصلوات‭ ‬فاعلية‭. ‬إنها‭ ‬تأتي‭ ‬بالصدق‭ ‬والجدية‭ ‬العميقين‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬نسميه‭ ‬بالصلاة‭ ‬التشفعية‭ (‬الصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭) ‬وينتج‭ ‬إيماناً‭ ‬للاستجابة‭ ‬إذ‭ ‬ندرك‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يهتم‭ ‬بالاحتياجات‭.‬

صلّ‭ ‬لأجل‭ ‬عائلتك

الهدف‭ ‬الثاني‭: ‬شرح‭ ‬أهمية‭ ‬الصلاة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أفراد‭ ‬عائلتك‭.‬

نجد‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬لرجال‭ ‬ونساء‭ ‬يصلون‭ ‬لأجل‭ ‬أبنائهم‭ ‬ولأجل‭ ‬أعضاء‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬عائلاتهم‭. ‬فلقد‭ ‬نجَّت‭ ‬صلاة‭ ‬إبراهيم‭ ‬لوطاً‭ ‬ابن‭ ‬أخيه‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬حين‭ ‬دُمّرت‭ ‬مدينة‭ ‬سدوم‭. ‬ولقد‭ ‬استجاب‭ ‬الله‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬زوجة‭ ‬لابنه‭ ‬إسحق‭. ‬صلّى‭ ‬إسحاق‭ ‬لأجل‭ ‬زوجته‭ ‬رفقة‭ ‬لكي‭ ‬يشفيها‭ ‬الله‭. ‬وهي‭ ‬بدورها‭ ‬صلّت‭ ‬لأجل‭ ‬ولديها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يولدا‭. ‬ولقد‭ ‬صلّى‭ ‬منوح‭ ‬وزوجته‭ ‬لكي‭ ‬يرشدهما‭ ‬الله‭ ‬كيف‭ ‬يربيان‭ ‬ابنهما‭. ‬ولقد‭ ‬صلى‭ ‬أيوب‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لله‭ ‬لكي‭ ‬يحفظ‭ ‬أبناءه‭ ‬من‭ ‬الخطيئة‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يغفر‭ ‬لهم‭ ‬عندما‭ ‬يخطئون‭. ‬الوالدون‭ ‬أخذوا‭ ‬أبناءهم‭ ‬لبيت‭ ‬الله‭ ‬وكرسوهم‭ ‬لله‭. ‬وأخذت‭ ‬الأمهات‭ ‬أولادهن‭ ‬لعيسى‭ ‬ليباركهم‭ ‬وأيضاً‭ ‬لأجل‭ ‬الشفاء‭.‬

عبر‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬كله‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬العائلة‭ ‬كلها‭ ‬تعبده‭ ‬وتخدمه‭ ‬معاً‭ ‬وتتمتع‭ ‬ببركته‭ ‬في‭ ‬البيت‭. ‬لذلك‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬عائلتك‭ ‬لم‭ ‬يقبلوا‭ ‬المسيح‭ ‬منجياً‭ ‬لهم،‭ ‬فإن‭ ‬أهم‭ ‬صلاة‭ ‬تصليها‭ ‬من‭ ‬أجلهم‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬لأجل‭ ‬نجاتهم‭. ‬وها‭ ‬هي‭ ‬آية‭ ‬كتابية‭ ‬عظيمة‭ ‬تخبرنا‭ ‬بما‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتوقعه‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نؤمن‭:‬

آمِنْ‭ ‬بِمَوْلَانَا‭ ‬عِيسَـى‭ ‬الْمَسِيحِ،‭ ‬فَتَنْجُوَ‭ ‬أَنْتَ‭ ‬وَكُلُّ‭ ‬عَائِلَتِكَ‭.‬‭ (‬أعمال‭ ‬16‭: ‬31‭)‬

هذه‭ ‬آية‭ ‬جميلة‭ ‬للحفظ‭ ‬وللاقتباس‭ ‬عندما‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬نجاة‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬عائلتنا‭. ‬هذه‭ ‬تقوي‭ ‬إيماننا‭ ‬إذ‭ ‬نذكّر‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬يريد‭ ‬جميع‭ ‬العائلة‭ ‬أن‭ ‬تؤمن‭ ‬فتنجو‭. ‬بالإيمان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطالب‭ ‬بنجاتهم‭.‬

إن‭ ‬محبتنا‭ ‬لعائلتنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تجعلنا‭ ‬صابرين‭ ‬وشفوقين‭ ‬من‭ ‬نحوهم،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬يقاومون‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬أو‭ ‬الإنجيل‭ ‬بشدة‭. ‬طبعاً‭ ‬إن‭ ‬الشيطان‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬لعائلاتنا‭ ‬أو‭ ‬أصدقائنا‭ ‬أن‭ ‬ينالوا‭ ‬النجاة‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬نزداد‭ ‬صلاة‭ ‬لأجلهم‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أنهم‭ ‬يزدادون‭ ‬معصية‭ ‬ضد‭ ‬أمور‭ ‬الله‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬أن‭: ‬

1‭.‬ نستمر‭ ‬مصلين‭ ‬ومسبحين‭ ‬الله‭ ‬مؤمنين‭ ‬بالاستجابة،

2‭.‬ نكون‭ ‬صابرين،‭ ‬

3‭.‬ نظهر‭ ‬لهم‭ ‬أننا‭ ‬نحبهم،‭ ‬

4‭.‬ نطيع‭ ‬الله‭ ‬إذ‭ ‬يرينا‭ ‬كيف‭ ‬نشهد‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬نصلي‭ ‬معهم‭.‬

صلاة‭ + ‬طاعة‭ + ‬محبة‭ + ‬صبر‭ = ‬نتائج

صلّ‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين

الهدف‭ ‬الثالث‭: ‬شرح‭ ‬كيف‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الآخرين‭.‬

يا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬امتياز‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬لنساعد‭ ‬الآخرين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الصلاة‭! ‬إن‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬ومساعدة‭. ‬نحن‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬عائلاتنا‭ ‬وأصدقائنا‭ ‬وجيراننا‭. ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬قادة‭ ‬الكنيسة،‭ ‬ممثلي‭ ‬الحكومة؟‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬معونة‭ ‬الله‭. ‬نحن‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬وطننا‭ ‬ولأجل‭ ‬الآخرين‭ ‬ولأجل‭ ‬جميع‭ ‬الذين‭ ‬يتألمون‭ ‬ولأجل‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬عيسى،‭ ‬لأجل‭ ‬متجددين‭ ‬جدد،‭ ‬ولأجل‭ ‬شعب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬للجميع‭ ‬مشاكل‭ ‬تفوق‭ ‬احتمالهم‭ ‬ذ‭ ‬لكن‭ ‬الله‭ ‬مهتم‭ ‬بكل‭ ‬الحاجات‭ ‬البشرية‭ ‬ولديه‭ ‬حل‭ ‬لكل‭ ‬مشكلة‭. ‬نحن‭ ‬نعمل‭ ‬كشركاء‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬نفس‭ ‬اهتماماته،‭ ‬وأن‭ ‬نأخذ‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭ ‬إليه‭ ‬مستمعين‭ ‬إلى‭ ‬توجيهاته،‭ ‬ثم‭ ‬نعمل‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬منا‭ ‬عمله‭. ‬إن‭ ‬كلمته‭ ‬ترينا‭ ‬كيف‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭.‬

فَأُوصِيكُمْ‭ ‬أَوَّلَ‭ ‬كُلِّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬أَنْ‭ ‬تُقِيمُوا‭ ‬الدُّعَاءَ‭ ‬وَالصَّلَاةَ‭ ‬وَالتَّضَرُّعَ‭ ‬وَالْحَمْدَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِ‭ ‬كُلِّ‭ ‬النَّاسِ،‭ ‬وَمِنْ‭ ‬أَجْلِ‭ ‬الْمُلُوكِ‭ ‬وَأَصْحَابِ‭ ‬الْمَنَاصِبِ‭. ‬لِكَيْ‭ ‬نَحْيَا‭ ‬حَيَاةً‭ ‬هَادِئَةً‭ ‬مُطْمَئِنَّةً‭ ‬بِكُلِّ‭ ‬تَقْوَى‭ ‬وَوَقَارٍ‭. ‬فَهَذَا‭ ‬حَسَنٌ‭ ‬وَمَقْبُولٌ‭ ‬عِنْدَ‭ ‬اللهِ‭ ‬مُنْقِذِنَا‭. ‬فَهُوَ‭ ‬يُرِيدُ‭ ‬لِجَمِيعِ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَنْجُوا،‭ ‬وَيُقْبِلُوا‭ ‬إِلَى‭ ‬مَعْرِفَةِ‭ ‬الْحَقِّ‭. ‬‭(‬1تيموتاوس‭ ‬2‭: ‬1‭ – ‬4‭)‬

‭… ‬أَحِبُّوا‭ ‬أَعْدَاءَكُمْ،‭ ‬وَادْعُوا‭ ‬بِالْخَيْرِ‭ ‬لِلَّذِينَ‭ ‬يَضْطَهِدُونَكُمْ‭.‬‭ (‬متى‭ ‬5‭: ‬44‭)‬

اُدْعُ‭ ‬الْمَوْلَى‭ ‬إِلَهَنَا‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِنَا‭.‬‭ (‬إرميا‭ ‬37‭: ‬3‭)‬

اُدْعُوا‭ ‬اللهَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِ‭ ‬سَلَامِ‭ ‬الْقُدْسِ‭.‬‭ (‬مزمور‭ ‬122‭: ‬6‭)‬

لَعَلَّ‭ ‬الْمَوْلَى‭ ‬إِلَهَكَ‭ ‬يُخْبِرُنَا‭ ‬أَيْنَ‭ ‬نَذْهَبُ‭ ‬وَمَاذَا‭ ‬نَعْمَلُ‭!‬‭ (‬إرميا‭ ‬42‭: ‬3‭)‬

وَأَخِيرًا‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬الْإِخْوَةُ،‭ ‬صَلُّوا‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِنَا‭ ‬لِكَيْ‭ ‬تَنْتَشِرَ‭ ‬رِسَالَةُ‭ ‬الْمَسِيحِ‭ ‬بِسُرْعَةٍ‭ ‬وَتُكْرَمَ،‭ ‬كَمَا‭ ‬حَدَثَ‭ ‬عِنْدَكُمْ‭. ‬وَصَلُّوا‭ ‬أَيْضًا‭ ‬لِكَيْ‭ ‬يُنْقِذَنَا‭ ‬اللهُ‭ ‬مِنَ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬الْأَرْدِيَاءِ‭ ‬الْأَشْرَارِ،‭ ‬فَلَيْسَ‭ ‬الْجَمِيعُ‭ ‬يُؤْمِنُونَ‭.‬‭ (‬2تسالونكي‭ ‬3‭: ‬1‭ – ‬2‭)‬

هَلْ‭ ‬فِيكُمْ‭ ‬وَاحِدٌ‭ ‬فِي‭ ‬ضِـيقٍ؟‭ ‬فَيَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَبْتَهِلَ‭ ‬للهِ‭. ‬هَلْ‭ ‬فِيكُمْ‭ ‬وَاحِدٌ‭ ‬فَرْحَانٌ؟‭ ‬فَيَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يُسَـبِّحَ‭ ‬اللهَ‭. ‬هَلْ‭ ‬فِيكُمْ‭ ‬وَاحِدٌ‭ ‬مَرِيضٌ؟‭ ‬فَيَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَسْـتَدْعِيَ‭ ‬شُـيُوخَ‭ ‬الْجَمَاعَةِ،‭ ‬وَيَدْعُوا‭ ‬اللهَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِهِ‭ ‬وَيَدْهِنُوهُ‭ ‬بِزَيْتٍ‭ ‬بِاسْـمِ‭ ‬الْمَسِيحِ‭. ‬وَالدُّعَاءُ‭ ‬بِإِيمَانٍ‭ ‬يَشْـفِي‭ ‬الْمَرِيضَ،‭ ‬وَالْمَسِيحُ‭ ‬يُقِيمُهُ‭. ‬فَإِنْ‭ ‬كَانَ‭ ‬مَرَضُـهُ‭ ‬بِسَـبَبِ‭ ‬ذَنْبٍ‭ ‬ارْتَكَبَهُ،‭ ‬يُغْفَرُ‭ ‬لَهُ‭. ‬اِعْتَرِفُوا‭ ‬بَعْضُـكُمْ‭ ‬لِبَعْضٍ‭ ‬بِالذُّنُوبِ،‭ ‬وَادْعُوا‭ ‬بَعْضُـكُمْ‭ ‬لِأَجْلِ‭ ‬بَعْضٍ‭ ‬لِكَيْ‭ ‬تُشْـفَوْا‭. ‬دُعَاءُ‭ ‬الرَّجُلِ‭ ‬الصَّـالِحِ‭ ‬لَهُ‭ ‬مَفْعُولٌ‭ ‬قَوِيٌّ‭ ‬جِدًّا‭.‬‭ (‬يعقوب‭ ‬5‭: ‬13‭-‬16‭)‬

إن‭ ‬الدهن‭ ‬بالزيت‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬قوة‭ ‬له‭ ‬لأن‭ ‬يشفي،‭ ‬لكنه‭ ‬يمثل‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬العمل‭. ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬وضع‭ ‬الزيت‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الشخص‭ ‬عند‭ ‬تكريسه‭ ‬لله‭ ‬ولخدمته‭. ‬والصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬الشفاء‭ ‬تتضمن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالزلات‭ ‬والتكريس‭ ‬لله‭. ‬كثيرون‭ ‬اليوم‭ ‬يخبرون‭ ‬كيف‭ ‬شفاهم‭ ‬الله‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬مستعصية‭ ‬إذ‭ ‬أطاعوا‭ ‬التعليمات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬يعقوب‭ ‬5‭: ‬13‭-‬16‭.‬

دعنا‭ ‬نصلي‭ ‬هذه‭ ‬الصلاة‭ ‬معاً‭ ‬الآن‭:‬

يا‭ ‬أبانا‭ ‬السماوي‭. ‬نحن‭ ‬نحبك‭ ‬لأنك‭ ‬تستحق‭ ‬عبادتنا‭ ‬ومحبتنا‭. ‬أنت‭ ‬الله‭ ‬كليّ‭ ‬القدرة،‭ ‬خالق‭ ‬كل‭ ‬الأشياء،‭ ‬أنت‭ ‬معنا‭ ‬هنا‭ ‬الآن‭ ‬وتدعونا‭ ‬لأن‭ ‬نصلي‭.‬

أنت‭ ‬ترى‭ ‬جميع‭ ‬زلاتنا‭ ‬وأخطائنا‭. ‬نحن‭ ‬نعترف‭ ‬لك‭ ‬بها‭. ‬نسألك‭ ‬أن‭ ‬تغفر‭ ‬لنا‭ ‬وأن‭ ‬تساعدنا‭ ‬لأن‭ ‬نعمل‭ ‬ما‭ ‬تريد‭. ‬نحن‭ ‬نشكرك‭ ‬لأجل‭ ‬إرسال‭ ‬ابنك‭ ‬عيسى‭ ‬المسيح،‭ ‬لكي‭ ‬ينجينا‭ ‬من‭ ‬خطايانا‭. ‬نحن‭ ‬نشكرك‭ ‬لأنك‭ ‬جعلتنا‭ ‬أبناءاً‭ ‬لك‭. ‬ولذلك‭ ‬يا‭ ‬رب‭ ‬نأتي‭ ‬إليك‭ ‬بفرح،‭ ‬لكي‭ ‬نكون‭ ‬شركاء‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭.‬

نسألك‭ ‬أن‭ ‬تبارك‭ ‬عائلاتنا‭ ‬وأن‭ ‬تملأ‭ ‬احتياج‭ ‬كل‭ ‬شخص‭. ‬من‭ ‬فضلك‭ ‬أعلن‭ ‬لنا‭ ‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نساعد‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضاً‭. ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬إنقاذك‭ ‬لهم‭. ‬ساعدنا‭ ‬لنخبرهم‭ ‬عنك،‭ ‬ونريهم‭ ‬محبتك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نعمل‭ ‬وما‭ ‬نقول‭.‬

نحن‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬قادة‭ ‬أمتنا‭ ‬والأمم‭ ‬الأخرى‭. ‬أعطِهم‭ ‬حكمة‭. ‬ساعدهم‭ ‬ليعرفوك‭ ‬ويخدموك‭. ‬أعطِ‭ ‬سلامك‭ ‬للعالم‭. ‬قدّم‭ ‬طعاماً‭ ‬للجائعين‭ ‬وأعطِ‭ ‬الصحة‭ ‬للمرضى،‭ ‬وحرية‭ ‬لأولئك‭ ‬المأسورين‭.‬

نحن‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬أصدقائنا‭ ‬وإخوتنا‭ ‬المؤمنين،‭ ‬لأجل‭ ‬رعاتنا‭ ‬وكنائسنا‭ (‬جماعات‭ ‬المؤمنين‭). ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬شعبك‭ ‬وعملك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلد‭. ‬لتأتِ‭ ‬مملكتك‭ ‬ولتكن‭ ‬مشيئتك‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬السماء‭. ‬ساعدنا‭ ‬جميعاً‭ ‬لنعمل‭ ‬واجبنا‭ ‬حتى‭ ‬تتم‭ ‬هذه‭ ‬المشيئة‭. ‬نطلب‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬اسم‭ ‬عيسى‭ ‬ولمجدك‭. ‬آمين‭.‬

ساعد‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬الاحتياجات

الهدف‭ ‬الرابع‭: ‬شرح‭ ‬دورنا‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭.‬

إن‭ ‬الله‭ ‬يحرك‭ ‬قوى‭ ‬كثيرة‭ ‬لكي‭ ‬يستجيب‭ ‬الصلاة‭ ‬ويقابل‭ ‬احتياجات‭ ‬البشر‭. ‬هو‭ ‬يساعدنا‭ ‬أولاً‭ ‬لنرى‭ ‬الاحتياج،‭ ‬ويشركنا‭ ‬في‭ ‬اهتمامه‭ ‬به‭. ‬ثم‭ ‬يرينا‭ ‬كيف‭ ‬نصلي‭ ‬لأجله،‭ ‬ويعطينا‭ ‬إيماناً‭ ‬بالاستجابة‭. ‬إنه‭ ‬يعرّفنا‭ ‬بما‭ ‬يريدنا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬ويساعدنا‭ ‬لنعمله،‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬بركة‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬كشركاء‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬هذا‭ ‬فهو‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الآخرين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الظروف‭ ‬وبطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬غير‭ ‬عادية،‭ ‬لينجزوا‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مستحيلاً‭ ‬بشرياً‭. ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬يرسل‭ ‬ملائكته‭ ‬ليعملوا‭ ‬مشيئته‭ ‬ويستجيب‭ ‬صلواتنا‭.‬

كيف‭ ‬يستجيب‭ ‬الله‭ ‬الصلاة

يخبرنا‭ ‬بما‭ ‬نعمل يعمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الظروف

يخبر‭ ‬الآخرين‭ ‬بما‭ ‬يعملون يعمل‭ ‬فينا

يخبر‭ ‬الملائكة‭ ‬بما‭ ‬يعملون يهزم‭ ‬قوى‭ ‬الشر

يعمل‭ ‬في‭ ‬الطبيعة يجري‭ ‬عجائب‭ ‬ومعجزات

إن‭ ‬معجزة‭ ‬عيسى‭ ‬في‭ ‬إشباع‭ ‬الخمسة‭ ‬آلاف‭ ‬ترينا‭ ‬طريقة‭ ‬بها‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نساعده‭ ‬في‭ ‬استجابة‭ ‬الصلاة‭. ‬فلقد‭ ‬صلّى‭ ‬على‭ ‬طعام‭ ‬الغلام،‭ ‬باركه‭ ‬ثم‭ ‬وضعه‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬التلاميذ‭ ‬ليقدموه‭ ‬للجموع‭. ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يأكل‭ ‬الغلام‭ ‬طعامه‭ ‬هذا‭. ‬والتلاميذ‭ ‬كان‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يأكلوه‭. ‬ولكن‭ ‬لأنهم‭ ‬أعطوه‭ ‬لآخرين‭ ‬حدثت‭ ‬المعجزة‭. ‬عندما‭ ‬شاركوا‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬باركه‭ ‬الله‭ ‬حتى‭ ‬شبع‭ ‬الكل‭ ‬وفاضت‭ ‬اثنتا‭ ‬عشرة‭ ‬قفة‭! ‬ونحن‭ ‬أيضاً‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬احتياجات‭ ‬أولئك‭ ‬الجياع،‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬جياعاً‭ ‬للخبز‭ ‬الطبيعي‭ ‬أو‭ ‬لخبز‭ ‬الحياة‭. ‬إن‭ ‬الله‭ ‬سيباركنا‭ ‬ويملأ‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬أيضاً‭ ‬بينما‭ ‬نحن‭ ‬نصلي‭ ‬ونشارك‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭. ‬قال‭ ‬عيسى‭:‬

أَعْطُوا‭ ‬تُعْطَوْا‭. ‬فِي‭ ‬حِجْرِكُمْ‭ ‬يَصُبُّونَ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬كَيْلًا‭ ‬مَلْآنًا‭ ‬وَمَكْبُوسًا‭ ‬وَمَهْزُوزًا‭ ‬وَفَائِضًا‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬الْكَيْلَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬تَكِيلُونَ‭ ‬بِهِ‭ ‬لِلْآخَرِينَ،‭ ‬هُوَ‭ ‬نَفْسُهُ‭ ‬يُكَالُ‭ ‬بِهِ‭ ‬لَكُمْ‭.‬‭ (‬لوقا‭ ‬6‭: ‬38‭)‬

يُعدّ‭ ‬كتاب‭ ‬نحميا‭ ‬بكامله‭ ‬شهادة‭ ‬شخصية‭ ‬ملهمة‭ ‬عن‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يصلي،‭ ‬وفي‭ ‬الآخرين،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الظروف،‭ ‬لكي‭ ‬يستجيب‭ ‬الصلاة‭. ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬نحميا‭ ‬في‭ ‬سبي‭ ‬بابل‭ ‬وظيفة‭ ‬جيدة‭ ‬كخادم‭ ‬موثوق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الملك‭. ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬مهتماً‭ ‬باحتياجات‭ ‬الآخرين،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬بني‭ ‬جنسه‭ ‬الذين‭ ‬رجعوا‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭. ‬عندما‭ ‬جاءه‭ ‬أخوه‭ ‬بأخبار‭ ‬المتاعب‭ ‬الموجودة‭ ‬هناك،‭ ‬بكى‭ ‬نحميا‭.‬

جَلَسْتُ‭ ‬وَبَكَيْتُ‭ ‬وَنُحْتُ‭ ‬أَيَّامًا،‭ ‬وَصُمْتُ‭ ‬وَابْتَهَلْتُ‭ ‬أَمَامَ‭ ‬رَبِّ‭ ‬السَّمَاءِ‭. ‬‭(‬نحميا‭ ‬1‭: ‬4‭)‬

لقد‭ ‬صلى‭ ‬نحميا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأسوار‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لأن‭ ‬يعاد‭ ‬بناؤها‭ ‬لتحمي‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬أعدائه،‭ ‬وأما‭ ‬الله‭ ‬فقد‭ ‬وضع‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬خطة‭ ‬ليعمل‭ ‬شيئاً‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬الحاجة‭. ‬أحس‭ ‬نحميا‭ ‬بالاهتمام‭ ‬الشديد‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الملك‭ ‬لاحظه‭ ‬وسأله‭ ‬لماذا‭ ‬هو‭ ‬حزين‭. ‬كان‭ ‬نحميا‭ ‬خائفاً‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يبدو‭ ‬أحد‭ ‬حزيناً‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬الملك‭. ‬كان‭ ‬في‭ ‬الإمكان‭ ‬أن‭ ‬يعاقب‭ ‬أو‭ ‬يفقد‭ ‬وظيفته‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬حياته‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يرضِ‭ ‬الملك‭. ‬لكن‭ ‬نحميا‭ ‬قدم‭ ‬لله‭ ‬صلاة‭ ‬صامتة‭ ‬سريعة،‭ ‬وانتهز‭ ‬الفرصة‭ ‬ليتحدث‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬عن‭ ‬احتياجات‭ ‬وطنه‭. ‬وكانت‭ ‬صلاة‭ ‬نحميا‭ “‬وفقني‭ ‬اليوم‭ ‬يا‭ ‬ربي،‭ ‬واجعل‭ ‬الملك‭ ‬يرضى‭ ‬عني‭” ‬وقد‭ ‬فعل‭ ‬الله‭ ‬ذلك‭ ‬تماماً‭. ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يغضب،‭ ‬ناقش‭ ‬الملك‭ ‬المشكلة‭ ‬مع‭ ‬نحميا‭. ‬وطلب‭ ‬إليه‭ ‬قائلاً‭ ‬له‭ ‬ماذا‭ ‬طالب‭ ‬أنت‭.‬

فَقَالَ‭ ‬لِيَ‭ ‬الْمَلِكُ‭: “‬مَاذَا‭ ‬تَطْلُبُ؟‭” ‬فَابْتَهَلْتُ‭ ‬إِلَى‭ ‬رَبِّ‭ ‬السَّمَاءِ‭ ‬وَقُلْتُ‭ ‬لِلْمَلِكِ‭: “‬إِنْ‭ ‬كُنْتَ‭ ‬تُوَافِقُ‭ ‬يَا‭ ‬جَلَالَةَ‭ ‬الْمَلِكِ،‭ ‬وَإِنْ‭ ‬كُنْتَ‭ ‬تَرْضَى‭ ‬عَنِّي‭ ‬أَنَا‭ ‬عَبْدَكَ،‭ ‬أَرْسِلْنِي‭ ‬إِلَى‭ ‬يَهُوذَا‭ ‬إِلَى‭ ‬الْمَدِينَةِ‭ ‬الَّتِي‭ ‬فِيهَا‭ ‬قُبُورُ‭ ‬آبَائِي‭ ‬فَأَبْنِيَهَا‭.” ‬وَكَانَتِ‭ ‬الْمَلِكَةُ‭ ‬جَالِسَةً‭ ‬بِجَانِبِهِ،‭ ‬فَسَأَلَنِي‭ ‬الْمَلِكُ‭: “‬كَمْ‭ ‬يَطُولُ‭ ‬سَفَرُكَ،‭ ‬وَمَتَى‭ ‬تَرْجِعُ؟‭” ‬فَوَافَقَ‭ ‬الْمَلِكُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يُرْسِلَنِي،‭ ‬وَحَدَّدْتُ‭ ‬مَوْعِدًا‭ ‬لِسَفَرِي‭. ‬‭(‬نحميا‭ ‬2‭: ‬4‭ – ‬6‭)‬

يا‭ ‬للعجب‭! ‬لقد‭ ‬صار‭ ‬الملك‭ ‬شريكاً‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬نحميا‭ ‬إذ‭ ‬أجاب‭ ‬الله‭ ‬الصلاة‭. ‬وأعطى‭ ‬نحميا‭ ‬تصريحاً‭ ‬للغياب‭ ‬وتفويضاً‭ ‬وإمداداً‭ ‬ومجموعة‭ ‬عسكرية‭ ‬لحمايته‭.‬

ولقد‭ ‬ساعد‭ ‬الله‭ ‬نحميا‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬كاستجابة‭ ‬للصلاة‭. ‬يا‭ ‬للمشاكل‭ ‬التي‭ ‬واجهها‭! ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬جميعها‭. ‬بنى‭ ‬الأسوار‭ ‬وخدم‭ ‬كحاكم‭ ‬في‭ ‬القدس‭. ‬ويذكر‭ ‬نحميا‭ ‬سر‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬القول‭ “‬لأن‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬معي‭.” ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬أيضاً‭ ‬بأن‭ ‬الأشياء‭ ‬العظيمة‭ ‬قد‭ ‬أُنجزت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬صلاته،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬مستعداً‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬لاستجابة‭ ‬الصلاة‭.‬

الدرس التالي