مقالة

عندما تصلّي

حين خلقنا الله، وضع فينا شيئاً يتوق إليه. ندرك أننا بحاجة لقوة أعظم من قوتنا لحل مشاكلنا وحمايتنا وسد احتياجاتنا. نتعلّم من خلال الصلاة أن نأتي إلى الله طالبين منه العون. وهذا الكتاب الصغير، الذي كتبه ج. روبرت أشكروفت، يعلّمنا كيف نصلّي صلواتٍ تُستجاب وكيف يمكن لاحتياجاتنا أن تُسَدّ من خلال صلاتنا لله وعبادتنا إياه

استخدم كلمة الله عندما تصلي

في‭ ‬الغالب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بالإيمان‭. ‬بل‭ ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬تُبنى‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭. ‬فنحن‭ ‬نتناول‭ ‬طعامنا‭ ‬موقنين‭ ‬أنه‭ ‬لتغذيتنا،‭ ‬ونرسل‭ ‬الخطابات‭ ‬واثقين‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬البريد‭ ‬سيقوم‭ ‬بتسليمها‭ ‬إلى‭ ‬أناس‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬ومدن‭ ‬أخرى‭. ‬ونحن‭ ‬نذهب‭ ‬للقاء‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬واثقين‭ ‬أنه‭ ‬سيحفظ‭ ‬وعده‭ ‬بأن‭ ‬يلتقي‭ ‬معنا‭. ‬

هكذا‭ ‬أيضاً‭ ‬الحياة‭ ‬المسيحية،‭ ‬تُبنى‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭. ‬فنحن‭ ‬نؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬يحبنا‭ ‬ويعتني‭ ‬بأمر‭ ‬مشكلاتنا‭. ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬نصلي‭ ‬له‭ ‬بثقة‭ ‬متوقعين‭ ‬استجابته‭. ‬

لكن‭ ‬لماذا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬يحبنا؟‭ ‬نحن‭ ‬نؤمن‭ ‬بذلك‭ ‬لأنه‭ ‬سطر‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬كلمته،‭ ‬أي‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬أنه‭ ‬يحبنا‭. ‬فنحن‭ ‬نثق‭ ‬بكلمته‭ ‬كما‭ ‬نثق‭ ‬بكلمة‭ ‬صديق‭ ‬لنا،‭ ‬ولكن‭ ‬بصورة‭ ‬أقوى‭. ‬فكلمة‭ ‬الله‭ ‬صادقة‭ ‬بالكامل،‭ ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نتكل‭ ‬عليها‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬نثق‭ ‬بشخص‭ ‬الله‭ ‬نفسه‭. ‬فحين‭ ‬تعلن‭ ‬الكلمة‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يحبنا،‭ ‬فهو‭ ‬فعلاً‭ ‬يحبنا‭. ‬وعندما‭ ‬يدعونا‭ ‬للصلاة‭ ‬فهو‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭. ‬

هذا‭ ‬الدرس‭ ‬يوضح‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬عن‭ ‬طريقها‭ ‬يساعدنا‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬عندما‭ ‬نصلي‭. ‬ستتعلم‭ ‬كيف‭ ‬تدرس‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬وتستخدمه‭ ‬عندما‭ ‬تصلي،‭ ‬وأيضاً‭ ‬ستتعلم‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬وعوده‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ‭. ‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ …‬

٪ استخدم‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬مرشداً‭ ‬لك‭.‬

٪ استخدم‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬لتقوية‭ ‬إيمانك‭.‬

٪ استخدم‭ ‬الآيات‭ ‬الكتابية‭ ‬عندما‭ ‬تصلي‭.‬

٪ اعمل‭ ‬بالإيمان‭ ‬في‭ ‬وعد‭ ‬الله‭.‬

هذا‭ ‬الدرس‭ ‬سيساعدك‭:‬

٪ لكي‭ ‬تقوي‭ ‬إيمانك‭ ‬بأن‭ ‬تجعل‭ ‬صلواتك‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬وعود‭ ‬الله‭ ‬والتمسك‭ ‬بها‭ ‬حين‭ ‬تصلي‭.‬

٪ لتعمل‭ ‬بالإيمان‭ ‬في‭ ‬وعود‭ ‬الله‭ ‬فترى‭ ‬عجائب‭ ‬تحدث‭ ‬عندما‭ ‬تفعل‭ ‬هذا‭.‬

‭ ‬

الهدف‭ ‬الأول‭: ‬شرح‭ ‬أهمية‭ ‬الاسترشاد‭ ‬بكلمة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭.‬

بين‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬صلة‭ ‬مباشرة‭ ‬بين‭ ‬كلماته‭ ‬وصلواتنا‭. ‬قال‭ ‬عيسى‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬المذهلة‭:‬

إِنْ‭ ‬ثَبَتُّمْ‭ ‬فِيَّ‭ ‬وَثَبَتَ‭ ‬كَلَامِي‭ ‬فِيكُمْ،‭ ‬فَاطْلُبُوا‭ ‬مَا‭ ‬تُرِيدُونَ‭ ‬فَتَنَالُوهُ‭.‬‭ (‬يوحنا‭ ‬15‭: ‬7‭)‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الوعد‭ ‬العجيب‭ ‬يعلمنا‭ ‬أن‭ ‬استجابة‭ ‬صلواتنا‭ ‬قد‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لكلمة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭. ‬فنحن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬لنا،‭ ‬ونجعله‭ ‬يرشدنا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أعمالنا‭ ‬اليومية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬في‭ ‬صلواتنا‭. ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتبع‭ ‬تعاليم‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬الصلاة،‭ ‬وندع‭ ‬الله‭ ‬يتكلم‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كلمته‭ ‬حين‭ ‬نصلي‭. ‬وعندما‭ ‬نصلي‭ ‬مع‭ ‬آخرين،‭ ‬فإن‭ ‬قراءة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬والتحدث‭ ‬عما‭ ‬قرأنا،‭ ‬يجعل‭ ‬حضور‭ ‬الله‭ ‬أكثر‭ ‬واقعية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭. ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يستخدم‭ ‬رسالته‭ ‬في‭ ‬ظروفنا،‭ ‬ويرينا‭ ‬كيف‭ ‬نصلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬بيوتنا،‭ ‬وفي‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬وفي‭ ‬عالمنا‭.‬

إن‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬يعلمنا‭ ‬إرادة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬ويعلّمنا‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬لتكن‭ ‬مشيئته‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬لما‭ ‬يُكرم‭ ‬الله‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬للآخرين‭ ‬أيضاً،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لمجرد‭ ‬ما‭ ‬نريد‭ ‬أو‭ ‬لأجل‭ ‬ملذاتنا‭ ‬الشخصية‭.‬

أَنْتُمْ‭ ‬تَرْغَبُونَ‭ ‬فِي‭ ‬شَـيْءٍ،‭ ‬لَكِنْ‭ ‬لَا‭ ‬يُمْكِنُكُمُ‭ ‬الْحُصُولُ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬فَتَقْتُلُونَ‭. ‬تَشْتَهُـونَ‭ ‬أَمْرًا،‭ ‬لَكِنَّ‭ ‬الْحُصُولَ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬صَعْبٌ‭ ‬فَتُخَاصِمُونَ‭ ‬وَتُحَارِبُونَ‭. ‬لَا‭ ‬تَنَالُونَ‭ ‬مَا‭ ‬تُرِيدُونَ‭ ‬لِأَنَّكُمْ‭ ‬لَا‭ ‬تَطْلُبُونَهُ‭ ‬مِنَ‭ ‬اللهِ‭. ‬وَحَتَّى‭ ‬إِذَا‭ ‬طَلَبْتُمْ‭ ‬مِنْهُ‭ ‬لَا‭ ‬يُعْطِيكُمْ،‭ ‬لِأَنَّ‭ ‬قَصْدَكُمْ‭ ‬سَيِّئٌ،‭ ‬لِأَنَّكُمْ‭ ‬تُرِيدُونَ‭ ‬اسْتِخْدَامَهُ‭ ‬لِمَلَذَّاتِكُمْ‭.‬‭ (‬يعقوب‭ ‬4‭: ‬2،‭ ‬3‭)‬

اِسْهَرُوا‭ ‬وَصَلُّوا‭ ‬لِئَلَّا‭ ‬تَدْخُلُوا‭ ‬فِي‭ ‬مِحْنَةٍ‭.‬‭ (‬متى‭ ‬26‭: ‬41‭)‬

يوجد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الصلوات‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬وهي‭ ‬مرشد‭ ‬جيد‭ ‬لنا‭. ‬فنحن‭ ‬قد‭ ‬نسكب‭ ‬نفوسنا‭ ‬في‭ ‬كلمات‭ ‬داود‭ ‬حين‭ ‬صرخ‭ ‬طالباً‭ ‬المغفرة‭. ‬أو‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬عيسى‭ ‬في‭ ‬خضوع‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يمضي‭ ‬إلى‭ ‬الصلب‭.‬

اللَّهُمَّ‭ ‬ارْحَمْنِي‭ ‬لِأَنَّكَ‭ ‬رَحْمَانٌ،‭ ‬اُمْحُ‭ ‬مَعَاصِيَّ‭ ‬لِأَنَّكَ‭ ‬دَائِمًا‭ ‬رَحِيمٌ‭ … ‬اللَّهُمَّ‭ ‬اخْلُقْ‭ ‬فِيَّ‭ ‬قَلْبًا‭ ‬طَاهِرًا،‭ ‬وَضَعْ‭ ‬فِيَّ‭ ‬رُوحًا‭ ‬جَدِيدَةً‭ ‬أَمِينَةً‭. (‬مزمور‭ ‬51‭: ‬1،‭ ‬10‭)‬

‭”‬يَا‭ ‬أَبِي،‭ ‬إِنْ‭ ‬أَمْكَنَ،‭ ‬أَبْعِدْ‭ ‬عَنِّي‭ ‬هَذِهِ‭ ‬الْكَأْسَ‭. ‬لَكِنْ‭ ‬لِتَكُنْ‭ ‬إِرَادَتُكَ‭ ‬أَنْتَ‭ ‬لَا‭ ‬إِرَادَتِي‭ ‬أَنَا‭.” ‬‭(‬متى‭ ‬26‭: ‬39‭)‬

إن‭ ‬كنا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬صلاتنا‭ ‬فعالة،‭ ‬فلنملأ‭ ‬عقولنا‭ ‬بكلمة‭ ‬الله‭. ‬لنقرأها‭ ‬ونفكر‭ ‬فيها‭ ‬ونحفظها،‭ ‬نتحدث‭ ‬بها،‭ ‬ونصلي‭ ‬بها‭. ‬إنها‭ ‬ستشكل‭ ‬رغباتنا‭ ‬وتوجه‭ ‬صلواتنا‭. ‬وإذ‭ ‬تثبت‭ ‬فينا‭ ‬فنحن‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نطلب‭ ‬ونأخذ‭ ‬استجابة‭ ‬صلواتنا‭.‬

استخدم‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬لتقوية‭ ‬إيمانك

الهدف‭ ‬الثاني‭: ‬مناقشة‭ ‬أهمية‭ ‬الإيمان‭ ‬كجانب‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬اختبارنا‭ ‬الروحي‭.‬

هل‭ ‬قلت‭ ‬مرة‭ “‬أتمنى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬إيمان‭ ‬أكثر؟‭” ‬أو‭ “‬أنا‭ ‬ليس‭ ‬لي‭ ‬إيمان؟‭” ‬كلا،‭ ‬بل‭ ‬أنت‭ ‬لك‭ ‬إيمان،‭ ‬لأن‭ ‬الإيمان‭ ‬هو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬الثابت‭ ‬أو‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬عبارة،‭ ‬أو‭ ‬شيء‭. ‬وقد‭ ‬أوضحنا‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدرس‭. ‬لذلك‭ ‬فأنت‭ ‬لديك‭ ‬إيمان‭.‬

الْإِيمَانُ‭ ‬هُوَ‭ ‬أَنْ‭ ‬نَثِقَ‭ ‬أَنَّ‭ ‬مَا‭ ‬نَرْجُوهُ‭ ‬سَيَتَحَقَّقُ،‭ ‬وَأَنْ‭ ‬نَتَيَقَّنَ‭ ‬أَنَّ‭ ‬مَا‭ ‬لَا‭ ‬نَرَاهُ‭ ‬مَوْجُودٌ‭ ‬فِعْلًا‭. ‬‭(‬عبرانيين‭ ‬11‭: ‬1‭)‬

الله‭ ‬نفسه‭ ‬يعطينا‭ ‬إيماناً‭ – ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬سيفعل‭ ‬ما‭ ‬وعد‭ ‬به‭. ‬وهو‭ ‬يعمل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬كلمته‭ ‬ليقوي‭ ‬إيماننا،‭ ‬ونحن‭ ‬نتعاون‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬هذا‭. ‬فإيماننا‭ ‬ينمو‭ ‬إذ‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬الأشياء‭ ‬العجيبة‭ ‬التي‭ ‬عملها‭ ‬الله‭. ‬ونحن‭ ‬نقوي‭ ‬إيماننا‭ ‬إذ‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬مع‭ ‬آخرين،‭ ‬ونفكر‭ ‬في‭ ‬محبة‭ ‬الله‭ ‬لنا‭ ‬وندرك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬عمله‭ ‬لأناس‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬سيعمله‭ ‬لنا‭ ‬اليوم‭. ‬فنلجأ‭ ‬إلى‭ ‬وعوده‭ ‬مؤمنين‭ ‬بها‭ – ‬ونصلي‭ ‬واثقين‭ ‬أن‭ ‬الإجابة‭ ‬ستأتي‭ – ‬وهي‭ ‬تأتي‭ ‬فعلاً‭.‬

يَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬نُرَكِّزَ‭ ‬أَنْظَارَنَا‭ ‬عَلَى‭ ‬عِيسَى‭ ‬مَصْدَرِ‭ ‬وَهَدَفِ‭ ‬إِيمَانِنَا‭.‬‭ (‬عبرانيين‭ ‬12‭: ‬2‭)‬

نَصِيبكَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْإِيمَانِ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَعْطَاهُ‭ ‬اللهُ‭ ‬لَكَ‭.‬‭ (‬روما‭ ‬12‭: ‬3‭)‬

إِذَنِ‭ ‬الْإِيمَانُ‭ ‬يَأْتِي‭ ‬مِنْ‭ ‬سَمَاعِ‭ ‬الرِّسَالَةِ،‭ ‬وَالرِّسَالَةُ‭ ‬هِيَ‭ ‬الْكَلِمَةُ‭ ‬الَّتِي‭ ‬تُحَدِّثُنَا‭ ‬عَنِ‭ ‬الْمَسِيحِ‭. ‬‭(‬روما‭ ‬10‭: ‬17‭)‬

تذكّرنا‭ ‬روما‭ ‬10‭: ‬17‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬الاستماع‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬الإيمان،‭ ‬بل‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الكلمة،‭ ‬بينما‭ ‬يُبَشَّرُ‭ ‬بها،‭ ‬يقوي‭ ‬إيماننا‭. ‬لذلك‭ ‬نذهب‭ ‬لخدمات‭ ‬الكنيسة،‭ ‬ونستمع‭ ‬إلى‭ ‬رسائل‭ ‬الإنجيل‭ ‬التي‭ ‬تبث‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ ‬عندما‭ ‬نستطيع‭. ‬فإن‭ ‬العظات‭ ‬والترانيم‭ ‬والشهادات‭ ‬عن‭ ‬عيسى‭ ‬ابن‭ ‬الله‭ ‬تقوي‭ ‬إيماننا‭ ‬فيه‭.‬

ونحن‭ ‬لا‭ ‬ندرك‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬الإيمان‭ ‬لكننا‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يعمل‭ ‬عن‭ ‬طريقه‭. ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬لا‭ ‬نؤمن،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يعطل‭ ‬عمله‭. ‬أما‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نؤمن،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬يستجيب‭ ‬الله‭ ‬لصلاتنا‭ ‬وأن‭ ‬يصنع‭ ‬العجائب‭.‬

وَلَمْ‭ ‬يَعْمَلْ‭ ‬هُنَاكَ‭ ‬مُعْجِزَاتٍ‭ ‬كَثِيرَةً‭ ‬لِعَدَمِ‭ ‬إِيمَانِهِمْ‭. ‬‭(‬متى‭ ‬13‭: ‬58‭)‬

فَكُلُّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬مُسْتَطَاعٌ‭ ‬لِمَنْ‭ ‬يُؤْمِنُ‭.‬‭ (‬مرقس‭ ‬9‭: ‬23‭)‬

وَكَانَتْ‭ ‬هُنَاكَ‭ ‬امْرَأَةٌ‭ ‬عِنْدَهَا‭ ‬نَزِيفُ‭ ‬دَمٍ‭ ‬مُنْذُ‭ ‬12‭ ‬سَنَةً‭ ‬جَاءَتْ‭ ‬مِنْ‭ ‬خَلْفِهِ‭ ‬وَلَمَسَتْ‭ ‬طَرَفَ‭ ‬ثَوْبِهِ‭. ‬لِأَنَّهَا‭ ‬قَالَتْ‭ ‬فِي‭ ‬نَفْسِهَا‭: “‬يَكْفِي‭ ‬أَنْ‭ ‬أَلْمِسَ‭ ‬ثَوْبَهُ‭ ‬فَأُشْفَى‭.” ‬فَالْتَفَتَ‭ ‬عِيسَى‭ ‬وَرَآهَا‭ ‬وَقَالَ‭: “‬ثِقِي‭ ‬يَا‭ ‬عَزِيزَتِي،‭ ‬إِيمَانُكِ‭ ‬شَفَاكِ‭.” ‬فَشُفِيَتِ‭ ‬الْمَرْأَةُ‭ ‬فِي‭ ‬تِلْكَ‭ ‬اللَّحْظَةِ‭.‬‭ ‬‭(‬متى‭ ‬9‭: ‬20‭ – ‬22‭)‬

وَلَمَّا‭ ‬دَخَلَ‭ ‬الدَّارَ،‭ ‬جَاءَ‭ ‬إِلَيْهِ‭ ‬الْأَعْمَيَانِ،‭ ‬فَقَالَ‭ ‬لَهُمَا‭ ‬عِيسَى‭: “‬هَلْ‭ ‬تُؤْمِنَانِ‭ ‬أَنِّي‭ ‬قَادِرٌ‭ ‬أَنْ‭ ‬أَعْمَلَ‭ ‬هَذَا؟‭” ‬فَقَالَا‭: “‬نَعَمْ‭ ‬يَا‭ ‬سَيِّدُ‭.” ‬فَلَمَسَ‭ ‬عُيُونَهُمَا‭ ‬وَقَالَ‭: “‬حَسَبَ‭ ‬إِيمَانِكُمَا‭ ‬سَتَحْصُلَانِ‭ ‬عَلَى‭ ‬مَا‭ ‬طَلَبْتُمَا‭.” ‬فَانْفَتَحَتْ‭ ‬عُيُونُهُمَا‭.‬‭ (‬متى‭ ‬9‭: ‬28‭ – ‬30‭)‬

استخدم‭ ‬الآيات‭ ‬الكتابية‭ ‬عندما‭ ‬تصلي

الهدف‭ ‬الثالث‭: ‬شرح‭ ‬أهمية‭ ‬الاتكال‭ ‬على‭ ‬وعود‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭.‬

إن‭ ‬وعود‭ ‬الله‭ ‬لأبنائه‭ ‬هي‭ ‬كشيكات‭ ‬مسحوبة‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬السماء‭. ‬مدخرة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ (‬دفتر‭ ‬الشيكات‭) ‬وما‭ ‬علينا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نقدمها‭ ‬للصرف،‭ ‬إن‭ ‬حساب‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬أبداً،‭ ‬لذلك‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نأتي‭ ‬بهذه‭ ‬الآيات‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬حين‭ ‬نصلي‭ ‬عالمين‭ ‬أنه‭ ‬سيصدق‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬ابنه‭ ‬عليها‭.‬

بنك‭ ‬السماء

ادفعوا‭ ‬لأمر‭ ‬

مبلغ‭ ‬

‭(‬فيلبي‭ ‬4‭: ‬19‭) ‬

إن‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬مملوءة‭ ‬بالوعود‭ ‬التي‭ ‬تسد‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬الروحية‭ ‬والجسدية‭ ‬لأن‭ ‬عيسى‭ ‬غيّر‭ ‬الناس،‭ ‬وأطعمهم‭ ‬وشفاهم‭. ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬أنه‭ ‬يهتم‭ ‬بكل‭ ‬احتياجاتنا‭. ‬فقد‭ ‬وعدنا‭ ‬بالتعزية‭ ‬في‭ ‬أحزاننا،‭ ‬والرفقة‭ ‬في‭ ‬وحدتنا،‭ ‬والمغفرة‭ ‬لخطايانا،‭ ‬والعتق‭ ‬من‭ ‬عاداتنا‭ ‬الشريرة،‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إليه‭.‬

إِلَهِي‭ ‬سَيُعْطِيكُمْ‭ ‬كُلَّ‭ ‬مَا‭ ‬تَحْتَاجُونَ‭ ‬إِلَيْهِ‭ ‬حَسَبَ‭ ‬غِنَاهُ‭ ‬الْعَظِيمِ‭ ‬جِدًّا‭ ‬بِوَاسِطَةِ‭ ‬الْمَسِيحِ‭ ‬عِيسَـى‭.‬‭ (‬فيلبي‭ ‬4‭: ‬19‭)‬

إن‭ ‬الملك‭ ‬داود،‭ ‬وهو‭ ‬رأس‭ ‬النسل‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬منه‭ ‬جاء‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬إنسانيته،‭ ‬يعطي‭ ‬مثالاً‭ ‬جيداً‭ ‬عن‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬نجعل‭ ‬بها‭ ‬وعود‭ ‬الله‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬صلواتنا‭.‬

فَالْآنَ‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬الْمَوْلَى‭ ‬الْإِلَهُ،‭ ‬اِحْفَظْ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْأَبَدِ‭ ‬وَعْدَكَ‭ ‬بِشَأْنِ‭ ‬عَبْدِكَ‭ ‬وَنَسْلِهِ‭. ‬اِفْعَلْ‭ ‬كَمَا‭ ‬قُلْتَ،‭ … ‬يَا‭ ‬رَبَّنَا‭ ‬الْقَدِيرَ،‭ ‬يَا‭ ‬رَبَّ‭ ‬بَنِي‭ ‬إِسْرَائِيلَ،‭ ‬أَنْتَ‭ ‬أَعْلَنْتَ‭ ‬قَصْدَكَ‭ ‬لِي‭ ‬أَنَا‭ ‬عَبْدَكَ‭ ‬وَقُلْتَ‭ ‬إِنَّكَ‭ ‬سَتَجْعَلُ‭ ‬نَسْلِي‭ ‬مُلُوكًا‭. ‬لِذَلِكَ‭ ‬وَجَدْتُ‭ ‬الشَّجَاعَةَ‭ ‬لِأُصَلِّيَ‭ ‬لَكَ‭ ‬هَذِهِ‭ ‬الصَّلَاةَ‭. ‬اللَّهُمَّ‭ ‬يَا‭ ‬رَبِّي،‭ ‬أَنْتَ‭ ‬هُوَ‭ ‬اللهُ،‭ ‬وَكَلَامُكَ‭ ‬حَقٌّ،‭ ‬وَأَنْتَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬وَعَدْتَنِي‭ ‬بِهَذَا‭ ‬الْخَيْرِ‭. ‬فَمِنْ‭ ‬فَضْلِكَ‭ ‬بَارِكْ‭ ‬نَسْلَ‭ ‬عَبْدِكَ،‭ ‬لِيَدُومَ‭ ‬أَمَامَكَ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْأَبَدِ‭. ‬لِأَنَّكَ‭ ‬أَنْتَ‭ ‬يَا‭ ‬رَبِّي‭ ‬وَإِلَهِي‭ ‬وَعَدْتَ،‭ ‬فَبَارِكْ‭ ‬نَسْلَ‭ ‬عَبْدِكَ‭ ‬بِبَرَكَتِكَ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْأَبَدِ‭.‬‭ (‬2صموئيل‭ ‬7‭: ‬25،‭ ‬27‭-‬29‭)‬

يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬صلاة‭ ‬مماثلة‭ ‬لأجل‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬عائلتك‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬بعيسى‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يقبله‭ ‬منجياً‭ ‬شخصياً‭ ‬له‭:‬

سيدي‭ ‬المسيح‭ ‬أشكرك‭ ‬لأنك‭ ‬تحب‭ (‬اكتب‭ ‬اسم‭ ‬الشخص،‭ ‬وصلته‭ ‬بك‭) …………………………………………………………………. ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعرفك‭ ‬بعد‭. ‬أنت‭ ‬قلت‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬16‭: ‬31‭ ‬للسجان‭ “‬آمن‭ ‬بمولانا‭ ‬عيسـى‭ ‬المسيح،‭ ‬فتنجو‭ ‬أنت‭ ‬وكل‭ ‬عائلتك‭.” ‬إني‭ ‬أؤمن‭ ‬بمولاي‭ ‬عيسى‭ ‬المسيح‭ ‬وأنا‭ ‬أطلب‭ ‬لأجل‭ ‬عائلتي‭ ‬كلها‭ ‬لكي‭ ‬تنجو‭. ‬من‭ ‬فضلك‭ ‬ساعد‭ …………………………………………….. ‬لكي‭ ‬يؤمن‭ ‬بعيسى‭. ‬استخدمني‭ ‬لأساعده‭ (‬أساعدها‭). ‬قل‭ ‬لي‭ ‬ماذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أفعل،‭ ‬وساعدني‭ ‬لأعمله،‭ ‬شكراً‭ ‬لك‭ ‬لاستجابتك‭ ‬هذه‭ ‬الصلاة‭. ‬إني‭ ‬أعلم‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬عملته‭ ‬لذلك‭ ‬السجان‭ ‬ستعمله‭ ‬لي‭ ‬أيضاً‭. ‬وأنا‭ ‬أشكرك‭ ‬لأجله‭ ‬في‭ ‬اسم‭ ‬عيسى‭. ‬آمين‭.‬

اعمل‭ ‬بالإيمان‭ ‬في‭ ‬وعود‭ ‬الله

الهدف‭ ‬الرابع‭: ‬ذكر‭ ‬أربع‭ ‬طرق‭ ‬للسلوك‭ ‬بحسب‭ ‬وعود‭ ‬الله‭.‬

استعد‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الإجابة

كان‭ ‬مدير‭ ‬أحد‭ ‬معاهد‭ ‬اللاهوت‭ ‬وزوجته‭ ‬يصليان‭ ‬طالبين‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يعطيهم‭ ‬بعض‭ ‬الأبقار‭ ‬لكي‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬اللبن‭ ‬الذي‭ ‬يحتاجه‭ ‬الطلبة‭. ‬كانت‭ ‬عندهم‭ ‬أراضي‭ ‬كثيرة‭ ‬لرعي‭ ‬الأبقار‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬الأسوار‭ ‬كانت‭ ‬متهدمة‭ ‬أو‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ترميم‭. ‬ويوماً‭ ‬ما‭ ‬تحدث‭ ‬الله‭ ‬إليهما‭ ‬في‭ ‬أفكارهما‭ “‬أين‭ ‬ستضعان‭ ‬الأبقار‭ ‬التي‭ ‬تصليان‭ ‬لأجلها؟‭ ‬إن‭ ‬كنتما‭ ‬تنتظران‭ ‬الإجابة‭ ‬مني‭ ‬استعدا،‭ ‬أصلحا‭ ‬الأسوار‭. ‬لذلك‭ ‬فقد‭ ‬أصلحا‭ ‬الأسوار‭. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انتهى‭ ‬العمل‭ ‬ببضعة‭ ‬أيام‭ ‬أرسل‭ ‬الله‭ ‬الأبقار‭.‬

لم‭ ‬يتمكن‭ ‬أحد‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬ترك‭ ‬فراشه‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭. ‬ثم‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬إلى‭ ‬الراعي‭ ‬ليأتي‭ ‬ويصلي‭ ‬لأجل‭ ‬شفائه‭. ‬طلب‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ “‬أعدي‭ ‬ملابسي‭ ‬لأني‭ ‬سأقوم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يصلوا‭ ‬لأجلي‭.” ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬بالفعل‭ ‬معافى‭ ‬تماماً‭.‬

هل‭ ‬لديك‭ ‬بعض‭ “‬الأسوار‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ترميم،‭” ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬معداً‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬صليت‭ ‬لأجله،‭ ‬وما‭ ‬وعدك‭ ‬الله‭ ‬بأن‭ ‬يعطيك‭ ‬إياه؟‭ ‬قم‭ ‬بدورك‭ ‬متوقعاً‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بدوره‭ ‬هو،‭ ‬مؤمناً‭ ‬بأن‭ ‬الإجابة‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إليك‭.‬

آمن‭ ‬واشكر‭ ‬الله

افترض‭ ‬أنك‭ ‬فقير‭ ‬معدم‭ ‬وجائع‭ ‬ومديون‭. ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬إليك‭ ‬عم‭ ‬غني‭ ‬وأخبرك‭ ‬بأنه‭ ‬سيدفع‭ ‬كل‭ ‬ديونك‭ ‬ويعطيك‭ ‬عملاً‭ ‬جيداً‭. ‬ويعطيك‭ ‬شيكاً‭ ‬لكي‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الطعام‭ ‬وبعض‭ ‬الملابس‭. ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬رد‭ ‬فعلك‭ ‬بأن‭ ‬تقول‭ ‬له‭: “‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يبدو‭ ‬رائعاً،‭ ‬لكنني‭ ‬أريد‭ ‬أولاً‭ ‬أن‭ ‬أتأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬هذا‭ ‬الشيك،‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬أولاً‭ ‬بعدها‭ ‬سأشكرك‭. ‬وبعد‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬أجر‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬لي،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سأشكرك؟‭ ‬طبعاً‭ ‬أنت‭ ‬لن‭ ‬تتكلم‭ ‬بهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬مع‭ ‬عمك‭! ‬وإنما‭ ‬ستكون‭  ‬سعيداً‭ ‬جداً‭ ‬مصدقاً‭ ‬أنك‭ ‬فعلاً‭ ‬تمتلك‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬وعدك‭ ‬به‭. ‬كيف‭ ‬تشكره‭ ‬لأجل‭ ‬هذا‭! ‬ألا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬مع‭ ‬الله؟‭ ‬هو‭ ‬يكون‭ ‬سعيداً‭ ‬عندما‭ ‬نؤمن‭ ‬ونشكره‭ ‬بإخلاص‭ ‬لما‭ ‬يقدم‭ ‬لنا‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نحصل‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬أيدينا‭. ‬لذلك‭ ‬دعونا‭ ‬نسبح‭ ‬الله‭ ‬لأجل‭ ‬الاستجابة‭.‬

كُلُّ‭ ‬مَا‭ ‬تَطْلُبُونَهُ‭ ‬فِي‭ ‬الصَّلَاةِ،‭ ‬آمِنُوا‭ ‬أَنَّكُمْ‭ ‬حَصَلْتُمْ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬فِعْلًا،‭ ‬فَيُعْطَى‭ ‬لَكُمْ‭. ‬‭(‬مرقس‭ ‬11‭: ‬24‭)‬

إِنَّمَا‭ ‬يَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَسْأَلَ‭ ‬بِإِيمَانٍ،‭ ‬وَلَا‭ ‬يَشُكَّ‭ ‬أَبَدًا‭. ‬‭(‬يعقوب‭ ‬1‭: ‬6‭)‬

اثبت‭ ‬في‭ ‬إيمانك

إن‭ ‬قصة‭ ‬إبراهيم‭ ‬تعلمنا‭ ‬أن‭ ‬نستمر‭ ‬مؤمنين‭ ‬بالله‭. ‬لقد‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬لإبراهيم‭ ‬إنه‭ ‬سيكون‭ ‬أباً‭ ‬لأمم‭ ‬كثيرة‭. ‬لكن‭ ‬25‭ ‬عاماً‭ ‬مضت‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لإبراهيم‭ ‬بنون‭.‬

وَلَمْ‭ ‬يَضْعُفْ‭ ‬إِيمَانُهُ،‭ ‬فَمَعَ‭ ‬أَنَّ‭ ‬عُمْرَهُ‭ ‬فِي‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬الْوَقْتِ‭ ‬كَانَ‭ ‬حَوَالَيْ‭ ‬100‭ ‬سَنَةٍ،‭ ‬وَكَانَ‭ ‬يَعْرِفُ‭ ‬أَنَّ‭ ‬جِسْمَهُ‭ ‬غَيْرُ‭ ‬قَادِرٍ‭ ‬عَلَى‭ ‬الْإِنْجَابِ،‭ ‬وَأَنَّ‭ ‬سَارَةَ‭ ‬أَيْضًا‭ ‬لَا‭ ‬تَقْدِرُ‭ ‬أَنْ‭ ‬تُنْجِبَ‭ ‬أَطْفَالًا،‭ ‬لَمْ‭ ‬يَضْعُفْ‭ ‬إِيمَانُهُ‭ ‬أَبَدًا،‭ ‬وَلَمْ‭ ‬يَشُكَّ‭ ‬فِي‭ ‬وَعْدِ‭ ‬اللهِ،‭ ‬بَلْ‭ ‬تَقَوَّى‭ ‬فِي‭ ‬إِيمَانِهِ،‭ ‬وَأَعْطَى‭ ‬الْمَجْدَ‭ ‬للهِ‭. ‬لَقَدْ‭ ‬كَانَ‭ ‬مُتَأَكِّدًا‭ ‬جِدًّا‭ ‬أَنَّ‭ ‬اللهَ‭ ‬قَادِرٌ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَفِيَ‭ ‬بِوَعْدِهِ‭. ‬‭(‬روما‭ ‬4‭: ‬19‭-‬21‭)‬

إن‭ ‬مثال‭ ‬إبراهيم‭ ‬يعلمنا‭ ‬أن‭ ‬نتحول‭ ‬من‭ ‬النظرة‭ ‬الطبيعية‭ ‬للأشياء‭ ‬ونتخذ‭ ‬نظرة‭ ‬الإيمان‭. ‬دعونا‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬المشكلة‭ ‬ونركز‭ ‬نظرنا‭ ‬على‭ ‬الوعد‭. ‬لا‭ ‬تنظر‭ ‬لحدودك‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬جبال‭ ‬المصاعب‭ ‬التي‭ ‬تسد‭ ‬طريقك‭. ‬انظر‭ ‬لعيسى‭. ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬يبدو‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬تسير‭ ‬خطأ،‭ ‬استمر‭ ‬واثقاً‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬مسبحاً‭ ‬شخصه‭. ‬إن‭ ‬جبال‭ ‬المصاعب‭ ‬لا‭ ‬تستمر‭ ‬حاجزة‭ ‬إياك‭ ‬عن‭ ‬التقدم‭ ‬مع‭ ‬عيسى‭. ‬فهو‭ ‬إما‭ ‬يزيلها‭ ‬أو‭ ‬يريك‭ ‬طريقاً‭ ‬خلالها‭ ‬أو‭ ‬يرفعك‭ ‬فوقها‭. ‬فالجبال‭ ‬ليست‭ ‬صعاباً‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭.‬

أَجَابَهُمْ‭ ‬عِيسَـى‭: “‬أَقُولُ‭ ‬لَكُمُ‭ ‬الْحَقَّ،‭ ‬إِنْ‭ ‬كُنْتُمْ‭ ‬تُؤْمِنُونَ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَشُكُّونَ،‭ ‬فَإِنَّكُمْ‭ ‬تَعْمَلُونَ‭ ‬مَا‭ ‬عَمِلْتُهُ‭ ‬بِشَجَرَةِ‭ ‬التِّينِ‭ ‬بَلْ‭ ‬وَأَكْثَرَ‭. ‬فَحَتَّى‭ ‬إِنْ‭ ‬قُلْتُمْ‭ ‬لِهَذَا‭ ‬الْجَبَلِ‭: ‬׳اِنْتَقِلْ‭ ‬مِنْ‭ ‬هُنَا‭ ‬وَانْطَرِحْ‭ ‬فِي‭ ‬الْبَحْرِ‭.‬׳‭ ‬يَتِمُّ‭ ‬هَذَا‭ ‬فِعْلًا‭. ‬فَإِنْ‭ ‬كَانَ‭ ‬عِنْدَكُمْ‭ ‬إِيمَانٌ،‭ ‬كُلُّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬تَطْلُبُونَهُ‭ ‬فِي‭ ‬الصَّلَاةِ‭ ‬تَنَالُونَهُ‭.”‬‭ (‬متى‭ ‬21‭: ‬21‭ – ‬22‭)‬

اقبل‭ ‬واعمل

عندما‭ ‬نؤمن‭ ‬بأننا‭ ‬نحصل،‭ ‬فنحن‭ ‬نعمل‭ ‬طبقاً‭ ‬لهذا‭ ‬الإيمان‭. ‬فالذين‭ ‬يصلون‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬عاداتهم‭ ‬السيئة‭ ‬يتخذون‭ ‬خطوة‭ ‬إيمان‭ ‬بطرحهم‭ ‬بعيداً‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬طلبوا‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يحررهم‭ ‬منها‭. ‬وأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يصلون‭ ‬أن‭ ‬يستخدمهم‭ ‬الله‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخطوا‭ ‬بالإيمان‭ ‬ليفعلوا‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬منهم‭ ‬واثقين‭ ‬أن‭ ‬قوته‭ ‬تعينهم‭. ‬وإذ‭ ‬نبدأ‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بحسب‭ ‬وعود‭ ‬الله‭. ‬نراها‭ ‬تتم‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬النمط‭ ‬الكتابي‭.‬

فَالْإِيمَانُ‭ ‬هُوَ‭ ‬بِهَذِهِ‭ ‬الطَّرِيقَةِ،‭ ‬إِنْ‭ ‬كَانَ‭ ‬غَيْرَ‭ ‬مَصْحُوبٍ‭ ‬بِالْعَمَلِ‭ ‬الصَّالِحِ،‭ ‬فَهُوَ‭ ‬إِيمَانٌ‭ ‬مَيِّتٌ‭ … ‬وَلَكِنِّي‭ ‬أُرِيكَ‭ ‬إِيمَانِي‭ ‬بِأَعْمَالِي‭!‬‭ (‬يعقوب‭ ‬2‭: ‬17‭-‬18‭)‬

الدرس التالي