مقالة

عندما تصلّي

حين خلقنا الله، وضع فينا شيئاً يتوق إليه. ندرك أننا بحاجة لقوة أعظم من قوتنا لحل مشاكلنا وحمايتنا وسد احتياجاتنا. نتعلّم من خلال الصلاة أن نأتي إلى الله طالبين منه العون. وهذا الكتاب الصغير، الذي كتبه ج. روبرت أشكروفت، يعلّمنا كيف نصلّي صلواتٍ تُستجاب وكيف يمكن لاحتياجاتنا أن تُسَدّ من خلال صلاتنا لله وعبادتنا إياه

دع الروح القدوس يعينك عندما تصلي

‭”‬آه‭ ‬يا‭ ‬رب،‭ ‬يا‭ ‬لقدميه‭ ‬المسكينتين‭… ‬يا‭ ‬لقدميه‭ ‬المسكينتين‭.” ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬صلاة‭ ‬السيدة‭ “‬دين‭” ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصليها‭ ‬وهي‭ ‬متعجبة‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬تنطق‭ ‬بها‭. ‬كانت‭ ‬السيدة‭ “‬دين‭” ‬قد‭ ‬انتهت‭ ‬تواً‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬شخص‭ ‬يدعى‭ “‬فيكتور‭ ‬بلايماير‭” ‬قضى‭ ‬نحبه‭ ‬أثناء‭ ‬حمله‭ ‬رسالة‭ ‬الإنجيل‭ ‬إلى‭ ‬أعماق‭ ‬منطقة‭ “‬التبت‭.” ‬لكنها‭ ‬عندما‭ ‬ركعت‭ ‬لتصلي‭ ‬وجدت‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قدمي‭ “‬فيكتور‭ ‬بلايماير‭!” ‬

كم‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬سخيف‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬لأجل‭ ‬قدمي‭ ‬رجل‭ ‬ميت‭! ‬لكن‭  “‬فيكتور‭ ‬بلايماير‭” ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬مات‭ ‬بالفعل،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬ملقى‭ ‬في‭ ‬ممر‭ ‬ضيق‭ ‬مغطى‭ ‬بأكوام‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الثلج‭ ‬في‭ ‬جبال‭ ‬الهيمالايا،‭ ‬وكانت‭ ‬قدميه‭ ‬قد‭ ‬تجمدتا‭ ‬جزئياً‭. ‬

لولا‭ ‬حدوث‭ ‬معجزة‭ ‬شفاء‭ ‬لكان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬فيكتور‭ ‬نتيجة‭ “‬غرغرينا‭” ‬قبل‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬مأهولة‭. ‬لكن‭ ‬الله‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬خطة‭ ‬أخرى‭. ‬إذ‭ ‬قاد‭ ‬بروحه‭ ‬السيدة‭ “‬دين‭” ‬والتي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬لأن‭ ‬تصلي‭ ‬لأجل‭ ‬فيكتور‭! ‬وإذ‭ ‬أطاعت،‭ ‬جاءت‭ ‬المعجزة‭ ‬كإجابة‭ ‬لصلاة‭ ‬يقودها‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭. ‬وشُفي‭ ‬فيكتور‭! ‬

أناس‭ ‬آخرون‭ ‬اختبروا‭ ‬نفس‭ ‬نوع‭ ‬الاختبار‭ ‬الذي‭ ‬اختبرته‭ ‬السيدة‭ “‬دين،‭” ‬إذ‭ ‬قاد‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬صلاتهم‭ ‬فحدثت‭ ‬أمور‭ ‬عجيبة‭. ‬فالروح‭ ‬القدوس‭ ‬لديه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬ليساعدنا‭ ‬عندما‭ ‬نصلي‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬سوف‭ ‬تتعلم‭ ‬كيف‭ ‬تسمح‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭ ‬أن‭ ‬يعينك‭ ‬عندما‭ ‬تصلي‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ …‬

٪ استمع‭ ‬إلى‭ ‬صوت‭ ‬الروح‭.‬

٪ اشعر‭ ‬بما‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الروح‭.‬

٪ دع‭ ‬الروح‭ ‬يصلي‭ ‬فيك‭.‬

٪ اعمل‭ ‬بقوة‭ ‬الروح‭.‬

هذا‭ ‬الدرس‭ ‬سيساعدك‭:‬

٪ أن‭ ‬تدع‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يريك‭ ‬ما‭ ‬تصلي‭ ‬لأجله‭ ‬وكيف‭ ‬تصلي‭.‬

٪ أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬أعمق‭ ‬في‭ ‬العبادة‭ ‬وانتصارات‭ ‬أعظم‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬إذ‭ ‬تسمح‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭ ‬أن‭ ‬يصلي‭ ‬فيك‭.‬

استمع‭ ‬إلى‭ ‬صوت‭ ‬الروح

الهدف‭ ‬الأول‭: ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬في‭ ‬صلواتنا‭.‬

الروح‭ ‬يساعدنا‭ ‬لنصلي‭. (‬روما‭ ‬8‭: ‬26‭-‬27‭)‬

    ‬مشكلتنا ‭     ‬معونته

  ‬قلة‭ ‬الصلاة يشجعنا‭ ‬لنصلي

  ‬قلة‭ ‬الإيمان يعطينا‭ ‬إيماناً

الجهل‭ ‬بالاحتياجيخبرنا‭ ‬عما‭ ‬نصلي‭ ‬من‭ ‬أجله

الجهل‭ ‬بإرادة‭ ‬اللهيصلي‭ ‬عنا‭ ‬بحسب‭ ‬إرادة‭ ‬الله

مقاومة‭ ‬الشيطانيعطينا‭ ‬نصرة

محدودية‭ ‬كلامنايصلي‭ ‬فينا

اللهُ‭ ‬رُوحٌ،‭ ‬فَيَجِبُ‭ ‬عَلَى‭ ‬مَنْ‭ ‬يَعْبُدُهُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَعْبُدَهُ‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬وَبِالْحَقِّ‭.‬‭ (‬يوحنا‭ ‬4‭: ‬24‭)‬

لقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬عندما‭ ‬نصلي‭. ‬إن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يتحدث‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحادثة‭ ‬ذات‭ ‬الطرفين‭ ‬إذ‭ ‬نصلي‭ ‬ونقرأ‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬فهو‭ ‬يرينا‭ ‬أحياناً‭ ‬بعض‭ ‬أشياء‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬لا‭ ‬ترضي‭ ‬الله‭. ‬وهو‭ ‬يعيننا‭ ‬لكي‭ ‬نعترف‭ ‬بها‭ ‬لله‭ ‬ونطلب‭ ‬غفرانه‭. ‬ثم‭ ‬يعطينا‭ ‬سلاماً‭ ‬ويقيناً‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬غفر‭ ‬لنا‭. ‬إن‭ ‬حياتنا‭ ‬تتغير‭ ‬عندما‭ ‬نستمع‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭ ‬ونسمح‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬يعيننا‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.‬

وَالَّذِينَ‭ ‬يَنْقَادُونَ‭ ‬بِرُوحِ‭ ‬اللهِ،‭ ‬هُمْ‭ ‬أَوْلَادُ‭ ‬اللهِ‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬الرُّوحَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬حَصَلْتُمْ‭ ‬عَلَيْهِ،‭ ‬لَيْسَ‭ ‬هُوَ‭ ‬الرُّوحَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يَجْعَلُكُمْ‭ ‬عَبِيدًا‭ ‬مَرَّةً‭ ‬أُخْرَى‭ ‬وَيُسَبِّبُ‭ ‬لَكُمُ‭ ‬الْخَوْفَ،‭ ‬بَلْ‭ ‬هُوَ‭ ‬الرُّوحُ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يَجْعَلُكُمْ‭ ‬أَبْنَاءَ‭ ‬اللهِ‭. ‬هُوَ‭ ‬الرُّوحُ‭ ‬الَّذِي‭ ‬نَدْعُو‭ ‬بِهِ‭ ‬اللهَ‭ ‬فَنَقُولُ‭: “‬يَا‭ ‬بَابَا،‭ ‬يَا‭ ‬أَبِي‭.” ‬الرُّوحُ‭ ‬نَفْسُهُ‭ ‬يَشْهَدُ‭ ‬مَعَ‭ ‬أَرْوَاحِنَا‭ ‬أَنَّنَا‭ ‬أَبْنَاءُ‭ ‬اللهِ‭. ‬وَبِمَا‭ ‬أَنَّنَا‭ ‬أَبْنَاءُ‭ ‬اللهِ،‭ ‬فَلَنَا‭ ‬نَصِيبٌ‭ ‬فِي‭ ‬بَرَكَاتِ‭ ‬اللهِ،‭ ‬أَيْ‭ ‬نَشْتَرِكُ‭ ‬مَعَ‭ ‬الْمَسِيحِ‭ ‬فِي‭ ‬نَصِيبِهِ‭. ‬‭(‬روما‭ ‬8‭: ‬14‭ – ‬17‭)‬

إن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يساعدنا‭ ‬لنفهم‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬ويذكّرنا‭ ‬بالحقائق‭ ‬التي‭ ‬نحتاجها‭.‬

أَمَّا‭ ‬الْمُعِينُ،‭ ‬الرُّوحُ‭ ‬الْقُدُّوسُ‭ ‬الَّذِي‭ ‬سَيُرْسِلُهُ‭ ‬الْأَبُ‭ ‬بِاسْمِي‭ ‬فَهُوَ‭ ‬يُعَلِّمُكُمْ‭ ‬كُلَّ‭ ‬شَيْءٍ،‭ ‬وَيُذَكِّرُكُمْ‭ ‬بِكُلِّ‭ ‬مَا‭ ‬قُلْتُهُ‭ ‬لَكُمْ‭.‬‭ (‬يوحنا‭ ‬14‭: ‬26‭)‬

يَحِلُّ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬رُوحُ‭ ‬اللهِ،‭ ‬رُوحُ‭ ‬الْحِكْمَةِ‭ ‬وَالْفَهْمِ،‭ ‬رُوحُ‭ ‬الْمَشُورَةِ‭ ‬وَالْقُوَّةِ،‭ ‬رُوحُ‭ ‬الْمَعْرِفَةِ‭ ‬وَمَخَافَةِ‭ ‬اللهِ‭.‬‭ (‬إشعيا‭ ‬11‭: ‬2‭)‬

إن‭ ‬تعليم‭ ‬وإرشاد‭ ‬الروح‭ ‬يأتي‭ ‬غالباً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬لذلك‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬بينما‭ ‬تقرأها،‭ ‬كرر‭ ‬عباراتها‭.‬

احفظ‭ ‬آياتها‭ ‬وكررها‭ ‬أثناء‭ ‬اليوم‭. ‬خذ‭ ‬وعداً‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬واحفظه‭ ‬في‭ ‬ذهنك‭ ‬أثناء‭ ‬اليوم‭. ‬دع‭ ‬الكلمة‭ ‬أن‭ ‬تصير‭ ‬جزءاً‭ ‬منك‭. ‬حينئذ‭ ‬يستطيع‭ ‬الروح‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬بكلمات‭ ‬النور‭ ‬إلى‭ ‬ذاكرتك‭ ‬ويطبقها‭ ‬على‭ ‬ظروفك‭ ‬عندما‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يرشدك‭ ‬ويشجعك‭. ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬سيستخدم‭ ‬الكلمة‭ ‬ليجعل‭ ‬إيمانك‭ ‬ينمو‭ ‬وسترى‭ ‬إجابات‭ ‬أعظم‭ ‬للصلاة‭.‬

اشعر‭ ‬بما‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الروح

الهدف‭ ‬الثاني‭: ‬وصف‭ ‬كيف‭ ‬تدخل‭ ‬المشاعر‭ ‬في‭ ‬صلواتنا‭.‬

لقد‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالضالين‭ ‬وبالشعور‭ ‬بحاجات‭ ‬الآخرين‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬حاجاتنا‭ ‬الخاصة‭. ‬هذا‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬المحبة‭ ‬التي‭ ‬لله‭ ‬من‭ ‬جهتهم‭. ‬روحه‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬فينا‭ ‬يحب‭ ‬الناس‭ ‬ويجعلنا‭ ‬نحبهم‭ ‬أيضاً‭. ‬بمقدار‭ ‬ما‭ ‬ندعه‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬بمقدار‭ ‬ما‭ ‬تملأنا‭ ‬محبته‭.‬

وَالْأَمَلُ‭ ‬لَا‭ ‬يَخِيبُ،‭ ‬لِأَنَّ‭ ‬اللهَ‭ ‬أَفَاضَ‭ ‬مَحَبَّتَهُ‭ ‬فِي‭ ‬قُلُوبِنَا‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬الْقُدُّوسِ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَعْطَاهُ‭ ‬لَنَا‭. ‬‭(‬روما‭ ‬5‭: ‬5‭)‬

إن‭ ‬الرأفة‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭ ‬قد‭ ‬تجعل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬الدموع‭ ‬تفيض‭ ‬عندما‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬الناس‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬فرح‭ ‬الروح‭ ‬يجعلنا‭ ‬نفرح‭ ‬ونبتهج‭ ‬ونسبح‭ ‬الله‭.‬

كُونُوا‭ ‬دَائِمًا‭ ‬فَرْحَانِينَ،‭ ‬صَلُّوا‭ ‬بِاسْتِمْرَارٍ،‭ ‬‭(‬1تسالونكي‭ ‬5‭: ‬16‭-‬17‭)‬

نَحْنُ‭ ‬يَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬نَشْكُرَ‭ ‬اللهَ‭ ‬دَائِمًا‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِكُمْ‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬الْإِخْوَةُ‭. ‬‭(‬2تسالونكي‭ ‬1‭: ‬3‭)‬

أَشْكُرُ‭ ‬اللهَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِكُمْ‭ ‬كُلَّمَا‭ ‬تَذَكَّرْتُكُمْ‭. ‬وَدَائِمًا‭ ‬أُصَلِّي‭ ‬بِفَرَحٍ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِكُمْ‭ ‬جَمِيعًا،‭ ‬‭(‬فيلبي‭ ‬1‭: ‬3‭ – ‬4‭)‬

اِفْرَحُوا‭ ‬مَعَ‭ ‬الْفَرِحِينَ،‭ ‬وَابْكُوا‭ ‬مَعَ‭ ‬الْبَاكِينَ‭. ‬‭(‬روما‭ ‬12‭: ‬15‭)‬

لقد‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬نوايا‭ ‬القلب‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭. ‬ليت‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يدخل‭ ‬كل‭ ‬جزء‭ ‬فينا‭ ‬فنشعر‭ ‬بما‭ ‬يشعر‭: ‬كراهية‭ ‬شديدة‭ ‬للخطيئة،‭ ‬واشتياق‭ ‬لأن‭ ‬نرضي‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نعمل،‭ ‬ورغبة‭ ‬ملحة‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخرين‭ ‬لكي‭ ‬يتحرروا‭ ‬من‭ ‬الخطيئة‭ ‬ونتائجها،‭ ‬واشتياق‭ ‬لعودة‭ ‬عيسى‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬ولأن‭ ‬يؤسس‭ ‬مملكته،‭ ‬ومحبة‭ ‬لله‭ ‬وللناس‭ ‬وإخلاصاً‭ ‬عميقاً،‭ ‬واجتهاداً‭ ‬في‭ ‬صلواتنا،‭ ‬وفرحاً‭ ‬في‭ ‬شركتنا‭ ‬مع‭ ‬الأب،‭ ‬ويقيناً‭ ‬بأنه‭ ‬سيجيبنا،‭ ‬ثم‭ ‬استعداداً‭ ‬لأن‭ ‬نعمل‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نعمله‭.‬

دع‭ ‬الروح‭ ‬يصلي‭ ‬فيك

الهدف‭ ‬الثالث‭: ‬شرح‭ ‬معنى‭ ‬الصلاة‭ ‬بالروح‭.‬

مرات‭ ‬كثيرة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬نصلي‭. ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نفهم‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التي‭ ‬لشخص‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الحلول‭. ‬لسنا‭ ‬متأكدين‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إرادة‭ ‬الله‭. ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬كلمات‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬محبة‭ ‬الله‭ ‬التي‭ ‬تفيض‭ ‬فينا،‭ ‬أو‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬يمزقنا،‭ ‬أو‭ ‬الصراع‭ ‬الداخلي،‭ ‬أو‭ ‬المخاوف‭ ‬والضغوط‭ ‬والضيقات‭. ‬والروح‭ ‬القدوس‭ ‬يعرض‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأشواق‭ ‬واحتياجات‭ ‬النفس‭ ‬ويتحدث‭ ‬مع‭ ‬الأب‭ ‬عنها‭ ‬بنفسه‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬قد‭ ‬يفعل‭ ‬هذا‭ ‬بسكب‭ ‬الكلام‭ ‬من‭ ‬شفتيك‭ ‬بلغتك‭ ‬أنت‭ ‬وبالصلاة‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬منه‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬ذهنك‭ ‬أو‭ ‬فهمك‭. ‬تحت‭ ‬إلهامه‭ ‬تسكب‭ ‬أشواق‭ ‬نفسك‭ ‬العميقة‭ ‬أو‭ ‬تعبدك‭ ‬لله‭. ‬وفي‭ ‬أوقات‭ ‬أخرى،‭ ‬قد‭ ‬يفضل‭ ‬بأن‭ ‬يفعل‭ ‬هذا‭ ‬بلغته‭ ‬هو‭ – ‬لغة‭ ‬خاصة‭ ‬للصلاة‭.‬

وَالرُّوحُ‭ ‬أَيْضًا‭ ‬يُسَاعِدُنَا‭ ‬فِي‭ ‬ضَعْفِنَا‭. ‬فَنَحْنُ‭ ‬لَا‭ ‬نَعْلَمُ‭ ‬كَيْفَ‭ ‬نَبْتَهِلُ‭ ‬كَمَا‭ ‬يَجِبُ،‭ ‬لَكِنَّ‭ ‬الرُّوحَ‭ ‬نَفْسَهُ‭ ‬يَشْفَعُ‭ ‬فِينَا‭ ‬عِنْدَ‭ ‬اللهِ‭ ‬بِأَنَّاتٍ‭ ‬لَا‭ ‬تُعَبِّرُ‭ ‬عَنْهَا‭ ‬كَلِمَاتٌ‭. ‬وَإِنَّ‭ ‬اللهَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يَرَى‭ ‬مَا‭ ‬فِي‭ ‬الْقُلُوبِ،‭ ‬يَعْرِفُ‭ ‬فِكْرَ‭ ‬الرُّوحِ‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬الرُّوحَ‭ ‬يَشْفَعُ‭ ‬فِي‭ ‬الْمُؤْمِنِينَ‭ ‬حَسَبَ‭ ‬مَشِيئَةِ‭ ‬اللهِ‭. ‬‭(‬روما‭ ‬8‭: ‬26ذ27‭)‬

مَنْ‭ ‬يَتَكَلَّمُ‭ ‬بِلُغَةٍ‭ ‬غَيْرِ‭ ‬مَعْرُوفَةٍ‭ ‬لَا‭ ‬يَفْهَمُهُ‭ ‬النَّاسُ،‭ ‬لِأَنَّهُ‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬يَتَكَلَّمُ‭ ‬بِأَسْرَارٍ،‭ ‬فَهُوَ‭ ‬يُكَلِّمُ‭ ‬اللهَ‭ ‬لَا‭ ‬النَّاسَ‭.‬‭ (‬1كورنتوس‭ ‬14‭: ‬2‭)‬

يا‭ ‬للحرية‭ ‬العجيبة‭ ‬التي‭ ‬تجيء‭ ‬لأرواحنا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬صلاة‭ ‬كهذه‭! ‬ليس‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬المشكلة‭ ‬والحل،‭ ‬فالروح‭ ‬القدوس‭ ‬يعرضها‭ ‬بكلماته‭ ‬الخاصة‭ ‬ويطلب‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الأفضل‭. ‬فهو‭ ‬يصلي‭ ‬بحسب‭ ‬مشيئة‭ ‬الله‭. ‬وهذا‭ ‬يعطينا‭ ‬يقيناً‭ ‬بأن‭ ‬الصلاة‭ ‬تستجاب‭.‬

هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الصلاة‭ ‬يسمى‭ “‬الصلاة‭ ‬بالروح‭” ‬أو‭ “‬التكلم‭ ‬بلغات‭ ‬أخرى‭.” ‬الناس‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يشيرون‭ ‬إليها‭ ‬بكلمة‭ ‬جلوسولاليا‭ (‬Glossolalia‭) ‬وهي‭ ‬كلمة‭ ‬يونانية‭ ‬تعني‭ “‬ألسنة‭.” ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬المؤمنين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬يسمحون‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭ ‬أن‭ ‬يصلي‭ ‬فيهم‭ ‬بأية‭ ‬لغة‭ ‬يختارها‭ ‬هو‭.‬

لقد‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬أولاً‭ ‬لمئة‭ ‬وعشرين‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬عيسى‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الخمسين‭. ‬لقد‭ ‬امتلأوا‭ ‬بالروح‭ ‬وبدأوا‭ ‬يسبحون‭ ‬الله‭ ‬ويعظمونه‭ ‬بلغات‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬تعلموها‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬في‭ ‬الجمهور‭ ‬الذي‭ ‬اجتمع،‭ ‬أناس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أمة‭ ‬فهموا‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬المؤمنون‭ ‬بهذه‭ ‬اللغات‭ ‬المختلفة‭. ‬لقد‭ ‬كانوا‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬الأمور‭ ‬العجيبة‭ ‬التي‭ ‬عملها‭ ‬الله‭.‬

وَامْتَلَأُوا‭ ‬كُلُّهُمْ‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬الْقُدُّوسِ،‭ ‬وَأَخَذُوا‭ ‬يَتَكَلَّمُونَ‭ ‬بِلُغَاتٍ‭ ‬أُخْرَى‭ ‬كَمَا‭ ‬أَعْطَاهُمُ‭ ‬الرُّوحُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَتَكَلَّمُوا‭.‬‭ (‬أعمال‭ ‬2‭: ‬4‭)‬

لقد‭ ‬سمح‭ ‬الرسول‭ ‬بولس‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭ ‬أن‭ ‬يصلي‭ ‬فيه‭ ‬بالألسنة‭ ‬بكثرة،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬يتوسل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حاجات‭ ‬المؤمنين‭ ‬الجدد،‭ ‬والمؤمنين‭ ‬العاملين،‭ ‬وجماعات‭ ‬المؤمنين‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬بدأها‭. ‬وهو‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬بالقول‭ “‬مصلياً‭ ‬في‭ ‬روحه‭.” ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يبعده‭ ‬عن‭ ‬الصلاة‭ ‬باجتهاد‭ ‬بكلماته‭ ‬هو‭ ‬الخاصة‭ ‬أيضاً‭. ‬إن‭ ‬الروح‭ ‬يعيننا‭ ‬لنصلي‭ ‬بالطريقتين‭.‬

لِأَنِّي‭ ‬إِنْ‭ ‬كُنْتُ‭ ‬أُصَلِّي‭ ‬بِلُغَةٍ،‭ ‬فَإِنَّ‭ ‬رُوحِي‭ ‬هِيَ‭ ‬الَّتِي‭ ‬تُصَلِّي،‭ ‬أَمَّا‭ ‬عَقْلِي‭ ‬فَلَا‭ ‬يَعْمَلُ‭ ‬شَيْئًا‭. ‬فَمَا‭ ‬الْحَلُّ‭ ‬إِذَنْ؟‭ ‬أُصَلِّي‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬وَأَيْضًا‭ ‬أُصَلِّي‭ ‬بِالْعَقْلِ‭. ‬أُغَنِّي‭ ‬وَأُسَبِّحُ‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬وَأَيْضًا‭ ‬أُغَنِّي‭ ‬وَأُسَبِّحُ‭ ‬بِالْعَقْلِ‭.‬‭ ‬‭(‬1كورنتوس‭ ‬14‭: ‬14‭-‬15‭)‬

اعمل‭ ‬بقوة‭ ‬الروح

الهدف‭ ‬الرابع‭: ‬مناقشة‭ ‬أهمية‭ ‬تفعيل‭ ‬قوة‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬الدراسية‭ ‬قد‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬السماح‭ ‬لله‭ ‬بأن‭ ‬يستخدمنا‭ ‬لنساعد‭ ‬في‭ ‬استجابة‭ ‬صلواتنا‭. ‬نحن‭ ‬نستمع‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭ ‬لكي‭ ‬يعطينا‭ ‬تعليماته‭. ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬عمل‭ ‬ما‭ ‬يقول‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعمل؟‭ ‬يمكننا‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬قوته‭.‬

لِأَنَّ‭ ‬اللهَ‭ ‬نَفْسَهُ‭ ‬يَعْمَلُ‭ ‬فِيكُمْ‭ ‬لِيَجْعَلَكُمْ‭ ‬رَاغِبِينَ‭ ‬وَقَادِرِينَ‭ ‬أَنْ‭ ‬تَعْمَلُوا‭ ‬مَشِيئَتَهُ‭ ‬الصَّالِحَةَ‭. ‬‭(‬فيلبي‭ ‬2‭: ‬13‭)‬

بعد‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬بالروح‭ ‬ونطلب‭ ‬معونته‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬منا،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نمضي‭ ‬قدماً‭ ‬لننفذه،‭ ‬واثقين‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬فينا‭ ‬ومن‭ ‬خلالنا‭. ‬نحن‭ ‬نسأله‭ ‬أن‭ ‬ينجي‭ ‬أصدقاءنا‭ ‬فيقول‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نخبرهم‭ ‬عن‭ ‬عيسى‭. ‬ونطلب‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬يساعدنا،‭ ‬فيفعل‭. ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬ونعمل‭ ‬بثقة‭ ‬عالمين‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يستجيب‭ ‬صلواتنا‭.‬

نَحْنُ‭ ‬نَثِقُ‭ ‬فِيهِ‭ ‬أَنَّنَا‭ ‬إِنْ‭ ‬كُنَّا‭ ‬نَطْلُبُ‭ ‬مِنْهُ‭ ‬أَيَّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬حَسَبَ‭ ‬مَشِيئَتِهِ،‭ ‬فَهُوَ‭ ‬يَسْمَعُ‭ ‬لَنَا‭. ‬وَبِمَا‭ ‬أَنَّنَا‭ ‬نَعْلَمُ‭ ‬أَنَّهُ‭ ‬يَسْمَعُ‭ ‬لَنَا‭ ‬دَائِمًا،‭ ‬فَنَحْنُ‭ ‬نَعْلَمُ‭ ‬أَيْضًا‭ ‬أَنَّنَا‭ ‬نَحْصُلُ‭ ‬عَلَى‭ ‬مَا‭ ‬نَطْلُبُ‭.‬  (‬1يوحنا‭ ‬5‭: ‬14‭-‬15‭)‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬للروح‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬للتكلم‭ ‬كشهود‭ ‬لعيسى،‭ ‬ولكنها‭ ‬أيضاً‭ ‬تعيننا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نحيا‭ ‬له،‭ ‬لنكون‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يريدنا‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬نكون‭. ‬إن‭ ‬حياتنا‭ ‬تتحدث‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬كلماتنا‭ ‬عن‭ ‬محبة‭ ‬الله‭ ‬وقوته‭.‬

بَلْ‭ ‬عِنْدَمَا‭ ‬يَحِلُّ‭ ‬الرُّوحُ‭ ‬الْقُدُّوسُ‭ ‬عَلَيْكُمْ،‭ ‬تَنَالُونَ‭ ‬قُوَّةً‭ ‬وَتَكُونُونَ‭ ‬لِي‭ ‬شُهُودًا‭ ‬فِي‭ ‬الْقُدْسِ،‭ ‬وَفِي‭ ‬كُلِّ‭ ‬بِلَادِ‭ ‬يَهُوذَا‭ ‬وَالسَّامِرَةِ،‭ ‬وَإِلَى‭ ‬آخِرِ‭ ‬الْأَرْضِ‭.‬‭ (‬أعمال‭ ‬1‭: ‬8‭)‬

لِأَنَّ‭ ‬الرُّوحَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَعْطَاهُ‭ ‬اللهُ‭ ‬لَنَا‭ ‬هُوَ‭ ‬رُوحُ‭ ‬الْقُوَّةِ‭ ‬وَالْمَحَبَّةِ‭ ‬وَضَبْطِ‭ ‬النَّفْسِ،‭ ‬وَلَيْسَ‭ ‬رُوحَ‭ ‬الْجُبْنِ‭. ‬‭(‬2تيموتاوس‭ ‬1‭ :‬7‭)‬

فَأَنَا‭ ‬أَقْصِدُ‭ ‬أَنْ‭ ‬أَقُولَ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬هَذَا‭: ‬عِيشُوا‭ ‬حَسَبَ‭ ‬الرُّوحِ،‭ ‬بِذَلِكَ‭ ‬لَنْ‭ ‬تُنَفِّذُوا‭ ‬رَغَبَاتِ‭ ‬الطَّبِيعَةِ‭ ‬الدُّنْيَوِيَّةِ‭. ‬‭(‬غلاطية‭ ‬5‭: ‬16‭)‬

والآن‭ ‬إذ‭ ‬نستكمل‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات،‭ ‬فإن‭ ‬الامتحان‭ ‬الرئيسي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تمارس‭ ‬عملياً‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬تعلمت‭. ‬بالطبع‭ ‬الشيطان،‭ ‬الشرير،‭ ‬سيحاول‭ ‬أن‭ ‬يعطلك‭. ‬فهو‭ ‬يقاوم‭ ‬عمل‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬يريدك‭ ‬أن‭ ‬تصلي،‭ ‬لكن‭ ‬الروح‭ ‬سيعينك‭! ‬هو‭ ‬سيعطيك‭ ‬النصرة‭ ‬على‭ ‬الشيطان‭ ‬والقوة‭ ‬لتعمل‭ ‬إرادة‭ ‬الله‭. ‬فليباركك‭ ‬ويستخدمك‭ ‬لتحرز‭ ‬انتصارات‭ ‬روحية‭ ‬عظيمة‭ ‬لأجل‭ ‬نفسك‭ ‬ولأجل‭ ‬الآخرين‭ ‬حين‭ ‬تصلي‭!‬

اِلْبَسُوا‭ ‬النَّجَاةَ‭ ‬كَخُوذَةٍ‭ ‬تَحْمِي‭ ‬الرَّأْسَ‭. ‬تَسَلَّحُوا‭ ‬بِكَلَامِ‭ ‬اللهِ‭ ‬كَسَيْفٍ‭ ‬يُعْطِيهِ‭ ‬لَكُمُ‭ ‬الرُّوحُ‭. ‬صَلُّوا‭ ‬فِي‭ ‬كُلِّ‭ ‬وَقْتٍ‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬بِكُلِّ‭ ‬أَنْوَاعِ‭ ‬الصَّلَاةِ‭ ‬وَالِابْتِهَالِ‭. ‬اِسْهَرُوا‭ ‬وَوَاظِبُوا‭ ‬عَلَى‭ ‬هَذَا‭. ‬وَادْعُوا‭ ‬اللهَ‭ ‬دَائِمًا‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِ‭ ‬كُلِّ‭ ‬الْمُؤْمِنِينَ‭.‬‭ (‬أفاسس‭ ‬6‭: ‬17‭-‬18‭)‬

لِأَنَّ‭ ‬الْأَسْلِحَةَ‭ ‬الَّتِي‭ ‬نُجَاهِدُ‭ ‬بِهَا‭ ‬تَخْتَلِفُ‭ ‬عَنِ‭ ‬الْأَسْلِحَةِ‭ ‬الَّتِي‭ ‬يَسْتَعْمِلُهَا‭ ‬النَّاسُ‭. ‬فَأَسْلِحَتُنَا‭ ‬لَهَا‭ ‬الْقُدْرَةُ‭ ‬مِنَ‭ ‬اللهِ‭ ‬عَلَى‭ ‬إِبَادَةِ‭ ‬حُصُونِ‭ ‬الْعَدُوِّ‭. ‬فَنُبِيدُ‭ ‬الْجِدَالَ‭ ‬وَكُلَّ‭ ‬كِبْرِيَاءَ‭ ‬تَقِفُ‭ ‬ضِدَّ‭ ‬مَعْرِفَةِ‭ ‬اللهِ،‭ ‬وَنَأْسِرُ‭ ‬كُلَّ‭ ‬فِكْرٍ‭ ‬وَنَجْعَلُهُ‭ ‬يُطِيعُ‭ ‬الْمَسِيحَ‭. ‬‭(‬2كورنتوس‭ ‬10‭: ‬4‭-‬5‭)‬

أَمَّا‭ ‬أَنْتُمْ‭ ‬يَا‭ ‬أَحِبَّائِي،‭ ‬فَابْنُوا‭ ‬أَنْفُسَكُمْ‭ ‬عَلَى‭ ‬إِيمَانِكُمُ‭ ‬النَّقِيِّ‭. ‬صَـلُّوا‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬الْقُدُّوسِ‭. ‬‭(‬يهوذا‭ ‬1‭: ‬20‭)‬