اشترك مع الآخرين عندما تصلي
هل اكتشفت البركات التي تأتي من خلال الصلاة مع مؤمنين آخرين؟ هل مارستَ أن تجمع أفراد أسرتك معاً لتقديم الشكر لله على صلاحه، والصلاة إليه لأجل احتياجاتكم؟ هل تحضر اجتماعات الصلاة مع جماعة المؤمنين؟
إن الله يجتذب شعبه للقرب من بعضهم إذ نشترك معاً في أفراحنا واهتماماتنا. فخطته لشعبه هي أن يتفهموا ويهتموا باحتياجات بعضهم بعضاً. ونحن إذ نسير في خطته، نختبر الكثير من البركات. يا للراحة التي نشعر بها عندما يصلي صديق معنا لأجل مشاكلنا! يا لعمق الصداقة التي تجعلنا نحمل أحمال قلب أخ أو أخت عن طريق الصلاة! إن إيماننا يتقوى إذ نشجع بعضنا بعضاً بوعود الله.
هذا الدرس يوضح مبادئ الصلاة مع آخرين إذ يقدم لنا هذا النموذج للصلاة من خلال الكتاب المقدس. وبينما تطبق هذه المبادئ التي تتعلمها، ستمتلئ حياتك الروحية بغنى أكثر! ستشعر برباط العلاقة أقوى مع أبيك السماوي، ومع إخوتك وأخواتك الذين هم معك جزء من عائلة الله.
في هذا الدرس …
٪ صلّ مع صديق.
٪ صلّ مع عائلتك.
٪ صلّ مع مجموعة صلاة.
٪ صلّ مع جماعة المؤمنين.
هذا الدرس سيساعدك:
٪ لتجد وتستخدم الفرص لتصلي مع آخرين.
٪ لامتداد عمل الله في مجتمعك إذ تشجع الآخرين لأن يصلوا.
صلّ مع صديق
الهدف الأول: شرح أهمية أن تصلي مع صديق من أصدقائك.
لقد وعد عيسى بأن يكون معنا بطريقة خاصة حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه. ونظير التلميذين اللذين كانا في طريقهما إلى عمواس، اللذين ظهر لهما المسيح المقام إذ كانا يتحدثان عنه – هكذا أيضاً أنت وصديق لك يمكن لكما الشعور بحضوره في وسطكما. إنه سيتحدث إليكما عن طريق الكتب المقدسة. وهو هناك ليبارككما ويملأكما بالفرح في حضوره، ويرسلكما لتخبرا الآخرين بأنه حي.
وكان على مائدة العشاء أن المسيح عيسى سمح لتلميذي عمواس أن يعرفا من هو. إن تناول الطعام مع صديق يعطينا فرصة أفضل للتعارف على بعضنا البعض وعلى المسيح، إذ نتحدث عما فعله لأجلنا. والكثير من المؤمنين يدعون صديقاً أو أصدقاء للعشاء لكي يقدموا لهم عيسى. وهو هناك!
أرجو أن يكون لك صديق مؤمن يمكنه أن يكون شريك صلاة لك. شخص يمكنك أن تصلي معه بانتظام، إن لم يكن كل يوم، على الأقل مرة كل أسبوع. إنه من المهم جداً أن يكون لك شخص يتفق معك في الصلاة. قد يكون هذا شخصاً يساعدك ويشجعك. أو مؤمناً حديثاً يحتاج إلى معونتك في الصلاة. وأنت بالتأكيد في حاجة لأن تصلي في غالب الأوقات مع أي صديق قد تقوده إلى مولانا عيسى.
أعطانا عيسى وعدين عظيمين لكل اثنين أو ثلاثة يجتمعون معاً للصلاة. متفقين في ما يسألون باسمه. فقد وعد أنه سيكون هناك في وسطهم، وأنه سيستجيب الصلاة.
إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ فِي الْأَرْضِ عَلَى شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاءِ يُعْطِيهِ لَهُمَا، لِأَنَّهُ حَيْثُ اجْتَمَعَ 2 أَوْ 3 بِاسْمِي، فَأَنَا هُنَاكَ فِي وَسْطِهِمْ. (متى 18: 19 – 20)
صلّ مع عائلتك
الهدف الثاني: مبادرة بتأسيس اجتماع للصلاة العائلية.
إن البيت المسيحي هو إحدى البركات العظمى على الأرض. وفي الحقيقة هو يمكن أن يكون صورة مصغرة للسماء على الأرض إذ تعبد كل العائلة الله وتخدمه معاً! إن كانت عائلتك تعرف المسيح، ينبغي أن يتمتعوا معك بالنمو الروحي والبركات التي تجيء عن طريق الصلاة العائلية كل يوم. في بعض الأحيان نسمي هذه الفرصة اليومية للصلاة العائلية بـ”التعبد العائلي” أو “الصلاة العائلية.”
وينبغي على الزوج أن يقود كرأس للعائلة إن كان ذلك ممكناً. وإن لم يكن ذلك ممكناً فقد تقود الزوجة أو على الأقل تصلي مع الأولاد. فأي مؤمن يمكنه أن يسأل الأعضاء الآخرين من عائلته أن يقرأوا ويصلوا معه. وتصلي العائلة المسيحية أيضاً على وجباتهم الغذائية، شاكرين الله لأجل الطعام وطالبين إليه أن يباركه.
يَمْنَعُونَ النَّاسَ عَنِ الزَّوَاجِ وَعَنْ أَكْلِ أَنْوَاعٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ الطَّعَامِ خَلَقَهَا اللهُ لِيَأْكُلَهَا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَرَفُوا الْحَقَّ وَهُمْ شَاكِرُونَ. لِأَنَّ كُلَّ مَا خَلَقَهُ اللهُ جَيِّدٌ. فَيَجِبُ أَنْ لَا نَرْفُضَ شَيْئًا بَلْ نَقْبَلَهُ بِالشُّكْرِ. (1تيموتاوس 4: 3 – 4)
كم هو رائع عندما يتعلم الأولاد كيف يصلّون لأجل بعضهم البعض ولأجل أية احتياجات في البيت! يمكنهم أن يذهبوا لوالديهم في أية لحظة ويجعلونهم يصلون لأجل مشاكلهم. وهم بهذا يشكلون عادة تستمر طول الحياة في معرفة وإدراك تدبير الله لهم والنظر إليه لأجل الإرشاد والمعونة. إن العائلة التي تصلي معاً تقوي روابط المحبة التي تربطهم معاً. وتصير الحياة ألطف لأنهم يصلّون لأجل العلاقات العائلية ولأن الله يستجيب.
صلّ
لأجل العائلة مع العائلة
نجـــاة الجمــيع في العبادة العائلية
الروابط العائلية على الوجبات الغذائية
احتياجات العائلة في جماعة المؤمنين
الاحتياجات الفردية مع الأفراد
في حالة احتياجك إلى ممارسة العبادة العائلية في بيتك (أو أنك تريد أن تساعد عائلة أخرى في هذا المجال) هاهنا بعض الاقتراحات البسيطة.
اقتراحات لأجل العبادة العائلية
1. اختر وقتاً منتظماً يكون مناسباً لكل واحد. قد يكون باكراً في الصباح. فبعض العائلات تكون لهم صلاة على مائدة الإفطار. آخرون يجدون أن المساء أكثر مناسبة عملياً.
2. صلوا معاً يومياً في نفس الوقت إن أمكن.
3. دع كل عضو في العائلة يشترك. قد يكون هذا بالقراءة، أو بطلب الصلاة، أو بتعليقات أو بالصلاة.
4. اقرأ جزءاً قصيراً ومن السهل فهمه من كلمة الله، وخاصة إن كان هناك أطفال في العائلة. (قد تحتاج لأن تستخدم كتاب مقدس مصور مبسط للأطفال الصغار). كثير من العائلات يستخدمون القراءات اليومية من كتاب تعبدي كما يستخدمون الكتاب المقدس أيضاً.
5. ليتشارك أعضاء العائلة في أية أسئلة أو تعليقات عما قرئ.
6. إن كنت ترغب رنِّم قراراً أو عددين من ترنيمة للتسبيح والحمد والشكر أو العبادة.
7. أعطِ فرصة لذكر أية احتياجات خاصة للصلاة أو أسباب لأجلها نشكر.
8. ليكن لكم وقت صلاة قصير فيه قد يصلي شخص أو يشترك الجميع (اقترح صلاة قصيرة، حتى لا تتعب العائلة ويصير وقت الصلاة غير محبب لديهم).
9. شجع الجميع لأن يستمعوا إلى صوت الله. متوقعين منه أن يتكلم لجميع الذين يشتركون.
10. لا تيأس إن كانت هناك مقاطعات وأوقات فيها يكون من المستحيل أن تكون لك صلوات عائلية. استمر في المحاولة وكن مثابراً. لا تحاول أن تتبع برنامج لكن ضعه في الصيغة التي تناسب الظروف كما يرشدك الله.
صلّ مع مجموعة صلاة
الهدف الثالث: وصف كيف تبدأ مجموعة صلاة.
إن الله يعمل اليوم بطريقة عجيبة من خلال مجموعات صلاة صغيرة في أنحاء العالم. أصدقاء يجتمعون معاً ليدرسوا الكتاب المقدس ويصلوا. ويستجيب الله الصلاة إذ يتحدون بالإيمان لأجل طلبات كل واحد. وعادة يقبل الجيران غير الناجين دعوة لزيارة بيت صديق بحرية واستعداد أكثر من قبولهم دعوة لحضور اجتماع رسمي لجماعة المؤمنين. ويجد الكثيرون المسيح من خلال اجتماعات صلاة البيوت هذه. كما تجد أن معجزات شفاء تحدث، وأن الله يحل مشاكل في العلاقات العائلية، وأن الآلاف يمتلئون بالروح القدوس في مجموعات الصلاة.
إن ما يحدث اليوم هو مثل ما حدث في أزمنة العهد الجديد. أولئك المؤمنون الأوائل التقوا في بيت الله والمجامع (أماكن يهودية للعبادة العامة) وأيضاً في البيوت (بيوت المؤمنين). ثم بعد ذلك اضطُهدوا وطُردوا من المجامع. لكن كان لا يزال لهم وعد المسيح، ورأوه يتم إذ التقوا معاً في مجموعات صغيرة. لقد كان المسيح هناك في البيوت، في الكهوف، بقرب النهر، في شقوق تحت الأرض بين المقابر، وفي السجون. لقد صلوا معاً واستجاب الله الصلاة.
لقد حدث في بيت كرنيليوس، قائد المئة، الضابط الروماني، أن بطرس وعظ بالإنجيل لأول مرة لأناس ليسوا يهوداً. لقد ملأ الله كل الذين اجتمعوا هناك بالروح القدوس، وجعل من الواضح بأن الإنجيل هو لكل الناس في كل مكان.
بعد ذلك كان بطرس في السجن، محكوماً عليه بالموت في اليوم التالي. لكن مجموعة من المؤمنين التقوا في بيت مريم أم يوحنا مرقس، وصلوا باجتهاد لأجله. فأخرجه ملاك من السجن. لقد فُكَّت القيود وانفتحت الأبواب وجاءت النجاة عندما التقى شعب الله معاً وصلّوا!
لقد بدأت جماعة المؤمنين في فيلبي بمجموعة صلاة. وذلك عندما وجد بولس وسيلا مجموعة من السيدات يجتمعن للصلاة بقرب النهر. إحدى هذه السيدات تسمى “ليديا” قبلت المسيح. ففتحت بيتها لبولس وسيلا ليكن لهما مكان لعملهما أثناء وجودهما في فيلبي. أشياء عظيمة يمكن أن تنتج من اجتماع صلاة للسيدات. إن كنت تقرأ الرسالة التي أرسلها بولس لجماعة المؤمنين في فيلبي بعد ذلك بسنوات كثيرة، سترى كم كانت الجماعة قوية وروحية.
إن مجموعات الصلاة الصغيرة اليوم هي موجودة ومرنة في برنامجها. بعضهم يلتقون أسبوعياً في نفس البيت. آخرون يلتقون في بيوت الأعضاء المختلفين من المجموعات بالتناوب. آخرون يجتمعون في كنائس (أماكن مخصصة أصلاً للعبادة) أو في مصانع أو في مكاتب، أو في مدارس. ويمكن للمجموعة أن تبدأ باثنين أو ثلاثة فقط. أما إذا زاد العدد عن خمسة عشر شخص فإنه يكون من الصعوبة للجميع أن يشتركوا بحرية كما لو كانوا في مجموعة أصغر. في أحيان كثيرة تلتقي مجموعات السيدات في الصباح أو في وقت الظهيرة بينما الرجال في العمل والأطفال في المدارس. أما المجموعات المشتركة (رجال ونساء) فتجتمع عادة في المساء. أحياناً تكون هناك فرص لتناول المرطبات ووقت للشركة بعد الصلاة وأحياناً لا توجد هذه الفرص. بعض هذه الفرص تكون إفطار أو غداء صلاة تعقد في فندق أو مطعم.
إن الشخص المسؤول عن مجموعة صلاة عليه أن يلاحظ الظروف والمسؤوليات التي على أولئك الذين يحضرون. فإن كان الاجتماع طويلاً جداً، فإن البعض لن يمكنهم الحضور بسبب الواجبات في البيت (الواجبات لا يجب أن تهمل). والبعض قد يفقدون الاهتمام بسبب طول الاجتماع. غير أنه توجد بعض المجموعات التي تستطيع أن تضع جانباً كل شيء آخر وتصرف ساعات في شركة مع الله. إن كان على بعض الأعضاء أن ينصرفوا مبكرين، فلديهم الحرية لأن يفعلوا ذلك. وعندما يعمل الله معجزات، مغيراً الحياة، مالئاً الناس بروحه فإن الوقت يبدو قصيراً!
إن اقتراحات هذا الدرس لأجل الصلاة العائلية يمكن أن تكون مفيدة لقيادة مجموعة صلاة. وعلى وجه العموم ها هي بعض الخطوات الجيدة:
1. ابدأ بوقت ترنيم قصير. هذا يساعد لكي نركز أفكارنا في الله وفي صلاحه ويشجع الإيمان.
2. ليكن لك وقت قصير من القراءة والمشاركة بكلمة الله. هذا قد يكون درس كتاب مع معلم، أو أن كل واحد قد يذكر آية من الكتاب المقدس ويقول كيف أن هذه الآية ساعدته.
3. يجب عمل تقارير عن الصلوات التي استجيبت. بهذه الطريقة كل واحد يمكنه أن يشكر الله، لأجل ما قد صنع ويتشجع الجميع للصلاة لأجل احتياجات أخرى.
4. شجع أولئك الذين لديهم احتياجات خاصة أو مطالب لأجل الصلاة أن يذكروها أمام المجموعة.
5. شجع الجميع ليشاركوا في الصلاة من أجل الاحتياجات ومن أجل الآخرين كما يقول الله.
بعض مجموعات البيوت لدراسة الكتاب المقدس والصلاة تكون جزءاً من برنامج الكنيسة المحلية، وبعضها قد تكون مسكونية، أو لا طائفية. إن كنيسة جماعة الله (جماعة المؤمنين الرسولية) التي يرعاها يونجي تشو (Yonggi Cho) في مدينة سيول بكوريا الجنوبية، قد نمت من 23000 إلى 35000 عضواً في سنة واحدة (1976). وهؤلاء الأعضاء منظمون على أساس وحدات كل منها 10 أفراد. لذلك فهناك 3500 مجموعة درس كتاب وصلاة تلتقي أسبوعياً في البيوت في كل المدينة. إن النتائج مذهلة: تجديد، معجزات، نمو! وفي مناطق أخرى كثيرة الناس من كنائس مختلفة (كاثوليك وبروتستانت) يلتقون في مجموعات صلاة تشمل أهل الحي أو الأحياء المجاورة. إن الله يغيّر الحياة، ينعش أُمة المسيح كلها، ويأتي بوحدة أعظم في جسد المسيح إذ يصلي شعبه معاً.
صلّ مع جماعة المؤمنين
الهدف الرابع: التعرف على احتياجات جماعة المؤمنين لكي تصلي من أجل سدِّها.
إن حركة مجموعة الصلاة هي حركة عظيمة، لكن جماعة المؤمنين هي أكثر من مجرد مجموعات صلاة. لجماعة المؤمنين عمل تعمله. فهي عليها أن تعلن المسيح للعالم، وتبني مؤمنين في الإيمان، وتدربهم للخدمة وتساعدهم في حياتهم اليومية وعملهم لأجل الله. قد نجد في مجموعات الصلاة بركات عظمى وصداقات، وخدمة جليلة، لكننا نحتاج أيضاً لأن نأخذ دورنا في جماعة المؤمنين المحلية. فأولئك الذين نقتادهم للمسيح في مجموعات الصلاة يجب أيضاً أن يقادوا إلى شركة جماعة محلية، فهم في حاجة لخدمتها. ويجب أن ينموا ليكونوا أعضاء أقوياء يمكنهم أن يأخذوا مكانتهم في عمل جماعة المؤمنين.
إن الصلاة هي عنصر حيوي في جماعة المؤمنين – هي قوّتها. قال عيسى عن بيت الله إنه بيت الصلاة. والتلاميذ صعدوا إلى بيت الله ليصلوا. وقادة الجماعة قضوا وقتاً طويلاً في الصلاة. إن الله يريد أن يكون كل بيت مكرساً للعبادة العامة، بيت صلاة، مكاناً يلتقي فيه مع شعبه.
وَأُفَرِّحُهُمْ فِي بَيْتِ صَلَاتِي … لِأَنَّ بَيْتِي يُسَمَّى بَيْتَ الصَّلَاةِ لِكُلِّ الشُّعُوبِ. (إشعيا 56: 7)
وَكَانُوا يُوَاظِبُونَ عَلَى تَلَقِّي تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَعَلَى اجْتِمَاعَاتِ الشَّرِكَةِ الْأَخَوِيَّةِ وَتَنَاوُلِ الْخُبْزِ مَعًا وَالِابْتِهَالِ للهِ. وَتَمَّتْ عَجَائِبُ وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ، فَامْتَلَأَ الْجَمِيعُ مِنَ الْخَوْفِ. (أعمال 2: 42-43)
وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ مَعًا فِي بَيْتِ اللهِ كُلَّ يَوْمٍ. وَيَتَنَاوَلُونَ الْخُبْزَ فِي دَارِ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْآخَرِ، وَيَتَشَارَكُونَ فِي الطَّعَامِ مَعًا بِفَرَحٍ وَتَوَاضُعٍ. وَكَانُوا يُسَبِّحُونَ اللهَ، وَيَتَمَتَّعُونَ بِرِضَى كُلِّ الشَّعْبِ عَلَيْهِمْ. وَكَانَ الْمَسِيحُ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ الَّذِينَ يُنْعِمُ عَلَيْهِمْ بِالنَّجَاةِ إِلَى جَمَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ. (أعمال 2: 46-47)
وَذَاتَ يَوْمٍ، ذَهَبَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا إِلَى بَيْتِ اللهِ لِصَلَاةِ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ عَصْرًا. (أعمال 3: 1)
عند باب بيت الله بينما كانوا ذاهبين للصلاة، رأى بطرس ويوحنا رجلاً أعرج من بطن أمه يستعطي. وباسم عيسى أمراه أن يقوم ويمشي، ففعل! ونتيجة لهذا الشفاء وكذا رسالة بطرس لأولئك الذين رأوا، آمن كثيرون بالمسيح في ذلك اليوم. وضعت السلطات بطرس ويوحنا في السجن لتبشيرهم بعيسى وأوصوهم أن لا يفعلوا ذلك ثانية. وحالما أطلقوا التقوا بالمؤمنين الآخرين، وصلوا أن يعطيهم الله قوة وجسارة ليستمروا مخبرين الناس عن عيسى.
فَلَمَّا دَعَوْا اللهَ اهْتَزَّ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلَأُوا جَمِيعًا بِالرُّوحِ الْقُدُّوسِ. وَأَخَذُوا يُعْلِنُونَ كَلَامَ اللهِ بِجَرَاءَةٍ. (أعمال 4: 31)
كيف يمكننا أن نجعل بيت الله بيت صلاة اليوم؟ يمكننا أن نُضَمِّن الصلاة في كل أنواع الخدمات كالدروس الكتابية، والخدمات التعبدية، واجتماعات الشباب، والخدمات التبشيرية. وأن تعطى فرصة لطلبات الصلاة وأخرى للشهادات عن استجابة الصلاة. بعض المباني المخصصة لاجتماعات المؤمنين بها غرف مخصصة للصلاة، فيها يجتمع الناس للصلاة قبل الخدمة العامة. أولئك الذين يريدون أن يقبلوا المسيح أو أن يمتلئوا بالروح القدوس يذهبون إلى حجرات خاصة في نهاية الخدمة، والمؤمنون يرشدونهم ويصلون معهم. في جماعات أخرى للمؤمنين يذهب الناس بقرب المنبر في مقدمة مكان العبادة ليصلّوا قبل وبعد الخدمة.
كثير من أماكن العبادة تفتح أبوابها ليأتي إليها الناس ويصلوا في أي وقت من اليوم. وكثيرون تكون لهم خدمات صباحية مبكرة قبل أن يذهب الناس إلى أعمالهم. في كثير من أماكن العبادة في كوريا يلتقي مئات من الرجال والنساء في الساعة الخامسة من كل صباح ليصلوا.
هل تحتاج جماعة المؤمنين التي أنت جزء منها إلى يقظة روحية، أو نهضة؟
هل يحتاج راعيك إلى المزيد من قوة الله للخدمة؟ هل تريد أن يمتلئ جميع أعضاء جماعتك بالروح القدوس، وأن تكون لهم نفس الجرأة للشهادة كتلك التي كانت لجماعة المؤمنين الأولى؟ هل تريد أن ترى العجائب تحدث كاستجابة للصلاة وأن يضم المسيح يومياً إلى جماعة المؤمنين الناس الذين ينالون النجاة؟ إن كان كذلك فصلِّ لأجل جماعة المؤمنين، صلِّ في جماعة المؤمنين، وصلِّ مع جماعة المؤمنين. إن الله يعمل هذه الأشياء عينها في كثير من جماعات المؤمنين اليوم. وهو يستطيع أن يستخدمك لتأتي بهذه النتائج لجماعتك أيضاً، بينما تقوم بواجبك، وبينما تشجع الآخرين أيضا أن يصلوا!
فَرِحْتُ بِالَّذِينَ قَالُوا لِي: “تَعَالَ نَذْهَبُ مَعًا إِلَى بَيْتِ اللهِ.” (مزمور 122: 1)
اِرْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ نَحْوَ الْمَقْدِسِ، وَبَارِكُوا اللهَ. (مزمور 134: 2)