لك صديق – الروح القدوس
تأملات
في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية يتحدث الناس عن الروح القدوس وعمله. لقد اكتشفوا أنه شخص وليس مجرد تأثير. وقد جاء بالحياة الجديدة والقوة لآلاف من الكنائس (جماعات المؤمنين)، من البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس على حد سواء. ويكتشف الملايين اليوم ما قصده المؤمنون الأوائل عندما كانوا يتحدثون عن “امتلائهم بالروح”. كتب “روبرت سي. كاننجهام” رئيس تحرير مجلة البشارة الخمسينية يقول:
تعودنا أن نرنم بخشوع إحدى الترنيمات، وهي ترنيمة “امتلئوا بالروح” (وفي العربية نحن نرنم “يا إلهي يا إلهي … ملء روحك اشتياقي”). فماذا يعني أن تمتلئ بالروح؟ نحن نعلم معنى أن يمتلئ الفرد بالخوف، أو بالحسد أو بالغضب! أليس كذلك؟ إنه يعني أن كل قوى الفرد العقلية قد سيطرت عليها هذه الزوبعة العاطفية. وأن هذه القوة العاتية تدفعه للإتيان بأعمال تعبر عن هذا الروح الذي سيطر عليه.
من هنا، يكمن مجد يوم الخمسين. إن الله الروح القدوس يحل في حياة وأجساد البشر من الرجال والنساء على القدر الذي يمتلئون فيه بحضوره. فالروح الإلهي يسيطر على كل جزء في الكيان ويضبط كل قوة ويستخدم كل طاقة كما يشاء ويرغب. يأتي الله فجأة ويملأ بيته! تمعن في هذه الفكرة: البشر يصبحون بيتاً لله! ليتنا نتعلم ثانية المعجزة التي لا ينطق بها وهي معجزة الامتلاء بالروح أو الامتلاء بالله.
البشارة الخمسينية
14 أكتوبر 1973
في هذا الدرس ستدرس:
٪ الروح القدوس صديق من نوع خاص
٪ الروح القدوس يعينك
٪ الروح القدوس يعلمك ويرشدك
٪ الروح القدوس يجعل الله حقيقة واضحة لك
٪ الروح القدوس يملأ حياتك بالمحبة
سأل أحدهم رجلاً عظيماً عن سر نجاحه. فأجاب: “كان لي صديق”. واستطرد قائلاً ومعرِّفاً كل الناس أنه بدون معونة هذا الصديق لفشلت حياته، فصديقه هذا ساعده، وشجعه، ووقف بجانبه. أحبه، ووثق به، وجعل حياته ذات قيمة. هل لك صديق كهذا؟! أنت تحتاج لصديق مثله.
ما هي المواصفات التي ترغب أن يكون عليها صديقك؟ قد ترغب في أن يكون محباً لك، يهتم بك وبمشاكلك، ويشاركك سعادتك. أو في أن يكون كامل الصراحة معك، فيقول لك الصدق حتى إن كان هذا سيؤلمك، يشير إلى أخطائك بعطف وحنان لكي يساعدك فتتقدم نحو ما هو أفضل.
ربما تريد أن يكون صديقك هذا أحكم وأقوى وأفضل منك. حينئذ يمكنه أن يعلمك ويساعدك يوماً فيوم. يجيب على أسئلتك. يساعدك في حل كل مشاكلك. وبقدر ما تقضيان الوقت معاً، بمقدار ما تماثله ذ فتصير أقوى وأحكم وأفضل مما أنت عليه الآن.
كان عيسى المسيح من هذه النوعية من الأصدقاء لكل من بطرس ويعقوب ويوحنا والتلاميذ الآخرين. كان صديقاً للمرضى فشفى أمراضهم. كان صديقاً للخطاة، فغفر خطاياهم وأعطاهم حياة نقية طاهرة. لقد كان صديقاً لجميع الذين رغبوا في صداقته: أغنياء كانوا أم فقراء، خطاة أم صالحين، متعلمين أو غير متعلمين من أي جنس وأمة. وأعطاهم محبة غنية وعميقة وغير أنانية لم يعرفوا لها مثيلاً ذ محبة الله. علمهم الحق، وساعدهم في كل مشاكلهم.
لكن عيسى كان محدوداً بجسم بشري. كان يمكنه الوجود في مكان واحد فقط في ذات الوقت. لا يمكنه أن يكون مع جميع أصدقائه الذين يحتاجونه. لذلك قال عيسى لتلاميذه بأنه سيعود إلى السماء ويرسل لهم صديقاً آخر، “المعين” الذي يمكنه أن يكون مع جميعهم في نفس الوقت، أينما كانوا.
وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الْأَبِ، فَيُعْطِيكُمْ مُعِينًا آخَرَ يَبْقَى مَعَكُمْ إِلَى الْأَبَدِ، ذَلِكَ هُوَ رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي لَا يَقْبَلُهُ أَهْلُ الْعَالَمِ لِأَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَهُ وَلَا يَعْرِفُونَهُ. أَنْتُمْ تَعْرِفُونَهُ لِأَنَّهُ مَعَكُمْ، وَسَيَكُونُ فِيكُمْ. (يوحنا 14: 16-17).
هذا المعين الذي وعد به عيسى هو الروح القدوس، الأقنوم الثالث في الثالوث، إنه نظير الله الأب وعيسى المسيح الابن في طبيعته وقوته وغرضه. يعرف كل شيء، له كل السلطان، ليس له جسد يحدّه بل يمكنه أن يكون في كل مكان في آن واحد. ولقد أرسل عيسى الروح القدوس، كما وعد أن يفعل بالتمام، حتى يمكنه أن يسكن في أولئك الذين يقبلونه. وقد جاء ليعمل لأجلك ما عمله عيسى لأجل تلاميذه.
لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ، إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَذْهَبَ، لِأَنِّي إِنْ كُنْتُ لَا أَذْهَبُ لَا يَجِيءُ إِلَيْكُمُ الْمُعِينُ، أَمَّا إِنْ ذَهَبْتُ فَإِنِّي أُرْسِلُهُ لَكُمْ. (يوحنا 16: 7).
هل تشعر أحياناً بأنه لا يوجد أحد يفهمك أو يهتم بمشاكلك؟ إن الله يهتم بها! هو يعرف ما تحتاجه تماماً. وهو يحبك كثيراً حتى أنه أرسل روحه القدوس ليكون معينك وصديقك الخاص. في هذا المنهاج ستدرس عن الكيفية التي جاء بها الروح القدوس، وما عمل للمؤمنين الأوائل وبما يمكنه أن يفعل بالنسبة لك. ومتى كان الروح القدوس صديقك فلن تشعر مرة أخرى بأنك وحيد أو عاجز بلا معين.
الروح القدوس يعينك
وعد عيسى بأن يرسل معيناً آخر. والكلمة التي استخدمها في اليونانية كانت “باراقليط” Paraclete التي ترجمت في بعض الأحيان “معزي”. وهي تعني “شخص يأتي إلى جانبنا ليقدم المعونة”. وتظهر الألقاب الأخرى لكلمة “باراقليط” ماهية قوته ومسؤوليته وكيف سيساعدك. فقد دعي روح الحياة، الروح القدوس، روح الحق، روح الحكمة، روح المسيح، وروح الله. ومهما كانت مشكلتك، فمعينك عنده حل.
روح الحياة
هل أنت في حاجة إلى شفاء لجسدك؟ في نواحي مختلفة من العالم في الوقت الحاضر يشفى المرض بطرق معجزية نتيجة لاستجابة الصلاة. فالآذان الصماء تسمع، والعيون العمياء تبصر. والمشلولون يلقون بعكاكيزهم جانباً ويمشون بقوة الروح القدوس. إنه روح الحياة، الذي يعطي حياة لكل الكائنات الحية. فلقد عمل في المسيح ليشفي المرضى ولا يزال يعمل نفس العمل.
في الدرس الثاني ستعرف كيف أن روح الحياة يعطيك حياة وصحة للجسد والنفس معاً ذ حياة الرضى والسعادة والفرح على الأرض، وحياة مجيدة مباركة أبدية في العالم الآتي. ولكن لكي تتمتع بالحياة التي يعطيها الروح، ينبغي عليك أن تسمح له بأن يقودك
لِأَنَّ الَّذِينَ يَعِيشُونَ حَسَبَ طَبِيعَتِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةِ، تَـكُونُ أَفْكَارُهُمْ دُنْيَوِيَّةً. وَالَّذِينَ يَعِيشُونَ حَسَبَ رُوحِ اللهِ، تَكُونُ أَفْكَارُهُمْ رُوحِيَّةً. فَإِذَا كَانَ فِكْرُكَ دُنْيَوِيًّا تَمُوتُ. وَإِذَا كَانَ فِكْرُكَ رُوحِيًّا، تَحْيَا وَتَكُونُ فِي سَلَامٍ. (روما 8: 5-6).
الروح القدوس
هل تجد صعوبة في أن تحيا الحياة الصحيحة السليمة؟ هل ترغب في أن تكون مؤمناً أفضل؟ إن معينك هو الروح القدوس أو روح القداسة. القداسة تعني “الانفصال عن الخطيئة والاتصال بالله”. إن الروح القدوس يرينا بشاعة ذنوبنا ويساعدنا على التخلص منها. وعندما نسمح له بأن يتخذ طريقه فينا فإنه يقودنا لحياة أكثر قرباً من الله ويبعدنا عن الخطايا الأخرى مثل الكبرياء والأنانية والعناد والطبع الحاد، التعصب والكراهية والسخط والكسل والشفقة على الذات والتعدي والطمع والأفكار أو الأفعال اللاأخلاقية.
ربما تحتاج إلى معونة لكي تتخلص من عادة سيئة. إذا كنت مسيحياً مؤمناً فإن جسدك هو بيت للروح القدوس. وهو يساعدك لتتخلص من أية عادة تضر جسدك. إن آلافاً من مدمني المخدرات تحرروا بقوة الروح القدوس. لقد استطاع علم الطب والأخصائيون الاجتماعيون أن يعطوهم فقط حلاً مؤقتاً. وهي محاولة أخيرة للتخلص من هذه العادة وبعد يأس شديد تحولوا إلى الله طلباً للمعونة. ثم بعد قبولهم مولانا عيسى منجياً لهم، طلبوا أن يملأهم الروح القدوس وأن يعطيهم القوة لكي يحيوا للمسيح. وبعد أن ملأهم الروح القدوس انقطعوا عن عادة المخدرات. وامتلأوا بمحبة الله وبالرغبة في مساعدة الآخرين. كثيرون منهم الآن يبشرون بالإنجيل. حياتهم نقية وطاهرة لأن الروح القدوس ساكن فيهم.
الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ الْأَبُ حَسَبَ عِلْمِهِ السَّابِقِ، وَخَصَّصَهُمْ لَهُ بِرُوحِهِ لِكَيْ يُطِيعُوا عِيسَـى الْمَسِيحَ. (1بطرس 1: 2).
الروح القدوس يعلمك ويرشدك
روح الحق
كما علم المسيح عيسى تلاميذه الحق وأجاب على أسئلتهم هكذا الروح القدوس سيعلمك أيضاً. هو سيجيب على أسئلتك عن الله، وسيريك قصد الله في حياتك، وسيساعدك لتفهم الكتاب المقدس، والأشياء التي كانت عسيرة الفهم ستصير فجأة واضحة المعالم. قال عيسى:
لَكِنْ عِنْدَمَا يَجِيءُ رُوحُ الْحَقِّ يُرْشِدُكُمْ إِلَى كُلِّ الْحَقِّ (يوحنا 16: 13).
قبل بعض الطلبة في إحدى كليات اللاهوت الروح القدوس مؤخراً. وفجأة صارت لهم “الحقائق الكتابية” واضحة حية. ولقد اندهش أساتذتهم من فهمهم الجديد للأمور الروحية. هذا ما يحدث عندما يجيء روح الحق.
روح الحكمة
هل أنت متحير فيما يجب عمله أو كيف تحل مشاكلك؟ لقد جاء روح الحكمة ليساعدك. فهو سيقودك ويريك ما هو الأفضل لك. ستتعرف في الدرس الرابع على الكيفية التي سيفعل بها هذا.
هل تريد حكمة لكي تخدم الله؟ ستجد في كتاب الأعمال أن المدبرين كان يجب أن يكونوا ممتلئين بالروح القدوس لكي يتمموا خدمتهم كما يجب. ربما أنت تعلّم في مدارس الأحد، أو تقوم بالتبشير الفردي أو بخدمة الوعظ. إن روح الحكمة يريد أن يملأك ويساعدك كما عمل في المؤمنين في عصر الكنيسة (الجماعة) الأولى.
وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَغْلِبُوهُ بِسَبَبِ الْحِكْمَةِ الَّتِي أَعْطَاهَا لَهُ الرُّوحُ الْقُدُّوسُ فِي الْكَلَامِ. (أعمال 6: 10).
الروح القدوس يجعل الله حقيقة واضحة لك
روح الله
هل يبدو الله حقيقي بالنسبة لك؟ هل هو الحاكم المتعالي والبعيد الذي تدعوه فقط في أوقات الضيقات العظمى؟ أم هو الأب السماوي المحب الذي يهتم بكل تفاصيل حياتك؟ هل صلواتك عبارة عن كلمات قليلة تقدمها بدافع الإحساس بالواجب؟ أم هي محادثة صريحة مع أبيك؟ لقد جاء روح الله ليساعدك لتعرف الله بصورة أفضل.
لَكِنَّهُ كَشَفَهَا لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لِأَنَّ رُوحَ اللهِ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ … رُوحُ اللهِ وَحْدَهُ هُوَ الَّذِي يَعْرِفُ فِكْرَ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَحْصُلْ عَلَى رُوحِ هَذَا الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحِ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِكَيْ نَعْرِفَ الْأُمُورَ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا اللهُ عَلَيْنَا. (1كورنتوس 2: 10-12).
إن معلمك سيصلي لأجلك مثلما فعل بولس عندما صلى للمؤمنين في أفاسس:
لَا أَتَوَقَّفُ عَنْ تَقْدِيمِ الشُّكْرِ للهِ مِنْ أَجْلِكُمْ. وَإِنِّي أَذْكُرُكُمْ فِي صَلَاتِي، وَأَسْأَلُ أَبَانَا صَاحِبَ الْجَلَالَةِ، إِلَهَ سَيِّدِنَا عِيسَى الْمَسِيحِ، أَنْ يُعْطِيَكُمْ رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالِاسْتِنَارَةِ لِكَيْ تَعْرِفُوهُ مَعْرِفَةً كَامِلَةً. وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَفْتَحَ عُقُولَكُمْ وَيُنِيرَهَا، لِكَيْ تَعْرِفُوا الرَّجَاءَ الَّذِي دَعَاكُمْ لَهُ، وَالْبَرَكَاتِ الْوَفِيرَةَ الْمَجِيدَةَ الَّتِي جَعَلَهَا مِنْ نَصِيبِ عَبِيدِهِ الصَّالِحِينَ، وَقُوَّتَهُ الْعَظِيمَةَ الْفَائِقَةَ الَّتِي لَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ. وَهِيَ نَفْسُهَا قُدْرَتُهُ الْهَائِلَةُ. (أفاسس 1: 16-19).
روح المسيح
إن الروح القدوس روح المسيح جعل عيسى حقيقة واضحة لك عندما نجّاك. لقد جعلك تعرف بأن عيسى هو أكثر من مجرد نبي عظيم عاش منذ زمن بعيد. فهو قدَّمك شخصياً لعيسى المسيح ابن الله وساعدك لتقبله منجياً وسيداً وملكاً لك. لقد ضمك للمسيح وجعلك عضواً في جسده: أُمته. هذا الاتحاد صار حقيقة حتى أن المسيح يحيا فيك بروحه.
وَإِنْ كَانَ وَاحِدٌ لَيْسَ فِيهِ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَهُوَ لَا يَنْتَمِي لِلْمَسِيحِ. (روما 8: 9).
كان الروح القدوس مع التلاميذ قبل يوم الخمسين، لكن عيسى وعد بأنه سيأتي بطريقة جديدة ويملأهم. وهو نفسه سيغطسهم في الروح القدوس. وحين غطسهم، علمهم الروح القدوس تعليماً أكثر عن المسيح وأعطاهم قوة وسلطاناً ليخبروا الآخرين عنه.
وبنفس الطريقة اليوم، جميع أولئك الذين ولدوا ثانية لهم روح المسيح. لكن عيسى يريد أن يغطسهم بروحه حتى يكونوا أكثر تأثيراً وفاعلية في شهادتهم. ستدرس عن هذا فيما بعد.
وَمَتَى جَاءَ الْمُعِينُ الَّذِي أُرْسِلُهُ لَكُمْ مِنْ عِنْدِ الْأَبِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي يَأْتِي مِنَ الْأَبِ، هُوَ يَشْهَدُ لِي. وَهُوَ سَيُمَجِّدُنِي، لِأَنَّ مَا يُخْبِرُكُمْ بِهِ هُوَ مِنْ عِنْدِي. (يوحنا 15: 26؛ 16: 14).
الروح القدوس يملأ حياتك بالمحبة
إن ما يحتاجه عالمنا اليوم بشكل مُلِح هو المحبة غير الأنانية. المحبة التي يعطيها الله وحده. إن الله يمكنه أن يستخدمك لكي تسد هذا الاحتياج إذا سمحت للروح القدوس أن يملأك بهذا النوع من المحبة.
في أزمنة العهد القديم، تحدث الله مع الأنبياء وبيّن لهم محبته. وهم بدورهم أخبروا الشعب عن هذه المحبة. لكن كثيرين من الناس ظلوا يعتقدون بأن الله ليس إلا قاضياً صارماً متحفزاً لأن يعاقبهم على خطاياهم. ولم يفهموا أنه يريد أن ينجيهم من الخطيئة ويصير أباً لهم.
أخيراً أرسل الله ابنه عيسى المسيح ليعيش بين الناس ويريهم حقيقة الله. ففي تعاليم عيسى نتعرف على محبة الله الفائقة نحو بني البشر. وفي حياة عيسى نرى هذه المحبة بصورة عملية. وفي موته عنك وقيامته برهاناً لمحبة الله.
لكن ما حدث منذ 2000 سنة قد يبدو وكأنه بعيد. فنحن نؤخذ بمشاكل اليوم ذ الجوع، العنف، الجريمة، الحرب ذ ونتساءل هل الله يهتم حقاً. نحن في حاجة لأن نتقابل معه شخصياً لكي نتحقق بأنفسنا من محبته لنا.
لذلك جاء الروح القدوس لكي يتيح لك أن تتقابل مع الله شخصياً. وكما جاء عيسى ليعلن عن محبة الأب. فإن الروح القدوس قد جاء ليعلن عن محبة الأب والابن. فإن الروح القدوس سيسكب في حياتك محبة لا يمكن وصفها، وهو يبدأ في عمل هذا عند تجديدك. ولكن عندما تتغطس بالروح القدوس ستصبح أكثر إدراكاً وسعة لمحبة الله. وعلى مر السنين فإن حياتك تفيض دائماً بمحبة الله إذ تمتلئ مراراً وتكراراً بالروح القدوس.
لِأَنَّ اللهَ أَفَاضَ مَحَبَّتَهُ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُّوسِ الَّذِي أَعْطَاهُ لَنَا. (روما 5: 5).
المحبة ذات الخمسة اتجاهات تملأ حياتك:
1. محبة الله لك.
2. محبتك لله.
3. محبة المؤمنين الآخرين لك.
4. محبتك للمؤمنين الآخرين.
5. محبتك لكل شخص آخر.
إن الأشخاص الذين امتلأوا بالروح يصفون هذا الاختبار بالعبارات التالية:
”إنه غطاس محبة. فقد وجدت نفسي فجأة أفيض بمحبة فائقة نحو الله ونحو كلمته”.
”أعطاني الروح القدوس محبة جديدة لعائلتي ولأصدقائي وللمؤمنين الآخرين، وأكثر من هذا للأشخاص الذين كانوا أعداءً لي”.
”جعل الروح القدوس الجلجثة واضحة لي. امتلأ قلبي بالشكر والعرفان لله. فاضت فيّ محبة عظمى لله وتدفقت بالحمد والتسبيح له”.
”لقد اهتززت بتنهد عنيف عندما امتلأت بمحبة الله من أجل النفوس الضالة وصلى فيّ الروح القدوس لأجل نجاتهم”.
إن اختبار اليوم الحاضر للملء يتبع نمط الجماعة الأولى: “انظروا كيف يحبون بعضهم بعضاً!” أينما تذهب ستشعر بالامتنان من محبة الإخوة والأخوات المملوئين بالروح. ويمكنك أن تدخل إلى حياة أكثر بهجة، لم تحلم بها من قبل عندما تسمح للروح القدوس بأن يملأك بالمحبة.