مقالة

صديقك المعين

يحتاج الجميع إلى أصدقاء ويقدر الجميع هؤلاء الأصدقاء المميزين الموجودين دائمًا عندما تكون في أمس الحاجة إليهم. لكل منا صديق خاص في الروح القدس

لك صديق – الروح القدوس

تأملات

في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭ ‬يتحدث‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬وعمله‭. ‬لقد‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أنه‭ ‬شخص‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬تأثير‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬بالحياة‭ ‬الجديدة‭ ‬والقوة‭ ‬لآلاف‭ ‬من‭ ‬الكنائس‭ (‬جماعات‭ ‬المؤمنين‭)‬،‭ ‬من‭ ‬البروتستانت‭ ‬والكاثوليك‭ ‬والأرثوذكس‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬ويكتشف‭ ‬الملايين‭ ‬اليوم‭ ‬ما‭ ‬قصده‭ ‬المؤمنون‭ ‬الأوائل‭ ‬عندما‭ ‬كانوا‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ “‬امتلائهم‭ ‬بالروح‭”. ‬كتب‭ “‬روبرت‭ ‬سي‭. ‬كاننجهام‭” ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬البشارة‭ ‬الخمسينية‭ ‬يقول‭:‬

تعودنا‭ ‬أن‭ ‬نرنم‭ ‬بخشوع‭ ‬إحدى‭ ‬الترنيمات،‭ ‬وهي‭ ‬ترنيمة‭ “‬امتلئوا‭ ‬بالروح‭” (‬وفي‭ ‬العربية‭ ‬نحن‭ ‬نرنم‭ “‬يا‭ ‬إلهي‭ ‬يا‭ ‬إلهي‭ … ‬ملء‭ ‬روحك‭ ‬اشتياقي‭”). ‬فماذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تمتلئ‭ ‬بالروح؟‭ ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬يمتلئ‭ ‬الفرد‭ ‬بالخوف،‭ ‬أو‭ ‬بالحسد‭ ‬أو‭ ‬بالغضب‭! ‬أليس‭ ‬كذلك؟‭ ‬إنه‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬قوى‭ ‬الفرد‭ ‬العقلية‭ ‬قد‭ ‬سيطرت‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬الزوبعة‭ ‬العاطفية‭. ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬العاتية‭ ‬تدفعه‭ ‬للإتيان‭ ‬بأعمال‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الروح‭ ‬الذي‭ ‬سيطر‭ ‬عليه‭.‬

من‭ ‬هنا،‭ ‬يكمن‭ ‬مجد‭ ‬يوم‭ ‬الخمسين‭. ‬إن‭ ‬الله‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يحل‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬وأجساد‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬على‭ ‬القدر‭ ‬الذي‭ ‬يمتلئون‭ ‬فيه‭ ‬بحضوره‭. ‬فالروح‭ ‬الإلهي‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬جزء‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬ويضبط‭ ‬كل‭ ‬قوة‭ ‬ويستخدم‭ ‬كل‭ ‬طاقة‭ ‬كما‭ ‬يشاء‭ ‬ويرغب‭. ‬يأتي‭ ‬الله‭ ‬فجأة‭ ‬ويملأ‭ ‬بيته‭! ‬تمعن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭: ‬البشر‭ ‬يصبحون‭ ‬بيتاً‭ ‬لله‭! ‬ليتنا‭ ‬نتعلم‭ ‬ثانية‭ ‬المعجزة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينطق‭ ‬بها‭ ‬وهي‭ ‬معجزة‭ ‬الامتلاء‭ ‬بالروح‭ ‬أو‭ ‬الامتلاء‭ ‬بالله‭.‬

البشارة‭ ‬الخمسينية

14‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973

في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬ستدرس‭:‬

٪ الروح‭ ‬القدوس‭ ‬صديق‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص

٪ الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يعينك

٪ الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يعلمك‭ ‬ويرشدك

٪ الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يجعل‭ ‬الله‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬لك

٪ الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يملأ‭ ‬حياتك‭ ‬بالمحبة

‭ ‬

سأل‭ ‬أحدهم‭ ‬رجلاً‭ ‬عظيماً‭ ‬عن‭ ‬سر‭ ‬نجاحه‭. ‬فأجاب‭: “‬كان‭ ‬لي‭ ‬صديق‭”. ‬واستطرد‭ ‬قائلاً‭ ‬ومعرِّفاً‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬أنه‭ ‬بدون‭ ‬معونة‭ ‬هذا‭ ‬الصديق‭ ‬لفشلت‭ ‬حياته،‭ ‬فصديقه‭ ‬هذا‭ ‬ساعده،‭ ‬وشجعه،‭ ‬ووقف‭ ‬بجانبه‭. ‬أحبه،‭ ‬ووثق‭ ‬به،‭ ‬وجعل‭ ‬حياته‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭. ‬هل‭ ‬لك‭ ‬صديق‭ ‬كهذا؟‭! ‬أنت‭ ‬تحتاج‭ ‬لصديق‭ ‬مثله‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬المواصفات‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عليها‭ ‬صديقك؟‭ ‬قد‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬محباً‭ ‬لك،‭ ‬يهتم‭ ‬بك‭ ‬وبمشاكلك،‭ ‬ويشاركك‭ ‬سعادتك‭. ‬أو‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كامل‭ ‬الصراحة‭ ‬معك،‭ ‬فيقول‭ ‬لك‭ ‬الصدق‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬سيؤلمك،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أخطائك‭ ‬بعطف‭ ‬وحنان‭ ‬لكي‭ ‬يساعدك‭ ‬فتتقدم‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭.‬

ربما‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صديقك‭ ‬هذا‭ ‬أحكم‭ ‬وأقوى‭ ‬وأفضل‭ ‬منك‭. ‬حينئذ‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يعلمك‭ ‬ويساعدك‭ ‬يوماً‭ ‬فيوم‭. ‬يجيب‭ ‬على‭ ‬أسئلتك‭. ‬يساعدك‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬كل‭ ‬مشاكلك‭. ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬تقضيان‭ ‬الوقت‭ ‬معاً،‭ ‬بمقدار‭ ‬ما‭ ‬تماثله‭ ‬ذ‭ ‬فتصير‭ ‬أقوى‭ ‬وأحكم‭ ‬وأفضل‭ ‬مما‭ ‬أنت‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭. ‬

كان‭ ‬عيسى‭ ‬المسيح‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬بطرس‭ ‬ويعقوب‭ ‬ويوحنا‭ ‬والتلاميذ‭ ‬الآخرين‭. ‬كان‭ ‬صديقاً‭ ‬للمرضى‭ ‬فشفى‭ ‬أمراضهم‭. ‬كان‭ ‬صديقاً‭ ‬للخطاة،‭ ‬فغفر‭ ‬خطاياهم‭ ‬وأعطاهم‭ ‬حياة‭ ‬نقية‭ ‬طاهرة‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬صديقاً‭ ‬لجميع‭ ‬الذين‭ ‬رغبوا‭ ‬في‭ ‬صداقته‭: ‬أغنياء‭ ‬كانوا‭ ‬أم‭ ‬فقراء،‭ ‬خطاة‭ ‬أم‭ ‬صالحين،‭ ‬متعلمين‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬متعلمين‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جنس‭ ‬وأمة‭. ‬وأعطاهم‭ ‬محبة‭ ‬غنية‭ ‬وعميقة‭ ‬وغير‭ ‬أنانية‭ ‬لم‭ ‬يعرفوا‭ ‬لها‭ ‬مثيلاً‭ ‬ذ‭ ‬محبة‭ ‬الله‭. ‬علمهم‭ ‬الحق،‭ ‬وساعدهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مشاكلهم‭.‬

لكن‭ ‬عيسى‭ ‬كان‭ ‬محدوداً‭ ‬بجسم‭ ‬بشري‭. ‬كان‭ ‬يمكنه‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭. ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬أصدقائه‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجونه‭. ‬لذلك‭ ‬قال‭ ‬عيسى‭ ‬لتلاميذه‭ ‬بأنه‭ ‬سيعود‭ ‬إلى‭ ‬السماء‭ ‬ويرسل‭ ‬لهم‭ ‬صديقاً‭ ‬آخر،‭ “‬المعين‭” ‬الذي‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬جميعهم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭.‬

وَأَنَا‭ ‬أَطْلُبُ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْأَبِ،‭ ‬فَيُعْطِيكُمْ‭ ‬مُعِينًا‭ ‬آخَرَ‭ ‬يَبْقَى‭ ‬مَعَكُمْ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْأَبَدِ،‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬هُوَ‭ ‬رُوحُ‭ ‬الْحَقِّ،‭ ‬الَّذِي‭ ‬لَا‭ ‬يَقْبَلُهُ‭ ‬أَهْلُ‭ ‬الْعَالَمِ‭ ‬لِأَنَّهُمْ‭ ‬لَا‭ ‬يَرَوْنَهُ‭ ‬وَلَا‭ ‬يَعْرِفُونَهُ‭. ‬أَنْتُمْ‭ ‬تَعْرِفُونَهُ‭ ‬لِأَنَّهُ‭ ‬مَعَكُمْ،‭ ‬وَسَيَكُونُ‭ ‬فِيكُمْ‭.‬‭ (‬يوحنا‭ ‬14‭: ‬16‭-‬17‭).‬

هذا‭ ‬المعين‭ ‬الذي‭ ‬وعد‭ ‬به‭ ‬عيسى‭ ‬هو‭ ‬الروح‭ ‬القدوس،‭ ‬الأقنوم‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬الثالوث،‭ ‬إنه‭ ‬نظير‭ ‬الله‭ ‬الأب‭ ‬وعيسى‭ ‬المسيح‭ ‬الابن‭ ‬في‭ ‬طبيعته‭ ‬وقوته‭ ‬وغرضه‭. ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬السلطان،‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬جسد‭ ‬يحدّه‭ ‬بل‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭. ‬ولقد‭ ‬أرسل‭ ‬عيسى‭ ‬الروح‭ ‬القدوس،‭ ‬كما‭ ‬وعد‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬بالتمام،‭ ‬حتى‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يسكن‭ ‬في‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يقبلونه‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬ليعمل‭ ‬لأجلك‭ ‬ما‭ ‬عمله‭ ‬عيسى‭ ‬لأجل‭ ‬تلاميذه‭.‬

لَكِنِّي‭ ‬أَقُولُ‭ ‬لَكُمُ‭ ‬الْحَقَّ،‭ ‬إِنَّهُ‭ ‬خَيْرٌ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬أَنْ‭ ‬أَذْهَبَ،‭ ‬لِأَنِّي‭ ‬إِنْ‭ ‬كُنْتُ‭ ‬لَا‭ ‬أَذْهَبُ‭ ‬لَا‭ ‬يَجِيءُ‭ ‬إِلَيْكُمُ‭ ‬الْمُعِينُ،‭ ‬أَمَّا‭ ‬إِنْ‭ ‬ذَهَبْتُ‭ ‬فَإِنِّي‭ ‬أُرْسِلُهُ‭ ‬لَكُمْ‭.‬‭ (‬يوحنا‭ ‬16‭: ‬7‭).‬

هل‭ ‬تشعر‭ ‬أحياناً‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أحد‭ ‬يفهمك‭ ‬أو‭ ‬يهتم‭ ‬بمشاكلك؟‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يهتم‭ ‬بها‭! ‬هو‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬تماماً‭. ‬وهو‭ ‬يحبك‭ ‬كثيراً‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬أرسل‭ ‬روحه‭ ‬القدوس‭ ‬ليكون‭ ‬معينك‭ ‬وصديقك‭ ‬الخاص‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنهاج‭ ‬ستدرس‭ ‬عن‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬الروح‭ ‬القدوس،‭ ‬وما‭ ‬عمل‭ ‬للمؤمنين‭ ‬الأوائل‭ ‬وبما‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك‭. ‬ومتى‭ ‬كان‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬صديقك‭ ‬فلن‭ ‬تشعر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بأنك‭ ‬وحيد‭ ‬أو‭ ‬عاجز‭ ‬بلا‭ ‬معين‭.‬

الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يعينك

وعد‭ ‬عيسى‭ ‬بأن‭ ‬يرسل‭ ‬معيناً‭ ‬آخر‭. ‬والكلمة‭ ‬التي‭ ‬استخدمها‭ ‬في‭ ‬اليونانية‭ ‬كانت‭ “‬باراقليط‭” ‬Paraclete‭ ‬التي‭ ‬ترجمت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ “‬معزي‭”. ‬وهي‭ ‬تعني‭ “‬شخص‭ ‬يأتي‭ ‬إلى‭ ‬جانبنا‭ ‬ليقدم‭ ‬المعونة‭”. ‬وتظهر‭ ‬الألقاب‭ ‬الأخرى‭ ‬لكلمة‭ “‬باراقليط‭” ‬ماهية‭ ‬قوته‭ ‬ومسؤوليته‭ ‬وكيف‭ ‬سيساعدك‭. ‬فقد‭ ‬دعي‭ ‬روح‭ ‬الحياة،‭ ‬الروح‭ ‬القدوس،‭ ‬روح‭ ‬الحق،‭ ‬روح‭ ‬الحكمة،‭ ‬روح‭ ‬المسيح،‭ ‬وروح‭ ‬الله‭. ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬مشكلتك،‭ ‬فمعينك‭ ‬عنده‭ ‬حل‭.‬

روح‭ ‬الحياة

هل‭ ‬أنت‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬شفاء‭ ‬لجسدك؟‭ ‬في‭ ‬نواحي‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬يشفى‭ ‬المرض‭ ‬بطرق‭ ‬معجزية‭ ‬نتيجة‭ ‬لاستجابة‭ ‬الصلاة‭. ‬فالآذان‭ ‬الصماء‭ ‬تسمع،‭ ‬والعيون‭ ‬العمياء‭ ‬تبصر‭. ‬والمشلولون‭ ‬يلقون‭ ‬بعكاكيزهم‭ ‬جانباً‭ ‬ويمشون‭ ‬بقوة‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭. ‬إنه‭ ‬روح‭ ‬الحياة،‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬حياة‭ ‬لكل‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭. ‬فلقد‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬المسيح‭ ‬ليشفي‭ ‬المرضى‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يعمل‭ ‬نفس‭ ‬العمل‭.‬

في‭ ‬الدرس‭ ‬الثاني‭ ‬ستعرف‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬روح‭ ‬الحياة‭ ‬يعطيك‭ ‬حياة‭ ‬وصحة‭ ‬للجسد‭ ‬والنفس‭ ‬معاً‭ ‬ذ‭ ‬حياة‭ ‬الرضى‭ ‬والسعادة‭ ‬والفرح‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وحياة‭ ‬مجيدة‭ ‬مباركة‭ ‬أبدية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الآتي‭. ‬ولكن‭ ‬لكي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالحياة‭ ‬التي‭ ‬يعطيها‭ ‬الروح،‭ ‬ينبغي‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬يقودك

لِأَنَّ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬يَعِيشُونَ‭ ‬حَسَبَ‭ ‬طَبِيعَتِهِمُ‭ ‬الدُّنْيَوِيَّةِ،‭ ‬تَـكُونُ‭ ‬أَفْكَارُهُمْ‭ ‬دُنْيَوِيَّةً‭. ‬وَالَّذِينَ‭ ‬يَعِيشُونَ‭ ‬حَسَبَ‭ ‬رُوحِ‭ ‬اللهِ،‭ ‬تَكُونُ‭ ‬أَفْكَارُهُمْ‭ ‬رُوحِيَّةً‭. ‬فَإِذَا‭ ‬كَانَ‭ ‬فِكْرُكَ‭ ‬دُنْيَوِيًّا‭ ‬تَمُوتُ‭. ‬وَإِذَا‭ ‬كَانَ‭ ‬فِكْرُكَ‭ ‬رُوحِيًّا،‭ ‬تَحْيَا‭ ‬وَتَكُونُ‭ ‬فِي‭ ‬سَلَامٍ‭. ‬‭(‬روما‭ ‬8‭: ‬5‭-‬6‭).‬

الروح‭ ‬القدوس

هل‭ ‬تجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تحيا‭ ‬الحياة‭ ‬الصحيحة‭ ‬السليمة؟‭ ‬هل‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مؤمناً‭ ‬أفضل؟‭ ‬إن‭ ‬معينك‭ ‬هو‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬أو‭ ‬روح‭ ‬القداسة‭. ‬القداسة‭ ‬تعني‭ “‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬الخطيئة‭ ‬والاتصال‭ ‬بالله‭”. ‬إن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يرينا‭ ‬بشاعة‭ ‬ذنوبنا‭ ‬ويساعدنا‭ ‬على‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭. ‬وعندما‭ ‬نسمح‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬يتخذ‭ ‬طريقه‭ ‬فينا‭ ‬فإنه‭ ‬يقودنا‭ ‬لحياة‭ ‬أكثر‭ ‬قرباً‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬ويبعدنا‭ ‬عن‭ ‬الخطايا‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬الكبرياء‭ ‬والأنانية‭ ‬والعناد‭ ‬والطبع‭ ‬الحاد،‭ ‬التعصب‭ ‬والكراهية‭ ‬والسخط‭ ‬والكسل‭ ‬والشفقة‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬والتعدي‭ ‬والطمع‭ ‬والأفكار‭ ‬أو‭ ‬الأفعال‭ ‬اللاأخلاقية‭.‬

ربما‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معونة‭ ‬لكي‭ ‬تتخلص‭ ‬من‭ ‬عادة‭ ‬سيئة‭. ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬مسيحياً‭ ‬مؤمناً‭ ‬فإن‭ ‬جسدك‭ ‬هو‭ ‬بيت‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭. ‬وهو‭ ‬يساعدك‭ ‬لتتخلص‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬عادة‭ ‬تضر‭ ‬جسدك‭. ‬إن‭ ‬آلافاً‭ ‬من‭ ‬مدمني‭ ‬المخدرات‭ ‬تحرروا‭ ‬بقوة‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭. ‬لقد‭ ‬استطاع‭ ‬علم‭ ‬الطب‭ ‬والأخصائيون‭ ‬الاجتماعيون‭ ‬أن‭ ‬يعطوهم‭ ‬فقط‭ ‬حلاً‭ ‬مؤقتاً‭. ‬وهي‭ ‬محاولة‭ ‬أخيرة‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬وبعد‭ ‬يأس‭ ‬شديد‭ ‬تحولوا‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬طلباً‭ ‬للمعونة‭. ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬قبولهم‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭ ‬منجياً‭ ‬لهم،‭ ‬طلبوا‭ ‬أن‭ ‬يملأهم‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬وأن‭ ‬يعطيهم‭ ‬القوة‭ ‬لكي‭ ‬يحيوا‭ ‬للمسيح‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬ملأهم‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬انقطعوا‭ ‬عن‭ ‬عادة‭ ‬المخدرات‭. ‬وامتلأوا‭ ‬بمحبة‭ ‬الله‭ ‬وبالرغبة‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخرين‭. ‬كثيرون‭ ‬منهم‭ ‬الآن‭ ‬يبشرون‭ ‬بالإنجيل‭. ‬حياتهم‭ ‬نقية‭ ‬وطاهرة‭ ‬لأن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬ساكن‭ ‬فيهم‭.‬

الَّذِينَ‭ ‬اخْتَارَهُمُ‭ ‬اللهُ‭ ‬الْأَبُ‭ ‬حَسَبَ‭ ‬عِلْمِهِ‭ ‬السَّابِقِ،‭ ‬وَخَصَّصَهُمْ‭ ‬لَهُ‭ ‬بِرُوحِهِ‭ ‬لِكَيْ‭ ‬يُطِيعُوا‭ ‬عِيسَـى‭ ‬الْمَسِيحَ‭.‬‭ (‬1بطرس‭ ‬1‭: ‬2‭). ‬

الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يعلمك‭ ‬ويرشدك

روح‭ ‬الحق

كما‭ ‬علم‭ ‬المسيح‭ ‬عيسى‭ ‬تلاميذه‭ ‬الحق‭ ‬وأجاب‭ ‬على‭ ‬أسئلتهم‭ ‬هكذا‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬سيعلمك‭ ‬أيضاً‭. ‬هو‭ ‬سيجيب‭ ‬على‭ ‬أسئلتك‭ ‬عن‭ ‬الله،‭ ‬وسيريك‭ ‬قصد‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬حياتك،‭ ‬وسيساعدك‭ ‬لتفهم‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬والأشياء‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عسيرة‭ ‬الفهم‭ ‬ستصير‭ ‬فجأة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭. ‬قال‭ ‬عيسى‭:‬

لَكِنْ‭ ‬عِنْدَمَا‭ ‬يَجِيءُ‭ ‬رُوحُ‭ ‬الْحَقِّ‭ ‬يُرْشِدُكُمْ‭ ‬إِلَى‭ ‬كُلِّ‭ ‬الْحَقِّ‭ (‬يوحنا‭ ‬16‭: ‬13‭).‬

قبل‭ ‬بعض‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬كليات‭ ‬اللاهوت‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬مؤخراً‭. ‬وفجأة‭ ‬صارت‭ ‬لهم‭ “‬الحقائق‭ ‬الكتابية‭” ‬واضحة‭ ‬حية‭. ‬ولقد‭ ‬اندهش‭ ‬أساتذتهم‭ ‬من‭ ‬فهمهم‭ ‬الجديد‭ ‬للأمور‭ ‬الروحية‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬عندما‭ ‬يجيء‭ ‬روح‭ ‬الحق‭.‬

روح‭ ‬الحكمة

هل‭ ‬أنت‭ ‬متحير‭ ‬فيما‭ ‬يجب‭ ‬عمله‭ ‬أو‭ ‬كيف‭ ‬تحل‭ ‬مشاكلك؟‭ ‬لقد‭ ‬جاء‭ ‬روح‭ ‬الحكمة‭ ‬ليساعدك‭. ‬فهو‭ ‬سيقودك‭ ‬ويريك‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الأفضل‭ ‬لك‭. ‬ستتعرف‭ ‬في‭ ‬الدرس‭ ‬الرابع‭ ‬على‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬سيفعل‭ ‬بها‭ ‬هذا‭.‬

هل‭ ‬تريد‭ ‬حكمة‭ ‬لكي‭ ‬تخدم‭ ‬الله؟‭ ‬ستجد‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الأعمال‭ ‬أن‭  ‬المدبرين‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬ممتلئين‭ ‬بالروح‭ ‬القدوس‭ ‬لكي‭ ‬يتمموا‭ ‬خدمتهم‭ ‬كما‭ ‬يجب‭. ‬ربما‭ ‬أنت‭ ‬تعلّم‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬الأحد،‭ ‬أو‭ ‬تقوم‭ ‬بالتبشير‭ ‬الفردي‭ ‬أو‭ ‬بخدمة‭ ‬الوعظ‭. ‬إن‭ ‬روح‭ ‬الحكمة‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يملأك‭ ‬ويساعدك‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬المؤمنين‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الكنيسة‭ (‬الجماعة‭) ‬الأولى‭.‬

وَلَكِنَّهُمْ‭ ‬لَمْ‭ ‬يَقْدِرُوا‭ ‬أَنْ‭ ‬يَغْلِبُوهُ‭ ‬بِسَبَبِ‭ ‬الْحِكْمَةِ‭ ‬الَّتِي‭ ‬أَعْطَاهَا‭ ‬لَهُ‭ ‬الرُّوحُ‭ ‬الْقُدُّوسُ‭ ‬فِي‭ ‬الْكَلَامِ‭.‬‭ (‬أعمال‭ ‬6‭: ‬10‭).‬

الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يجعل‭ ‬الله‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬لك

روح‭ ‬الله

هل‭ ‬يبدو‭ ‬الله‭ ‬حقيقي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك؟‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬الحاكم‭ ‬المتعالي‭ ‬والبعيد‭ ‬الذي‭ ‬تدعوه‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الضيقات‭ ‬العظمى؟‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬الأب‭ ‬السماوي‭ ‬المحب‭ ‬الذي‭ ‬يهتم‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتك؟‭ ‬هل‭ ‬صلواتك‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬كلمات‭ ‬قليلة‭ ‬تقدمها‭ ‬بدافع‭ ‬الإحساس‭ ‬بالواجب؟‭ ‬أم‭ ‬هي‭ ‬محادثة‭ ‬صريحة‭ ‬مع‭ ‬أبيك؟‭ ‬لقد‭ ‬جاء‭ ‬روح‭ ‬الله‭ ‬ليساعدك‭ ‬لتعرف‭ ‬الله‭ ‬بصورة‭ ‬أفضل‭.‬

لَكِنَّهُ‭ ‬كَشَفَهَا‭ ‬لَنَا‭ ‬نَحْنُ‭ ‬بِرُوحِهِ‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬رُوحَ‭ ‬اللهِ‭ ‬يَفْحَصُ‭ ‬كُلَّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬حَتَّى‭ ‬أَعْمَاقَ‭ ‬اللهِ‭ … ‬رُوحُ‭ ‬اللهِ‭ ‬وَحْدَهُ‭ ‬هُوَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يَعْرِفُ‭ ‬فِكْرَ‭ ‬اللهِ‭. ‬وَنَحْنُ‭ ‬لَمْ‭ ‬نَحْصُلْ‭ ‬عَلَى‭ ‬رُوحِ‭ ‬هَذَا‭ ‬الْعَالَمِ،‭ ‬بَلِ‭ ‬الرُّوحِ‭ ‬الَّذِي‭ ‬مِنَ‭ ‬اللهِ،‭ ‬لِكَيْ‭ ‬نَعْرِفَ‭ ‬الْأُمُورَ‭ ‬الَّتِي‭ ‬أَنْعَمَ‭ ‬بِهَا‭ ‬اللهُ‭ ‬عَلَيْنَا‭.‬‭ (‬1كورنتوس‭ ‬2‭: ‬10‭-‬12‭).‬

إن‭ ‬معلمك‭ ‬سيصلي‭ ‬لأجلك‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬بولس‭ ‬عندما‭ ‬صلى‭ ‬للمؤمنين‭ ‬في‭ ‬أفاسس‭:‬

لَا‭ ‬أَتَوَقَّفُ‭ ‬عَنْ‭ ‬تَقْدِيمِ‭ ‬الشُّكْرِ‭ ‬للهِ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِكُمْ‭. ‬وَإِنِّي‭ ‬أَذْكُرُكُمْ‭ ‬فِي‭ ‬صَلَاتِي،‭ ‬وَأَسْأَلُ‭ ‬أَبَانَا‭ ‬صَاحِبَ‭ ‬الْجَلَالَةِ،‭ ‬إِلَهَ‭ ‬سَيِّدِنَا‭ ‬عِيسَى‭ ‬الْمَسِيحِ،‭ ‬أَنْ‭ ‬يُعْطِيَكُمْ‭ ‬رُوحَ‭ ‬الْحِكْمَةِ‭ ‬وَالِاسْتِنَارَةِ‭ ‬لِكَيْ‭ ‬تَعْرِفُوهُ‭ ‬مَعْرِفَةً‭ ‬كَامِلَةً‭. ‬وَأَسْأَلُهُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَفْتَحَ‭ ‬عُقُولَكُمْ‭ ‬وَيُنِيرَهَا،‭ ‬لِكَيْ‭ ‬تَعْرِفُوا‭ ‬الرَّجَاءَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬دَعَاكُمْ‭ ‬لَهُ،‭ ‬وَالْبَرَكَاتِ‭ ‬الْوَفِيرَةَ‭ ‬الْمَجِيدَةَ‭ ‬الَّتِي‭ ‬جَعَلَهَا‭ ‬مِنْ‭ ‬نَصِيبِ‭ ‬عَبِيدِهِ‭ ‬الصَّالِحِينَ،‭ ‬وَقُوَّتَهُ‭ ‬الْعَظِيمَةَ‭ ‬الْفَائِقَةَ‭ ‬الَّتِي‭ ‬لَنَا‭ ‬نَحْنُ‭ ‬الْمُؤْمِنِينَ‭. ‬وَهِيَ‭ ‬نَفْسُهَا‭ ‬قُدْرَتُهُ‭ ‬الْهَائِلَةُ‭.‬‭ (‬أفاسس‭ ‬1‭: ‬16‭-‬19‭).‬

روح‭ ‬المسيح

إن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬روح‭ ‬المسيح‭ ‬جعل‭ ‬عيسى‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬لك‭ ‬عندما‭ ‬نجّاك‭. ‬لقد‭ ‬جعلك‭ ‬تعرف‭ ‬بأن‭ ‬عيسى‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬نبي‭ ‬عظيم‭ ‬عاش‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭. ‬فهو‭ ‬قدَّمك‭ ‬شخصياً‭ ‬لعيسى‭ ‬المسيح‭ ‬ابن‭ ‬الله‭ ‬وساعدك‭ ‬لتقبله‭ ‬منجياً‭ ‬وسيداً‭ ‬وملكاً‭ ‬لك‭. ‬لقد‭ ‬ضمك‭ ‬للمسيح‭ ‬وجعلك‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬جسده‭: ‬أُمته‭. ‬هذا‭ ‬الاتحاد‭ ‬صار‭ ‬حقيقة‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬المسيح‭ ‬يحيا‭ ‬فيك‭ ‬بروحه‭.‬

وَإِنْ‭ ‬كَانَ‭ ‬وَاحِدٌ‭ ‬لَيْسَ‭ ‬فِيهِ‭ ‬رُوحُ‭ ‬الْمَسِيحِ،‭ ‬فَهُوَ‭ ‬لَا‭ ‬يَنْتَمِي‭ ‬لِلْمَسِيحِ‭.‬‭ (‬روما‭ ‬8‭: ‬9‭).‬

كان‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬مع‭ ‬التلاميذ‭ ‬قبل‭ ‬يوم‭ ‬الخمسين،‭ ‬لكن‭ ‬عيسى‭ ‬وعد‭ ‬بأنه‭ ‬سيأتي‭ ‬بطريقة‭ ‬جديدة‭ ‬ويملأهم‭. ‬وهو‭ ‬نفسه‭ ‬سيغطسهم‭ ‬في‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭. ‬وحين‭ ‬غطسهم،‭ ‬علمهم‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬تعليماً‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬المسيح‭ ‬وأعطاهم‭ ‬قوة‭ ‬وسلطاناً‭ ‬ليخبروا‭ ‬الآخرين‭ ‬عنه‭.‬

وبنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬اليوم،‭ ‬جميع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ولدوا‭ ‬ثانية‭ ‬لهم‭ ‬روح‭ ‬المسيح‭. ‬لكن‭ ‬عيسى‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يغطسهم‭ ‬بروحه‭ ‬حتى‭ ‬يكونوا‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬وفاعلية‭ ‬في‭ ‬شهادتهم‭. ‬ستدرس‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭.‬

وَمَتَى‭ ‬جَاءَ‭ ‬الْمُعِينُ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أُرْسِلُهُ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬عِنْدِ‭ ‬الْأَبِ،‭ ‬رُوحُ‭ ‬الْحَقِّ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يَأْتِي‭ ‬مِنَ‭ ‬الْأَبِ،‭ ‬هُوَ‭ ‬يَشْهَدُ‭ ‬لِي‭. ‬وَهُوَ‭ ‬سَيُمَجِّدُنِي،‭ ‬لِأَنَّ‭ ‬مَا‭ ‬يُخْبِرُكُمْ‭ ‬بِهِ‭ ‬هُوَ‭ ‬مِنْ‭ ‬عِنْدِي‭.‬‭ (‬يوحنا‭ ‬15‭: ‬26؛‭ ‬16‭: ‬14‭).‬

الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يملأ‭ ‬حياتك‭ ‬بالمحبة

إن‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬عالمنا‭ ‬اليوم‭ ‬بشكل‭ ‬مُلِح‭ ‬هو‭ ‬المحبة‭ ‬غير‭ ‬الأنانية‭. ‬المحبة‭ ‬التي‭ ‬يعطيها‭ ‬الله‭ ‬وحده‭. ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يستخدمك‭ ‬لكي‭ ‬تسد‭ ‬هذا‭ ‬الاحتياج‭ ‬إذا‭ ‬سمحت‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭ ‬أن‭ ‬يملأك‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المحبة‭.‬

في‭ ‬أزمنة‭ ‬العهد‭ ‬القديم،‭ ‬تحدث‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬الأنبياء‭ ‬وبيّن‭ ‬لهم‭ ‬محبته‭. ‬وهم‭ ‬بدورهم‭ ‬أخبروا‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المحبة‭. ‬لكن‭ ‬كثيرين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬ظلوا‭ ‬يعتقدون‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬قاضياً‭ ‬صارماً‭ ‬متحفزاً‭ ‬لأن‭ ‬يعاقبهم‭ ‬على‭ ‬خطاياهم‭. ‬ولم‭ ‬يفهموا‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬ينجيهم‭ ‬من‭ ‬الخطيئة‭ ‬ويصير‭ ‬أباً‭ ‬لهم‭.‬

أخيراً‭ ‬أرسل‭ ‬الله‭ ‬ابنه‭ ‬عيسى‭ ‬المسيح‭ ‬ليعيش‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬ويريهم‭ ‬حقيقة‭ ‬الله‭. ‬ففي‭ ‬تعاليم‭ ‬عيسى‭ ‬نتعرف‭ ‬على‭ ‬محبة‭ ‬الله‭ ‬الفائقة‭ ‬نحو‭ ‬بني‭ ‬البشر‭. ‬وفي‭ ‬حياة‭ ‬عيسى‭ ‬نرى‭ ‬هذه‭ ‬المحبة‭ ‬بصورة‭ ‬عملية‭. ‬وفي‭ ‬موته‭ ‬عنك‭ ‬وقيامته‭ ‬برهاناً‭ ‬لمحبة‭ ‬الله‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬منذ‭ ‬2000‭ ‬سنة‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنه‭ ‬بعيد‭. ‬فنحن‭ ‬نؤخذ‭ ‬بمشاكل‭ ‬اليوم‭ ‬ذ‭ ‬الجوع،‭ ‬العنف،‭ ‬الجريمة،‭ ‬الحرب‭ ‬ذ‭ ‬ونتساءل‭ ‬هل‭ ‬الله‭ ‬يهتم‭ ‬حقاً‭. ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لأن‭ ‬نتقابل‭ ‬معه‭ ‬شخصياً‭ ‬لكي‭ ‬نتحقق‭ ‬بأنفسنا‭ ‬من‭ ‬محبته‭ ‬لنا‭.‬

لذلك‭ ‬جاء‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬لكي‭ ‬يتيح‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تتقابل‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬شخصياً‭. ‬وكما‭ ‬جاء‭ ‬عيسى‭ ‬ليعلن‭ ‬عن‭ ‬محبة‭ ‬الأب‭. ‬فإن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬ليعلن‭ ‬عن‭ ‬محبة‭ ‬الأب‭ ‬والابن‭. ‬فإن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬سيسكب‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬محبة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها،‭ ‬وهو‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬هذا‭ ‬عند‭ ‬تجديدك‭. ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬تتغطس‭ ‬بالروح‭ ‬القدوس‭ ‬ستصبح‭ ‬أكثر‭ ‬إدراكاً‭ ‬وسعة‭ ‬لمحبة‭ ‬الله‭. ‬وعلى‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬فإن‭ ‬حياتك‭ ‬تفيض‭ ‬دائماً‭ ‬بمحبة‭ ‬الله‭ ‬إذ‭ ‬تمتلئ‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬بالروح‭ ‬القدوس‭.‬

لِأَنَّ‭ ‬اللهَ‭ ‬أَفَاضَ‭ ‬مَحَبَّتَهُ‭ ‬فِي‭ ‬قُلُوبِنَا‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬الْقُدُّوسِ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَعْطَاهُ‭ ‬لَنَا‭.‬‭ (‬روما‭ ‬5‭: ‬5‭).‬

المحبة‭ ‬ذات‭ ‬الخمسة‭ ‬اتجاهات‭ ‬تملأ‭ ‬حياتك‭:‬

1‭.‬ محبة‭ ‬الله‭ ‬لك‭.‬

2‭.‬ محبتك‭ ‬لله‭.‬

3‭.‬ محبة‭ ‬المؤمنين‭ ‬الآخرين‭ ‬لك‭.‬

4‭.‬ محبتك‭ ‬للمؤمنين‭ ‬الآخرين‭.‬

5‭.‬ محبتك‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭.‬

إن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬امتلأوا‭ ‬بالروح‭ ‬يصفون‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار‭ ‬بالعبارات‭ ‬التالية‭:‬

‭”‬إنه‭ ‬غطاس‭ ‬محبة‭. ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬فجأة‭ ‬أفيض‭ ‬بمحبة‭ ‬فائقة‭ ‬نحو‭ ‬الله‭ ‬ونحو‭ ‬كلمته‭”.‬

‭”‬أعطاني‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬محبة‭ ‬جديدة‭ ‬لعائلتي‭ ‬ولأصدقائي‭ ‬وللمؤمنين‭ ‬الآخرين،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬أعداءً‭ ‬لي‭”.‬

‭”‬جعل‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬الجلجثة‭ ‬واضحة‭ ‬لي‭. ‬امتلأ‭ ‬قلبي‭ ‬بالشكر‭ ‬والعرفان‭ ‬لله‭. ‬فاضت‭ ‬فيّ‭ ‬محبة‭ ‬عظمى‭ ‬لله‭ ‬وتدفقت‭ ‬بالحمد‭ ‬والتسبيح‭ ‬له‭”.‬

‭”‬لقد‭ ‬اهتززت‭ ‬بتنهد‭ ‬عنيف‭ ‬عندما‭ ‬امتلأت‭ ‬بمحبة‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النفوس‭ ‬الضالة‭ ‬وصلى‭ ‬فيّ‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬لأجل‭ ‬نجاتهم‭”.‬

إن‭ ‬اختبار‭ ‬اليوم‭ ‬الحاضر‭ ‬للملء‭ ‬يتبع‭ ‬نمط‭ ‬الجماعة‭ ‬الأولى‭: “‬انظروا‭ ‬كيف‭ ‬يحبون‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضاً‭!” ‬أينما‭ ‬تذهب‭ ‬ستشعر‭ ‬بالامتنان‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬الإخوة‭ ‬والأخوات‭ ‬المملوئين‭ ‬بالروح‭. ‬ويمكنك‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬إلى‭ ‬حياة‭ ‬أكثر‭ ‬بهجة،‭ ‬لم‭ ‬تحلم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عندما‭ ‬تسمح‭ ‬للروح‭ ‬القدوس‭ ‬بأن‭ ‬يملأك‭ ‬بالمحبة‭.‬

الدرس التالي