الروح القدوس يعطيك حياة
تأملات
لقد جاء الروح القدوس لكي يمكننا من أن نفكر أفكار الله. إن أفكارنا الطبيعية تتمركز في ذواتنا، أما الخطة الإلهية فتدعو إلى عطاء النفس. نحن نفكر في أنفسنا، أما الله فيفكر في الآخرين. لذلك لا بد من حدوث شيء يجعل أفكار الإنسان تستقيم مع أفكار الله. والروح القدوس هو الذي ينجز ويحقق هذا القصد عند حلوله.
جاء الروح القدوس لكي يمكننا من أن نشترك في عواطف الله. وإحدى هذه العواطف هي المحبة. ليس من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالشفقة نحو الخطاة، ولا أن يضحي بجهده ووقته، ليبكي ويصلي لأجل الساقطين. فقط روح الله هو الذي يستطيع أن يضع هذه المحبة فينا.
جاء الروح القدوس لكي يمكننا من أن نصلي الصلاة التي يطلبها الله، نصلي في شدة قوته لأجل الأشياء التي يريدنا أن نحصل عليها. لسنا نعلم ما نطلب، ولا قدرة لنا لأن نقدم ذواتنا لله. لذلك فالروح يعين ضعفاتنا. وهنا جانب هام جداً للتكلم بلغات. إن يهوذا يحثنا أن نبني أنفسنا على الإيمان النقي “صلوا بالروح القدوس”. يا له من امتياز مبارك لنا أن نصل إلى ما هو أبعد من الفهم البشري “فنصلي بالروح القدوس”. لندخل إلى المقدس الداخلي في شركة حية مع الله في التشفع.
وأخيراً جاء الروح القدوس ليمكننا لأن نعمل عمل الله. إن الطريقة التي يستخدمها الله والتي أعلنت لنا هي “لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي يقول الله القدير.”
عن مجلة الباراقليط “لماذا جاء الروح”
شتاء 1970 بقلم ملفين ل. هودجز.
في هذا الدرس ستدرس:
٪ حياة وصحة لجسدك
٪ حياة وصحة لروحك
٪ حياة ذات هدف
حياة من روح الحياة
لقد قبلت من الروح القدوس شيئاً، وهناك لقبان من ألقاب الروح القدوس هما: روح الله وروح الحياة. لقد اشترك الروح جنباً إلى جنب مع الله الأب ومولانا عيسى المسيح، في خلق العالم. لقد جاء روح الحياة بالحياة لهذه الأرض. إن قوة إعطائه الحياة هي نفس القوة التي تجعل قوانين الطبيعة تؤدي وظائفها. لقد عمل صديقك (روح الحياة) عن طريق قوانين الطبيعة فأجرى معجزة الحياة والميلاد التي جاءت بك إلى العالم.
رُوحُ اللهِ صَنَعَنِي، وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي (أيوب 33: 4).
صحة من روح الحياة
من يستطيع أن يعطيك قوة حينما تكون ضعيفاً؟ أو صحة فياضة حينما تكون مريضاً؟ من يستطيع أن يحميك من السموم الموجودة في بيئتك والأمراض التي قد تتعرض لها؟ من يستطيع أن يعطيك سلاماً وسروراً عند توتر الأعصاب في مشاكلك اليومية؟ من يستطيع أن يكسر سلطان إدمان المخدرات أو الخمور؟ من يستطيع أن يجعل الأصم يسمع والأعمى يبصر، والمشلول يمشي ثانية؟ من يستطيع أن يشفي من السرطان والبرص وأمراض القلب وكل مرض آخر على الأرض؟ من يستطيع حتى أن يعيد الموتى إلى الحياة مرة أخرى؟ صديقك، روح الحياة! الذي صنع أجسادنا هو الذي يعرف كيف يعيدها صحيحة ثانية.
إن الروح يعمل بطرق مختلفة للشفاء. كثيرون نالوا الشفاء حين قبلوا عيسى منجياً لهم، آخرون عندما تغطسوا في غطاس الماء أو الروح القدوس، وكثيرون عندما صلى لأجلهم آخرون بالتدريج. البعض شفوا وهم يقرأون الكتاب المقدس. وآخرون أثناء اشتراكهم في مائدة المسيح، أو أثناء جلوسهم في إحدى خدمات الكنيسة (جماعة المؤمنين)، أو أثناء الصلاة أو أثناء تأدية أعمالهم. وإذ يصلي أبناء الله ويؤمنون، فإن روح الحياة يسكب حياته وقوته على ذلك الشخص الذي ترفع الصلاة لأجله.
إن روح الحياة يأتي بصحة للذهن والأعصاب كما يأتي بها للجسد أيضاً. وهو ينقذ الناس من الضيق والخوف وكل أنواع الأمراض العقلية والنفسية. وهو أيضاً يحرر الناس من سلطة إبليس بالتمام كما فعل عيسى عندما كان هنا على الأرض.
لقد عمل الروح القدوس في المسيح عيسى لكي يأتي بالشفاء والصحة لجميع الذين احتاجوا لذلك.
كَيْفَ أَنَّ اللهَ مَسَحَ عِيسَـى النَّاصِرِيَّ بِالرُّوحِ الْقُدُّوسِ وَالْقُوَّةِ، فَكَانَ يَجُولُ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَعْمَلُ الْخَيْرَ وَيَشْفِي كُلَّ الَّذِينَ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لِأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ. (أعمال 10: 38).
بعد أن رجع عيسى إلى السماء، أرسل الروح القدوس ليأخذ مكانه، فملأ الروح القدوس المؤمنين واستمر يعمل عن طريقهم نفس المعجزات التي سبق فعملها عن طريق عيسى.
وَتَمَّتْ بِوَاسِطَةِ الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ بَيْنَ الشَّعْبِ … وَكَانَتْ جَمَاعَاتٌ مِنْ أَهَالِي الْبِلَادِ الْمُجَاوِرَةِ لِلْقُدْسِ تَأْتِي بِالْمَرْضَى وَالْمُعَذَّبِينَ بِالْأَرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ، وَكَانُوا كُلُّهُمْ يَنَالُونَ الشِّفَاءَ. (أعمال 5: 12، 16).
لقد أعطى الروح القدوس المؤمنين الأوائل المواهب الفائقة للطبيعة (Charisma) التي كانوا يحتاجونها لكي يقوموا بالعمل الذي كان قد بدأه عيسى. تسع من هذه المواهب ذُكرت في (1كورنتوس 12). ثلاثة منها هي مواهب الإيمان والشفاء وعمل المعجزات.
وَكُلُّ وَاحِدٍ يَنَالُ مَوْهِبَةً تُبَيِّنُ أَنَّ الرُّوحَ مَوْجُودٌ فِيهِ لِلْمَنْفَعَةِ الْعَامَّةِ … وَآخَرُ يُعْطِيهِ إِيمَانًا بِالرُّوحِ نَفْسِهِ، وَآخَرُ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ بِهَذَا الرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَآخَرُ يُعْطِيهِ الْقُوَّةَ لِعَمَلِ الْمُعْجِزَاتِ … (1كورنتوس 12: 7-10).
كثيرون من المؤمنين اليوم يدركون أن ما عمله الروح القدوس لجماعة المؤمنين في أيامها الأولى في كتاب الأعمال هو نفس النمط الإلهي لأُمتهِ (لكنيسته) اليوم. فيطلبون من عيسى أن يملأهم بالروح القدوس وهو يفعل ذلك. ويطلبون من الروح القدوس أن يظهر مواهبه فيهم وهو يفعل ذلك أيضاً. ونتيجة لهذا يحصل الكثيرون على الشفاء بقوة الروح القدوس استجابة للصلاة.
يعطينا يعقوب الرسول الوصفة الطبية للحصول على الدواء: علينا أن نطلب من شيوخ جماعة المؤمنين أن يصلوا لأجلنا ذ وهؤلاء يمكن أن يكونوا الراعي أو المبشر أو المدبر. وفي الكتاب المقدس الزيت هو رمز يمثل الروح القدوس. وكان الناس يمسحون بالزيت ليظهروا أنهم ملك الله وأنهم يثقون في روحه ليعمل فيهم. إن الزيت لا يشفي، أما الروح هو الذي يشفي.
هَلْ فِيكُمْ وَاحِدٌ مَرِيضٌ؟ فَيَجِبُ أَنْ يَسْـتَدْعِيَ شُـيُوخَ الْجَمَاعَةِ، وَيَدْعُوا اللهَ مِنْ أَجْلِهِ وَيَدْهِنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْـمِ الْمَسِيحِ. وَالدُّعَاءُ بِإِيمَانٍ يَشْـفِي الْمَرِيضَ، وَالْمَسِيحُ يُقِيمُهُ. فَإِنْ كَانَ مَرَضُـهُ بِسَـبَبِ ذَنْبٍ ارْتَكَبَهُ، يُغْفَرُ لَهُ. (يعقوب 5: 14-15).
وأنت أيضاً كمؤمن بمولانا عيسى المسيح يمكنك أن تستخدم بواسطة الروح القدوس لتأتي بالصحة للآخرين. يمكنك أن توضح لهم من خلال الكتاب المقدس كيف شفى عيسى المرضى. دعهم يعرفون أنه لا يزال يستجيب الصلاة ويشفي الناس اليوم عن طريق قوة الروح القدوس. إن كل مؤمن بالمسيح عيسى له الحق في أن يصلي لأجل المرضى ويتوقعهم أن يشفوا. لماذا؟ لأن عيسى وعد بذلك! لذلك يجب أن نؤمن!
وَهَذِهِ الْمُعْجِزَاتُ تُصَاحِبُ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ: يَطْرُدُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَةٍ، وَيُمْسِكُونَ الْحَيَّاتِ بِأَيْدِيهِمْ، وَإِنْ شَرِبُوا السِّمَّ الْقَاتِلَ لَا يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيُشْفَوْنَ. (مرقس 16: 17-18).
قيامة بواسطة روح الحياة
لقد أقام الروح القدوس عيسى من الأموات وغيّر جسده. وهو سيعمل نفس الشيء بالنسبة لك! إن الروح القدوس يسكن في أبناء الله الآن ليعطينا الحياة الأفضل التي وعد بها عيسى. ويوماً ما سيعطي حياة القيامة لجميع الذين يؤمنون بعيسى. سيغير أجسادنا لنقوم في الهواء لملاقاة عيسى، وفي أجسادنا المتغيرة سوف لا نعرف إطلاقاً فيما بعد الضعف والألم والمرض أو الموت!
لَكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَمَعَ أَنَّ جِسْمَكُمْ يَفْنَى بِسَبَبِ الْخَطِيئَةِ، لَكِنَّ رُوحَكُمْ تَحْيَا لِأَنَّ اللهَ اعْتَبَرَكُمْ صَالِحِينَ عِنْدَهُ. وَإِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ الَّذِي أَقَامَ عِيسَى مِنَ الْمَوْتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، إِذَنْ، هُوَ الَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الْمَوْتِ، سَيَبْعَثُ الْحَيَاةَ فِي أَجْسَامِكُمُ الْفَانِيَةِ بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ. (روما 8: 10-11).
حياة وصحة لروحك
لحياة الروحية
أنت في حاجة إلى ما هو أكثر من مجرد حياة الجسد. أنت تحتاج إلى حياة الخلود التي يعطيها الله لروحك. وقد مات عيسى بدلاً عنك ليعطيك تلك الحياة. والروح القدوس يأتي بهذه الحياة لك. والتغيير الذي يجريه فيك تغييراً عظيماً حتى أن عيسى قد أسماه الميلاد الجديد. ونحن أيضاً نسميه تجديداً، أي تغييراً. ولا يمكن لأحد أن يكون ابناً لله أو يذهب إلى السماء بدون هذه المعجزة، معجزة الميلاد الروحي. قال عيسى:
يُولَدُ الشَّخْصُ الْوِلَادَةَ الْبَشَرِيَّةَ مِنْ أَبَوَيْهِ، وَيُولَدُ الْوِلَادَةَ الرُّوحِيَّةَ مِنَ الرُّوحِ. لَا تَسْتَغْرِبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: ׳يَجِبُ أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ.׳ (يوحنا 3: 6-7).
إليك ما عمله الروح القدوس لأجلك عند تجديدك:
1. الروح القدوس اقتادك للمسيح. وهو الذي أعدك للتغيير بأن جعلك ترى أنك خاطئ، محكوم عليك بالانفصال الأبدي عن الله. هو جعلك تعرف أنه لا يمكنك أن تنجي نفسك. وساعدك لأن تفهم بأن عيسى قد مات مكانك. جعلك ترغب في أن تترك خطاياك وتقبل الغفران الذي يقدمه عيسى لك. إنه جعل عيسى حقيقة واضحة وساعدك لتقبله منجياً لك.
2. إن الروح القدوس كسر السلطان الذي كان للخطيئة عليك. وأعطاك طبيعة جديدة وجعلك ابناً لله.
لِأَنَّ قُوَّةَ الرُّوحِ الَّذِي يَمْنَحُ الْحَيَاةَ بِالْمَسِيحِ عِيسَى، حَرَّرَتْنِي مِنْ قُوَّةِ الْخَطِيئَةِ وَالْمَوْتِ. (روما 8: 2).
وَالَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، هُمْ أَوْلَادُ اللهِ. (روما 8: 14).
3. جاء الروح القدوس لكي يحيا فيك، ويساعدك، ويقودك، ويجعلك تعرف أنك الآن ابن لله.
أَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جِسْمَكُمْ هُوَ بَيْتٌ لِلرُّوحِ الْقُدُّوسِ السَّاكِنِ فِيكُمْ وَالَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لَكُمْ؟ (1كورنتوس 6: 19).
وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، هُوَ أَنَّهُ أَرْسَلَ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِنَا، (غلاطية 4: 6).
لِأَنَّ الرُّوحَ الَّذِي حَصَلْتُمْ عَلَيْهِ، لَيْسَ هُوَ الرُّوحَ الَّذِي يَجْعَلُكُمْ عَبِيدًا مَرَّةً أُخْرَى وَيُسَبِّبُ لَكُمُ الْخَوْفَ، بَلْ هُوَ الرُّوحُ الَّذِي يَجْعَلُكُمْ أَبْنَاءَ اللهِ. هُوَ الرُّوحُ الَّذِي نَدْعُو بِهِ اللهَ فَنَقُولُ: “يَا بَابَا، يَا أَبِي.” الرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَبْنَاءُ اللهِ. (روما 8: 15-16).
الصحة الروحية
أَسْأَلُ اللهَ نَفْسَهُ الَّذِي يُعْطِي السَّلَامَ أَنْ يَجْعَلَكُمْ صَالِحِينَ إِلَى التَّمَامِ، وَيَحْفَظَ كِيَانَكُمْ كُلَّهُ، الرُّوحَ وَالنَّفْسَ وَالْجِسْمَ، بِلَا عَيْبٍ إِلَى مَجِيءِ مَوْلَانَا عِيسَى الْمَسِيحِ. (1تسالونكي 5: 23).
أنت تطعم جسدك وتكسيه وتعتني به بأفضل ما يمكنك. لماذا؟ لأنك تريده أن يشبع ويستريح ويتقوى ويصح. ينبغي عليك أن تعتني بروحك أيضاً إن رغبت أن تشبع وتسعد وتتقوى وتصح.
إن الصلاة بالنسبة لروحك مهمة كالهواء الذي تتنفسه. في الدرس التالي ستتعلم كيف أن الروح القدوس يعينك لتصلي.
إن كلمة الله هي طعام لروحك. وقد جاء الروح القدوس ليساعدك لكي تفهم الكتاب المقدس. فهو كاتب الكتاب لذلك فهو يفهم كل شيء فيه. منذ زمن طويل مضى كلف الروح القدوس أناس الله بأن يكتبوا في الكتاب المقدس الأشياء التي أنت في حاجة لأن تعرفها.
لِأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ أَبَدًا بِإِرَادَةِ إِنْسَانٍ، إِنَّمَا الرُّوحُ الْقُدُّوسُ هُوَ الَّذِي دَفَعَ النَّاسَ لِيَتَكَلَّمُوا بِكَلَامِ اللهِ. (2بطرس 1: 21).
لقد وعد عيسى تلاميذه بأنه عندما يأتي الروح القدوس فهو سيعلمهم. وبعد أن تغطسوا في الروح في يوم الخمسين، فهموا كلمة الله بطريقة أفضل. كثيرون من أولئك الذين يقبلون الآن التغطيس في الروح القدوس لهم نفس الاختبار.
أَمَّا الْمُعِينُ، الرُّوحُ الْقُدُّوسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الْأَبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. (يوحنا 14: 26).
وَأَعْطَيْتَهُمْ رُوحَكَ الصَّالِحَ لِيُعَلِّمَهُمْ (نحميا 9: 20).
في كتاب كاثوليك خمسينيين Catholic Pentecostals بقلم “كيفن ودورثي راناجهان” يمكنك أن تقرأ الكثير من الشهادات مثل:
”وجدت نفسي فجأة أستغرق بعمق في الكتاب المقدس. وقد أصبح واضحاً جداً بالنسبة لي. والصلاة أصبحت فرحاً حقيقياً”.
”رجعت إلى مساكن الطلبة حيث أقيم وظللت مستيقظاً حتى الساعة الثالثة صباحاً اقرأ كتابي المزامير والأعمال. لم أتمكن من ترك الكتاب المقدس جانباً. أردت أن أقرأ أكثر وأكثر”.
”منذ أن اختبرت هذا الاختبار علمني الروح القدوس عن الكتاب المقدس أكثر مما كنت أستطيع أن أتعلمه بنفسي وبمفردي طوال حياتي. وعندما أقرأ الكتاب المقدس الآن تبدو الكلمة حية لي وذلك لأن المسيح صار حياً بالنسبة لي”
النمو الروحي
كم من المرات التي سمعت فيها الناس يقولون: “انظر إلى ذلك الصبي! إنه يزداد شبهاً بأبيه يوماً بعد يوم!” وإذ يكبر الأولاد فإنهم يتشكلون أكثر وأكثر على شكل والديهم. وماذا عنك؟ هل تتشبه أكثر بأبيك السماوي كل يوم؟ عندما تسمح للروح القدوس أن يقودك يوماً فيوم، ستنمو روحياً، وسيتمكن الآخرون من أن يروا فيك هذه الخصائص والمميزات التي تجعلك تشبه أباك السماوي. ويسمى هذا عادة ثمر الروح.
وَأَمَّا الثَّمَرُ الَّذِي يُنْتِجُهُ الرُّوحُ فَهُوَ: الْمَحَبَّةُ وَالْفَرَحُ وَالسَّلَامُ وَالصَّبْرُ وَاللُّطْفُ وَالْخَيْرُ وَالْإِخْلَاصُ. (غلاطية 5: 22-23).
لما كنت طفلاً كنت عاجزاً جداً. ولكن عندما بدأت تنمو وتتقوى أكثر، أصبح لديك اختبارات جديدة وتعلمت أن تعمل أشياء كثيرة لم تكن تقدر على عملها من قبل. إن الله يقود أبناءه إلى كثير من الاختبارات الروحية أيضاً: بركات، امتحانات، وأعمال تعمل من أجله. هذه الاختبارات ستساعدك أن تنمو روحياً.
ن غطاس الروح القدوس هو اختبار روحي يريد الله أن يحصل عليه كل أبنائه. هذا الغطاس يسمى أيضاً “الامتلاء بالروح”. تذكر أن للروح القدوس نفس طبيعة الله الأب ومولانا عيسى المسيح. ويريد الروح القدوس أن يملأك بالتمام حتى تصير طبيعتك مشبّعة بطبيعة الله. طبيعة الله هي المحبة والقداسة (الطهارة)، لذلك عندما تمتلئ من الروح القدوس فأنت تمتلئ بالمحبة والطهارة.
انظر إلى إسفنجة جافة، إذا وضعتها في وعاء به ماء، فهي تمتص كل نقطة يمكنها أن تمتصها. وإذا أخرجتها ستجد الماء يتساقط منها. انفضها أو هزها أو اعصرها فماذا يحدث؟ إنها تخرج الماء الذي امتلأت به. أنت كالإسفنجة، وعيسى يريد أن يغطسك في الروح القدوس. هو يريد أن يغمسك في روح الحياة ذاته حتى تتشرب طبيعته في كل جزء من كيانك. وعندما تمتلئ بالروح، قد تهزك التجارب وقد يضربك الناس لكن كل ضغوط الحياة هذه، تخرج محبة الله التي امتلأت وتشبعت بها.
يتحدث “جون ل. شيرل” John L. Sherrill المؤلف الأسقفي لكتاب “هم يتكلمون بلغات أخرى” فيقول عن اختبار غطاسه في الروح القدوس:
”في اللحظة الفعلية لغطاس الروح القدوس، لم يكن هناك إلا انطباع واحد يكتنفني: كنت مغموراً في محبة الله وأشعر بها تحيط بي وتغسلني … نحن نهتم كثيراً بجانب القوة للروح القدوس، لكن طبيعة هذه القوة، كما أعتقد هي المحبة … إن العنصر السري في هذا النوع من القداسة (الطهارة) المغير هو المحبة. وعندما تلامست مع المحبة كاختبار غامر في غطاس الروح القدوس، وجدت أنني قد تطهرت وبُنيت وشفيت. لقد عرفت نوعاً من الطهارة لم أحلم به إطلاقاً”.
حياة ذات هدف
أنت لم تولد لتعيش لنفسك فقط. إن لحياتك الجسدية هدف أعظم من مجرد الاهتمام بجسدك فقط. وحياتك الروحية هي أكثر من مجرد الاهتمام بروحك. أنت ولدت ليكون لك دور في خطة الله العظمى. هو لديه خطة خاصة لك ذ عمل لتعمله.
إن الروح القدوس يريد أن يساعدك لتتوافق مع خطة الله. دعه يقودك وستكتشف المعنى الحقيقي لهذه الحياة. هو سيعطيك قضية تستحق أن تحيا لأجلها وتستحق الموت لأجلها ذ قضية المسيح. والروح القدوس سيجعلك شاهداً للمسيح بطريقتين: عن طريق حياتك الجديدة وعن طريق كلماتك. إنه يضع قدميك على الطريق للسماء ويساعدك لتدعو الآخرين ليذهبوا معك لموطنك السماوي.
بَلْ عِنْدَمَا يَحِلُّ الرُّوحُ الْقُدُّوسُ عَلَيْكُمْ، تَنَالُونَ قُوَّةً وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا (أعمال 1: 8).