مقالة

كيف تدرس الكتاب المقدس

فإذا اخترنا أن نتبع خطة الله لحياتنا، لا نعود مسؤولين عن تغيير حياتنا إلى صورة المسيح فحسب، بل نصبح مسؤولين عن إعلان محبة المسيح للآخرين لكي تتغير حياتهم هم أيضاً. ونستطيع أن ننجزَ مسؤولياتنا إن كنا نتجاوب مع الروح القدوس الذي يعلن لنا الله بينما ندرس الكتاب المقدس

الأسلوب الأدبي في الكتاب المقدس

عندما‭ ‬تتحدث‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬فأنت‭ ‬تريده‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬ما‭ ‬تقول‭. ‬وهكذا‭ ‬تختار‭ ‬طريقة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬نفسك‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬أفكارك‭ ‬واضحة‭. ‬أي‭ ‬أنك‭ ‬توفّق‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تقوله‭ ‬وبين‭ ‬الطريقة‭ ‬تستخدمها‭ ‬لكي‭ ‬تقوله‭. ‬وكالكلام‭ ‬المباشر،‭ ‬كذلك‭ ‬يمكن‭ ‬للكلام‭ ‬المكتوب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فعّالاً‭ ‬إذا‭ ‬وضع‭ ‬الكاتب‭ ‬أفكاره‭ ‬بوضوح‭.‬

لقد‭ ‬اختار‭ ‬كتبة‭ ‬الكُتُب‭ ‬المقدسة‭ ‬كلماتهم‭ ‬ونسقوها‭ ‬لكي‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافهم‭. ‬إن‭ ‬دراسة‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬عبَّر‭ ‬بها‭ ‬كتبة‭ ‬الكُتُب‭ ‬عن‭ ‬أفكارهم،‭ ‬ستساعدك‭ ‬في‭ ‬دراستك‭ ‬للكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬ستفهم‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬كلماتٍ‭ ‬مثل‭ “‬أنا‭ ‬الكرمة‭ ‬وأنتم‭ ‬الأغصان‭.” ‬وستتمكن‭ ‬من‭ ‬تمييز‭ ‬الفكرة‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الفقرات‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭. ‬وستتمكن‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬هدف‭ ‬الكاتب‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬عندما‭ ‬تتعرف‭ ‬على‭ ‬أسلوبه‭ ‬أو‭ ‬طريقته‭ ‬في‭ ‬التعبير‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الدرسة

٪ اللغة‭ ‬الحرفية‭ ‬واللغة‭ ‬التصويرية

٪ تنظيم‭ ‬الأفكار‭ ‬

٪ أساليب‭ ‬الكتابة

يساعدك‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬علىة

٪ توضيح‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الصيغ‭ ‬اللغوية‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭.‬

٪ تحديد‭ ‬النقاط‭ ‬والأفكار‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬فقرة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭.‬

٪ فهم‭ ‬هدف‭ ‬الكاتب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أسلوبه‭ ‬بالكتابة‭.‬

‭ ‬

الهدف‭ ‬الأول‭: ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬استخدام‭ ‬اللغة‭ ‬بطريقة‭ ‬حرفية‭ ‬واستخدامها‭ ‬بطريقة‭ ‬تصويرية‭ ‬مجازية‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭.‬

يريد‭ ‬لنا‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬أعلنه‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬كلمته‭. ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يجعل‭ ‬الكتبة‭ ‬يكتبون‭ ‬أشياء‭ ‬غير‭ ‬حقيقية،‭ ‬بل‭ ‬كتبوا‭ ‬الحقيقة‭. ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬استخدموا‭ ‬لغة‭ ‬حرفية‭ ‬واقعية‭. ‬وهكذا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬يقصده‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬عندما‭ ‬نقبل‭ ‬المعاني‭ ‬الطبيعية‭ ‬لكلماته‭.‬

فعندما‭ ‬نقرأ‭ ‬أن‭ ‬عيسى‭ ‬خَرَجَ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْجَبَلِ‭ ‬لِيُصَلِّيَ‭ (‬لوقا‭ ‬6‭: ‬12‭)‬،‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬حدث‭ ‬حرفياً‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭. ‬وعندما‭ ‬نقرأ‭ ‬أنه‭ ‬وَبَّخَ‭ ‬الْحُمَّى‭ (‬لوقا‭ ‬4‭: ‬39‭)‬،‭ ‬نعلم‭ ‬أنه‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬كحقيقة‭ ‬حرفية‭.‬

لكن‭ ‬عندما‭ ‬نقرأ‭ ‬الفقرة‭ ‬التالية‭:‬

وَفِي‭ ‬الْغَدِ‭ ‬رَأَى‭ ‬يَحْيَى‭ ‬عِيسَى‭ ‬مُقْبِلًا‭ ‬إِلَيْهِ،‭ ‬فَقَالَ‭: ‬اُنْظُرُوا‭! ‬هَذَا‭ ‬هُوَ‭ ‬حَمَلُ‭ ‬الْفِدَاءِ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَرْسَلَهُ‭ ‬اللهُ‭ ‬لِيَرْفَعَ‭ ‬الْخَطِيئَةَ‭ ‬عَنِ‭ ‬النَّاسِ‭.‬‭ ‬يوحنا‭ ‬1‭: ‬29‭.‬

لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نفسِّر‭ ‬كل‭ ‬الكلمات‭ ‬حرفياً‭. ‬فعيسى‭ ‬ليس‭ ‬حَمَلاً‭! ‬لكنه‭ ‬كالحمل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يقدمه‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬القديم‭ ‬كأضحية‭ ‬للتكفير‭ ‬عن‭ ‬خطاياهم‭. ‬إذاً‭ ‬لغة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬هنا‭ ‬تصويرية‭ ‬أو‭ ‬مجازية‭. ‬وهي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬شرح‭ ‬وتوضيح‭ ‬الحقيقة‭ ‬الحرفية‭.‬

تعتمد‭ ‬اللغة‭ ‬التصويرية‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬المجاز‭.‬

وذلك‭ ‬باستخدام‭ ‬كلمات‭ ‬وعبارات‭ ‬مألوفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توضيح‭ ‬وشرح‭ ‬أمور‭ ‬صعبة‭ ‬الفهم‭. ‬وقدَّم‭ ‬لنا‭ ‬يوحنا‭ ‬صورة‭ ‬ذهنية‭ ‬عن‭ ‬المسيح‭ ‬كحمل‭ ‬يقدَّم‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬تقديم‭ ‬القربان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خطايانا‭. ‬هذا‭ ‬التشبيه‭ ‬يساعدنا‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬مجيء‭ ‬المسيح‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭.‬

تساعدنا‭ ‬فنون‭ ‬المجاز‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬الأمور‭ ‬الروحية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نراها‭ ‬بعيوننا‭. ‬قلنا‭ ‬في‭ ‬الدرس‭ ‬الأول‭ ‬إن‭ ‬المسيح‭ ‬شبّه‭ ‬نفسه‭ ‬بالماء‭ ‬الحي‭. ‬وقد‭ ‬شبّه‭ ‬نفسه‭ ‬أيضاً‭ ‬بالخبز‭ ‬والنور‭ ‬والراعي‭. ‬وقال‭ ‬مرة‭: ‬اِنْتَبِهُوا‭! ‬أَنَا‭ ‬آتٍ‭ ‬كَمَا‭ ‬يَأْتِي‭ ‬لِصٌّ‭!‬‭ (‬رؤيا‭ ‬16‭: ‬15‭). ‬هذه‭ ‬الأمثلة‭ ‬تعلِّمنا‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نبالغ‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بين‭ ‬عيسى‭ ‬وبين‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭. ‬إنه‭ ‬يشبه‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬في‭ ‬ناحية‭ ‬محددة‭ (‬وجه‭ ‬الشبه‭ ‬محدد‭). ‬لكن‭ ‬المجاز‭ ‬يساعدنا‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬حقائق‭ ‬معيّنة‭.‬

غالباً‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عيسى‭ ‬يستخدم‭ ‬لغةً‭ ‬مجازية‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬لتلاميذه‭. ‬كان‭ ‬يخاطبهم‭ ‬بأمثال‭ (‬قصص‭ ‬بسيطة‭) ‬لكي‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬حقائق‭ ‬روحية‭ ‬هامة‭. ‬ففي‭ ‬متّى‭ ‬10‭: ‬14‭-‬18‭ ‬يروي‭ ‬المسيح‭ ‬قصة‭ ‬الخروف‭ ‬الضال،‭ ‬فهو‭ ‬يشبّه‭ ‬المؤمنين‭ ‬بالخراف‭. ‬ويريد‭ ‬بذلك‭ ‬أن‭ ‬يعلمنا‭ ‬أنه‭ ‬يهتم‭ ‬بكل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬كما‭ ‬يهتم‭ ‬الراعي‭ ‬بخروف‭ ‬تائهٍ‭. ‬بعض‭ ‬الصور‭ ‬المجازية‭ ‬تتضمن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالرموز‭. ‬والرمز‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬هي‭ ‬كلمات‭ ‬تمثل‭ ‬حقيقة‭ ‬معينة‭ ‬عن‭ ‬أمر‭ ‬ما‭. ‬الكلمات‭ ‬نور،‭ ‬ملح،‭ ‬خروف‭ ‬هي‭ ‬رموز‭ ‬تمثل‭ ‬المؤمنين‭. ‬نحن‭ ‬نشبه‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬معيَّنة‭. ‬وفي‭ ‬العشاء‭ ‬الرباني،‭ ‬الخبز‭ ‬والكأس‭ ‬هما‭ ‬رمزان‭ ‬لجسد‭ ‬المسيح‭ ‬ودمه‭. ‬فحتى‭ ‬الأشياء‭ ‬الملموسة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رموزاً‭. ‬يذكرنا‭ ‬الخبز‭ ‬والكأس‭ ‬بموت‭ ‬المسيح‭ ‬وآلامه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نجاتنا‭.‬

الهدف‭ ‬الثاني‭: ‬معرفة‭ ‬ستة‭ ‬طرق‭ ‬ينظم‭ ‬فيها‭ ‬كتبة‭ ‬الكُتُب‭ ‬المقدسة‭ ‬أفكارهم‭.‬

عندما‭ ‬نكتب،‭ ‬نحرص‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬أفكارنا‭. ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نجمع‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬المترابطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدعيم‭ ‬الفكرة‭ ‬الرئيسية‭. ‬ونحاول‭ ‬ترتيب‭ ‬الأفكار‭ ‬لكي‭ ‬تنسجم‭ ‬معاً‭ ‬بسلاسة‭. ‬هذا‭ ‬القسم،‭ ‬سيصف‭ ‬عدة‭ ‬أساليب‭ ‬يُنظم‭ ‬بها‭ ‬كتبة‭ ‬الكُتُب‭ ‬المقدسة‭ ‬أفكارهم‭.‬

1‭.‬ التكرار‭.‬‭ ‬يستخدم‭ ‬الكاتب‭ ‬مصطلحات‭ ‬متكررة‭ ‬أو‭ ‬متشابهة‭. ‬في‭ ‬2كورنتوس‭ ‬8‭: ‬1‭-‬15،‭ ‬فكرة‭ ‬العطاء‭ ‬المسيحي‭ ‬مؤكدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكرار‭ ‬الفكرة‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭: ‬تَبَرَّعُوا،‭ ‬التَّبَرُّعِ‭ ‬لِمُسَاعَدَةِ‭ ‬الْمُؤْمِنِينَ‭. ‬أَعْطَوْا‭ ‬أَنْفُسَهُمْ،‭ ‬تَكُونُوا‭ ‬أَغْنِيَاءَ‭ ‬فِي‭ ‬نِعْمَةِ‭ ‬الْعَطَاءِ،‭ ‬صِدْقَ‭ ‬مَحَبَّتِكُمْ،‭ ‬فَهُوَ‭ ‬الْغَنِيُّ،‭  ‬لَكِنَّهُ‭ ‬صَارَ‭ ‬فَقِيرًا‭ ‬،‭ ‬كَمِّلُوا‭ ‬هَذَا‭ ‬الْعَمَلَ‭ … ‬

2‭.‬ التطوير‭ ‬التدريجي‭.‬‭ ‬يتقدم‭ ‬الكاتب‭ ‬تدريجياً‭ ‬بأن‭ ‬يطرح‭ ‬فكرة‭ ‬بعد‭ ‬الأخرى،‭ ‬كما‭ ‬نفعل‭ ‬عندما‭ ‬نحكي‭ ‬قصة‭. ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬فيليب‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬8‭: ‬26‭-‬40‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬التطوير‭ ‬التدريجي‭ ‬للأفكار‭. ‬كلم‭ ‬ملاك‭ ‬الله‭ ‬فيليب‭ ‬لكي‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬محدد،‭ ‬ثم‭ ‬قاده‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬محدد‭ ‬لكي‭ ‬يبشره‭ ‬بعيسى‭ ‬ثم‭ ‬غطسه‭ ‬فيليب،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬خطف‭ ‬روح‭ ‬الله‭ ‬فيليب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭.‬

3‭.‬ الذروة‭.‬‭ ‬يقود‭ ‬الكاتب‭ ‬القارئ‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الذروة‭ ‬في‭ ‬تطويره‭ ‬للتفاصيل‭. ‬يصف‭ ‬لنا‭ ‬بولس‭ ‬في‭ ‬فيلبي‭ ‬3‭: ‬10‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الصلاح‭ ‬الحقيقي‭:‬‭ ‬أُرِيدُ‭ ‬أَنْ‭ ‬أَعْرِفَ‭ ‬الْمَسِيحَ،‭ ‬وَأَخْتَبِرَ‭ ‬قُوَّةَ‭ ‬قِيَامَتِهِ،‭ ‬وَأُشَارِكَهُ‭ ‬فِي‭ ‬آلَامِهِ،‭ ‬وَأُصْبِحَ‭ ‬مِثْلَهُ‭ ‬فِي‭ ‬مَوْتِهِ‭.‬‭ ‬لكن‭ ‬الأعداد‭ ‬من‭ ‬1‭-‬9‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الذروة‭.‬

4‭.‬ التشبيه‭ ‬والتضاد‭.‬‭ ‬في‭ ‬التضاد،‭ ‬يضع‭ ‬الكاتب‭ ‬شيئين‭ ‬متضادين‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬واحد‭ ‬بهدف‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬والشر‭ ‬أو‭ ‬النور‭ ‬والظلمة‭. ‬في‭ ‬المزمور‭ ‬1‭ ‬هناك‭ ‬تضاد‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬الصالح‭ ‬والمزروع‭ ‬كالشجرة‭ ‬المغروسة‭ ‬عند‭ ‬مجاري‭ ‬المياه‭ ‬ويثمر،‭ ‬وبين‭ ‬الرجل‭ ‬الشرير‭ ‬الذي‭ ‬يشبه‭ ‬التبن‭ ‬الذي‭ ‬تبدده‭ ‬الريح‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬نفسه‭ ‬ستجد‭ ‬أمثلة‭ ‬على‭ ‬التشبيه‭ ‬كقوله‭: “‬الأشرار‭ ‬كالتبن‭…” ‬ويتم‭ ‬التشبيه‭ ‬بأن‭ ‬يقارن‭ ‬الكاتب‭ ‬بين‭ ‬شيئين‭ ‬مبيناً‭ ‬وجه‭ ‬الشبه‭ ‬بينهما‭.‬

5‭.‬ النقاط‭ ‬الرئيسية‭.‬‭ ‬يستخدم‭ ‬الكاتب‭ ‬نقاط‭ ‬تحول‭ ‬خلال‭ ‬عرضه‭ ‬للأفكار‭. ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬ضرورية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬محددة‭ ‬للقصة‭ ‬أو‭ ‬لإبراز‭ ‬معنى‭ ‬محدد‭ ‬في‭ ‬الفقرة‭. ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬إستير،‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬الرئيسية‭ ‬كسب‭ ‬إستير‭ ‬لرضى‭ ‬الملك‭ ‬عندما‭ ‬اقتربت‭ ‬منه‭ ‬دون‭ ‬دعوة‭. ‬فمن‭ ‬دون‭ ‬رضى‭ ‬الملك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ممكناً‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تنفذ‭ ‬خطتها‭ ‬بحماية‭ ‬أرواح‭ ‬شعبها‭.‬

6‭.‬ السبب‭ ‬والنتيجة‭.‬‭ ‬يرتب‭ ‬الكاتب‭ ‬أفكاره‭ ‬بطريقة‭ ‬يظهر‭ ‬فيها‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬نتيجة‭ ‬معيّنة‭ ‬وأسبابها‭. ‬وقد‭ ‬يبدأ‭ ‬بالسبب‭ ‬أو‭ ‬النتيجة‭. ‬في‭ ‬كولوسي‭ ‬1‭: ‬3،‭ ‬يقول‭ ‬بولس‭ ‬إنه‭ ‬يشكر‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أجلهم،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬النتيجة‭. ‬وفي‭ ‬العدد‭ ‬4‭ ‬يقدم‭ ‬السبب‭ ‬لِأَنَّنَا‭ ‬سَمِعْنَا‭ ‬عَنْ‭ ‬إِيمَانِكُمْ‭ ‬بِالْمَسِيحِ‭ ‬عِيسَـى،‭ ‬وَعَنْ‭ ‬مَحَبَّتِكُمْ‭ ‬لِكُلِّ‭ ‬الْمُؤْمِنِينَ‭.‬‭ ‬ثم‭ ‬يكرر‭ ‬بولس‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬العددين‭ ‬8،‭ ‬9‭ ‬مبتدأً‭ ‬بالسبب‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬ومنتهياً‭ ‬بالنتيجة‭.‬

أحياناً‭ ‬قد‭ ‬نجمع‭ ‬بين‭ ‬أسلوبين‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬لكي‭ ‬ننظم‭ ‬أفكارنا‭. ‬في‭ ‬1كورنتوس‭ ‬1‭: ‬3‭-‬4،‭ ‬8‭-‬9،‭ ‬يستخدم‭ ‬بولس‭ ‬السبب‭ ‬والنتيجة،‭ ‬والتكرار‭ ‬لكي‭ ‬يوضح‭ ‬معنى‭ ‬كلامه‭.‬

الهدف‭ ‬الثالث‭: ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬الكتابة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭.‬

التاريخ

الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬هو‭ ‬تاريخ‭ ‬تعاملات‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬الإنسان‭. ‬لذلك،‭ ‬هو‭ ‬قصة‭ ‬مكتوبة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬أشخاص‭ ‬معينين‭. ‬لقد‭ ‬قاد‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬الكتبة‭ ‬لكي‭ ‬يختاروا‭ ‬أشخاصاً‭ ‬معينين‭ ‬وأحداثاً‭ ‬معينة‭ ‬لكي‭ ‬يخبروا‭ ‬عنها‭. ‬وبينما‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الأشخاص‭ ‬وعن‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث،‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحسِّن‭ ‬من‭ ‬علاقتنا‭ ‬بالله‭. ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬إيماننا‭ ‬إذ‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬مشاكلهم‭ ‬ومن‭ ‬انتصاراتهم‭. ‬

مثلاً‭ ‬عندما‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬الله‭ ‬جدعون‭ ‬إليها،‭ ‬ونرى‭ ‬كيف‭ ‬تصارع‭ ‬جدعون‭ ‬مع‭ ‬الخوف،‭ ‬نتعلم‭ ‬كيف‭ ‬نهاب‭ ‬الله‭ ‬وكيف‭ ‬ننتصر‭ ‬على‭ ‬خوفنا‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ (‬انظر‭ ‬قضاة‭ ‬6،‭ ‬7‭). ‬وأعظم‭ ‬قصة‭ ‬هي‭ ‬قصة‭ ‬المسيح‭ ‬نفسه،‭ ‬فإذا‭ ‬اتبعنا‭ ‬مثاله،‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬طاعة‭ ‬لإرادة‭ ‬الله‭.‬

نجد‭ ‬الكتابات‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬كله‭. ‬الكُتُب‭ ‬التاريخية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬يشوع‭ ‬إلى‭ ‬إستير‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬القديم،‭ ‬ومن‭ ‬متّى‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬الرسل‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭. ‬أما‭ ‬الكُتُب‭ ‬من‭ ‬التكوين‭ ‬إلى‭ ‬التثنية‭ ‬فهي‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬والنبوة‭.‬

النبوة

عبر‭ ‬تاريخ‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬استخدم‭ ‬الله‭ ‬أشخاصاً‭ ‬معينين‭ ‬يدعون‭ “‬أنبياء‭” ‬لكي‭ ‬يكلموا‭ ‬الشعب‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة‭. ‬كان‭ ‬الأنبياء‭ ‬يعلنون‭ ‬إرادة‭ ‬الله‭ ‬وقصده‭. ‬أما‭ ‬النبوة‭ ‬فهي‭ ‬الكلام‭ ‬الذي‭ ‬كانوا‭ ‬ينطقون‭ ‬به‭. ‬كانت‭ ‬نبوّاتهم‭ ‬تعلن‭ ‬الحق‭ ‬عن‭ ‬حاضرهم‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬أمور‭ ‬ستتم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬بعض‭ ‬النبوات‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تحقيقها‭ ‬بعد،‭ ‬إذ‭ ‬أنها‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬أحداث‭ ‬ستقع‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬الزمان‭. ‬وتحتوي‭ ‬كُتُب‭ ‬حزقيال‭ ‬ودانيال‭ ‬ورؤيا‭ ‬يوحنا‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النبوات‭.‬

من‭ ‬المفيد‭ ‬أن‭ ‬تدرس‭ ‬أولاً‭ ‬النبوات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬وتم‭ ‬شرحها‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭. ‬كتاب‭ ‬أعمال‭ ‬الرسل‭ ‬مثلاً‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬عدة‭ ‬نبوات‭ ‬من‭ ‬العهد‭ ‬القديم‭ ‬

منها‭ ‬انسكاب‭ ‬الروح‭ ‬القدوس،‭ ‬آلام‭ ‬المسيح‭ ‬ورفضه،‭ ‬أسر‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬قيامة‭ ‬المسيح،‭ ‬نجاة‭ ‬الشعوب،‭ ‬تقسي‭ ‬قلب‭ ‬الإنسان‭ ‬تجاه‭ ‬فهم‭ ‬الإنجيل‭. ‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬معاني‭ ‬بعض‭ ‬النبوات‭ ‬عسرة‭ ‬الفهم‭ ‬لأنها‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرموز،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراستها‭ ‬جيداً‭ ‬لكي‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬أوضح‭ ‬لخطة‭ ‬الله‭ ‬لنا‭. ‬الكُتُب‭ ‬الـ17‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬العهد‭ ‬القديم،‭ ‬وكتاب‭ ‬المزامير،‭ ‬ورؤيا‭ ‬يوحنا‭ ‬تحتوي‭ ‬جميعها‭ ‬على‭ ‬مقاطع‭ ‬نبوية‭ ‬هامة‭.‬

الشعر

الشعر‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أدب‭ ‬الكتابة‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬شطور‭ ‬متناظرة‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬وفيه‭ ‬إيقاع‭ ‬لغوي‭ ‬خاص‭. ‬وبينما‭ ‬يخبرنا‭ ‬التاريخ‭ ‬عن‭ ‬الأحداث‭ ‬الحقيقية‭ ‬وعن‭ ‬أعمال‭ ‬الناس‭ ‬الفعلية،‭ ‬فإن‭ ‬الشعر‭ ‬يعلن‭ ‬أفكار‭ ‬الكاتب‭ ‬ومشاعره‭ ‬ذسواء‭ ‬كان‭ ‬سعيداً‭ ‬أو‭ ‬حزيناً‭ ‬أو‭ ‬يائساً‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭. ‬ويستخدم‭ ‬الشعر‭ ‬اللغة‭ ‬التصويرية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬الشعر‭ ‬حرفياً‭ ‬كما‭ ‬يُفسَّر‭ ‬التاريخ‭. ‬إذاً‭ ‬عندما‭ ‬نقرأ‭ ‬كتاب‭ ‬أيوب‭ ‬أو‭ ‬قصائد‭ ‬المزامير‭ ‬أو‭ ‬كتاب‭ ‬الأمثال‭ ‬أو‭ ‬الجامعة‭ ‬أو‭ ‬نشيد‭ ‬الأناشيد،‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المقاطع‭ ‬الشعرية‭ ‬المنتشرة‭ ‬عبر‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننتبه‭ ‬للغة‭ ‬التصويرية‭ ‬المستخدمة‭.‬

لكي‭ ‬ينتظم‭ ‬الإيقاع‭ ‬في‭ ‬الأفكار،‭ ‬اعتاد‭ ‬الشعراء‭ ‬العبرانيون‭ ‬أن‭ ‬يقسموا‭ ‬المقطوعة‭ ‬الشعرية‭ ‬إلى‭ ‬شطور‭ ‬متقابلة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬الشطران‭ ‬تكرار‭ ‬لفكرة‭ ‬واحدة‭ ‬بطريقتين‭ ‬مختلفتين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نسميه‭ “‬التوازي‭”. ‬ففي‭ ‬المزمور‭ ‬5‭ ‬مثلاً،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬معنى‭ ‬الشطر‭ ‬الأول‭: ‬قَرِّبْ‭ ‬أُذُنَكَ‭ ‬إِلَى‭ ‬كَلَامِي‭ ‬يَا‭ ‬رَبُّ،‭ ‬اُنْظُرْ‭ ‬إِلَى‭ ‬شَكْوَايَ‭.‬‭ ‬مكرر‭ ‬في‭ ‬الشطر‭ ‬الثاني‭:‬‭ ‬اِسْمَعْ‭ ‬صُرَاخِي‭ ‬يَا‭ ‬مَلِكِي‭ ‬وَإِلَهِي،‭ ‬فَإِنِّي‭ ‬إِلَيْكَ‭ ‬أُصَلِّي‭.‬‭ (‬عدد‭ ‬1‭-‬2‭) ‬وكذلك‭ ‬الشطران‭ ‬التاليان‭ ‬وهكذا‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬المزمور‭.‬

وقد‭ ‬يكون‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الشطرين‭ ‬هو‭ “‬التضاد‭”: ‬الْغَمُّ‭ ‬فِي‭ ‬الْقَلْبِ‭ ‬يَحْنِي‭ ‬الْإِنْسَانَ،‭ ‬‭ ‬وَالْكَلِمَةُ‭ ‬الطَّيِّبَةُ‭ ‬تُفَرِّحُهُ‭.‬‭ ‬‭(‬أمثال‭ ‬25‭:‬12‭). ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يرتبط‭ ‬الشطران‭ ‬بأن‭ ‬يضيف‭ ‬الثاني‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬الأول‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬توضيحه‭. ‬وهذا‭ ‬أسلوب‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬أيوب‭ ‬21‭:‬36‭ ‬مثلاً‭ ‬الذي‭ ‬يبدأ‭ ‬هكذا‭:‬ اِحْذَرْ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَنْ‭ ‬تَلْجَأَ‭ ‬إِلَى‭ ‬الشَّرِّ،‭ ‬والشطر‭ ‬الثاني‭ ‬يضيف‭ ‬إلى‭ ‬المعنى‭: ‬‭ ‬فَيَبْدُوَ‭ ‬أَنَّكَ‭ ‬تُفَضِّلُ‭ ‬هَذَا‭ ‬عَلَى‭ ‬الْأَلَمِ‭! ‬‭ ‬

الأفكار‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬الكُتُب‭ ‬الشعرية‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬المشاعر‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭. ‬كتاب‭ ‬أيوب‭ ‬يصف‭ ‬المعاناة‭ ‬البشرية‭. ‬المزامير‭ ‬تقودنا‭ ‬إلى‭ ‬تسبيح‭ ‬الله‭ ‬وعبادته‭. ‬الأمثال‭ ‬تظهر‭ ‬لنا‭ ‬حاجتنا‭ ‬إلى‭ ‬الحكمة‭ ‬الإلهية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ممارسة‭ ‬أمور‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭. ‬كتاب‭ ‬الجامعة‭ ‬يظهر‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬السلبية‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬الملأى‭ ‬بالشك‭. ‬أما‭ ‬نشيد‭ ‬الأناشيد‭ ‬فيعبر‭ ‬عن‭ ‬المحبة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭.‬

الرسائل

من‭ ‬السهل‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أدب‭ ‬الرسائل‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬فهي‭ ‬تبدأ‭ ‬بالتحية‭ ‬ثم‭ ‬متن‭ ‬الرسالة‭ ‬ثم‭ ‬التحيات‭ ‬الختامية‭. ‬أما‭ ‬متن‭ ‬الرسالة‭ ‬فيكون‭ ‬بالعادة‭ ‬إجابات‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬أرسلها‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬إلى‭ ‬الرسول‭. ‬فمن‭ ‬المفيد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أن‭ ‬الرسالة‭ ‬هي‭ ‬تجاوب‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬معيَّنة،‭ ‬وليس‭ ‬المقصود‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬تعليماً‭ ‬كاملاً‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬محدد‭.‬

كتب‭ ‬بولس‭ ‬13‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭. ‬أما‭ ‬الرسائل‭ ‬الثماني‭ ‬الباقية‭ ‬فكتبها‭ ‬رجال‭ ‬آخرون‭. ‬عندما‭ ‬ندرس‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬جميعاً‭ ‬ونقارن‭ ‬بين‭ ‬تعاليمها،‭ ‬نجد‭ ‬مبادئ‭ ‬وإرشادات‭ ‬هامة‭ ‬لإيماننا‭ ‬وحياتنا‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬المسيح‭.‬

الدرس التالي