الصفات الداخلية
يكتب يوحنا، “وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ” (يوحنا ٤: ٢٣). هذه الآية تقول لنا ما هو المُتوقع منّا ان نفعله كمصلّيين: ان نسجد للآب بالروح والحق، لان الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين.
كلمة “بالروح” تقول اننا نحتاج قوة للعبادة، لكن هذه القوة يجب ان تكون أعظم من قوتنا. عندما نعترف بنقصنا، نحن هكذا نأخذ الخطوة الاولي تجاه العبادة الحقيقية، وهي الاتضاع.
في العبادة الحقيقية نحن نري أنفسنا كأطفال نحتاج للحب والإرشاد. هل هذه تبدو وكأنها خطوة لأسفل؟ من طريقةً ما هي كذلك. لكن الاتضاع ليس هو التخلي عن كل شيء نملكه. انه يعني السماح للرب بالدخول في كل ناحية في حياتنا. عندما نبدأ ان نري عظمته، نكون مستعدين أكثر ان نقدم العبادة الحقيقية التي يريدها.
تتضمن العبادة صفات أساسية اخري وهي الحب والطاعة. في العلاقات داخل العائلة من المستحيل ان تفصل بين هاتان الصفاتان. كل واحدة تدعو الي، أو تجامل الأخرى. إذا كان الطفل يحب والديه، ليس صعباً عليه ان يطيعهم. بل بالعكس هذا يصبح شرف له. الحب يحث على الرغبة في إرضاء الاخر.
إذا وجدنا أنفسنا نريد ان نسلك ضد وصايا الله، يجب ان نري سلوكنا كأنه تحذير على ان حبنا ينفذ. يجب ان نطلب من الله بتواضع ان يسامحنا على التمركز حول ذواتنا. انه سوف يسكب فينا حبه ثانياً، حب نقدر ان نسكبه خارجاً في طاعة مبهجة لمشيئته.
تماماً كما ان الجوهرة لديها الكثير من الجوانب، العبادة ايضاً لديها جوانب. نحن درسنا الصفات التي من ضمن الأكثرهم أهمية. لكن كلما سعيت وراء كلمة الله، روحه سوف يظهر لك الكثير والكثير. كل صفة داخلية جديدة تضيفها وتلّمعها، سوف تجعل وقتك للعبادة أكثر قيمة.