التمهيد لدراسة الكتاب المقدس

لآن‭ ‬وقد‭ ‬حددنا‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تجعلنا‭ ‬نهتم‭ ‬بدراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬وأوردنا‭ ‬وصفاً‭ ‬موجزاً‭ ‬للكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬نحتاج‭ ‬أن‭ ‬نبحث‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬دراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس،‭ ‬نتناول‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬تمهيداً‭ ‬للدراسة‭. ‬ثم‭ ‬في‭ ‬الدروس‭ ‬الأربعة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬نقدم‭ ‬بعض‭ ‬الأساليب‭ ‬لتنظيم‭ ‬دراستك‭.‬

قد‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬دراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬مهمة‭ ‬مستحيلة،‭ ‬إذ‭ ‬أنَّ‭ ‬مادته‭ ‬كبيرة‭ ‬وعسرة‭ ‬الفهم‭. ‬لكن،‭ ‬وكما‭ ‬هي‭ ‬أية‭ ‬مهمة‭ ‬كبيرة،‭ ‬إن‭ ‬عرفنا‭ ‬كيف‭ ‬نفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬وقسمنا‭ ‬المهمة‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭ ‬أصغر،‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬ننجز‭ ‬الكثير‭.‬

قد‭ ‬تحب‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬إعداد‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬بين‭ ‬يديك‭ ‬تطلب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬شخصاً،‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬خطوة‭. ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬تطلب‭ ‬إنجازها‭ ‬أسابيع،‭ ‬وكان‭ ‬ينبغي‭ ‬تكرار‭ ‬بعضها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭. ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬هذا‭ ‬كتاب‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬سلسلة‭ ‬كتب‭ ‬كثيرة‭ ‬كُتبت‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تكتب‭ ‬كي‭ ‬تساعدك‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬الله‭ ‬وإرادته‭ ‬لحياتك‭. ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‭ ‬كانت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬تبدو‭ ‬مستحيلة‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إنجازها‭ ‬بعد‭ ‬التخطيط‭ ‬السليم‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ …‬

٪ أدوات‭ ‬الدراسة‭ ‬الرئيسية‭ ‬

٪ قواعد‭ ‬التفسير‭ ‬الأساسية‭ ‬

٪ الصلاة‭ ‬طلباً‭ ‬للقيادة

يساعدك‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬علىة

٪ معرفة‭ ‬الأدوات‭ ‬الرئيسية‭ ‬لدراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭.‬

٪ معرفة‭ ‬القواعد‭ ‬الأساسية‭ ‬لمعرفة‭ ‬المعنى‭ ‬الذي‭ ‬قصده‭ ‬كتبة‭ ‬الكُتُب‭ ‬المقدسة‭.‬

٪ معرفة‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬يجعلك‭ ‬تحتاج‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬لكي‭ ‬يعلِّمك‭ ‬بينما‭ ‬أنت‭ ‬تدرس‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭.‬

‭ ‬

الهدف‭ ‬الأول‭: ‬فهم‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬ثلاث‭ ‬أدوات‭ ‬رئيسية‭ ‬لدراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭.‬

الطريقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬للنمو‭ ‬الروحي‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تدرس‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬لا‭ ‬يمكنك‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬أو‭ ‬تعاليم‭ ‬يقدمها‭ ‬آخرون‭. ‬إن‭ ‬دراسة‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬هي‭ ‬مهمة‭ ‬شخصية‭. ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬مهمة‭ ‬شخصية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تضطلع‭ ‬بها‭ ‬طوال‭ ‬عمرك‭. ‬هذه‭ ‬مهمة‭ ‬ستؤثر‭ ‬على‭ ‬كيانك‭ ‬كله‭ -‬كائناً‭ ‬من‭ ‬تكون‭ ‬ومهما‭ ‬كنت‭ ‬تعمل‭.‬

من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أنك‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬حولك‭. ‬لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تتعلمه‭ ‬في‭ ‬دراستك‭ ‬الخاصة‭ ‬للكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تشاركه‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭. ‬وبينما‭ ‬تتعلم‭ ‬وتنمو‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬الله،‭ ‬تستطيع‭ ‬ربما‭ ‬أن‭ ‬تعلِّم‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬الأحد‭ ‬وأن‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬مجموعات‭ ‬لدرس‭ ‬الكتاب،‭ ‬وأن‭ ‬تخبر‭ ‬أصدقاءك‭ ‬وجيرانك‭ ‬عن‭ ‬المسيح‭.‬

اقتن‭ ‬نسختك‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس

الأدوات‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬لدراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬قليلة‭. ‬بالطبع‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ (‬ويفضّل‭ ‬أن‭ ‬تقتني‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ترجمة‭ ‬للكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬لكي‭ ‬تقارن‭ ‬بين‭ ‬الكلمات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬كلٍّ‭ ‬منها‭.) ‬يعبر‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬عن‭ ‬مجمل‭ ‬إعلان‭ ‬الله‭ ‬للإنسان‭. ‬ويخبرك‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬معرفته‭ ‬عن‭ ‬حياتك‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬المسيح‭ ‬وعن‭ ‬حياتك‭ ‬الخالدة‭ ‬في‭ ‬السماء‭. ‬وهكذا،‭ ‬فإنَّ‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يفسِّر‭ ‬نفسه‭. ‬كلما‭ ‬قرأته‭ ‬أكثر،‭ ‬كلما‭ ‬فهمت‭ ‬معناه‭.‬

عيناك‭ ‬وذهنك‭ ‬هي‭ ‬الأداة‭ ‬الثانية‭ ‬للدراسة‭. ‬فعندما‭ ‬تستخدم‭ ‬عينيك،‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تختبر‭ ‬عدة‭ ‬أشياء‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬الشخص‭ ‬الأعمى‭ ‬أن‭ ‬يختبرها‭. ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬يرون،‭ ‬لكنهم‭ ‬غير‭ ‬مبالين‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ “‬يبصرون‭” ‬ولا‭ ‬يختبرون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكنهم‭ ‬اختباره‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬عيونهم‭ ‬وقدرتهم‭ ‬على‭ ‬التفكير‭.‬

اقرأ‭ ‬وفكر

والإبصار‭ ‬الطبيعي‭ ‬يرتبط‭ ‬بصلة‭ ‬وثيقة‭ ‬بالإبصار‭ ‬الروحي‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬المعرفة‭ ‬أو‭ ‬البصيرة‭ ‬بالحقائق‭ ‬الإلهية‭ ‬الخفية‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬الكُتُب‭ ‬المقدسة‭ ‬تستخدم‭ ‬كلمة‭ “‬الرؤية‭” ‬للإشارة‭ ‬إلى‭ “‬معرفة‭ ‬الحق‭ ‬الروحي‭.” ‬وبحسب‭ ‬2كورنتوس‭ ‬4‭: ‬4،‭ ‬لِأَنَّ‭ ‬سَيِّدَ‭ ‬هَذِهِ‭ ‬الدُّنْيَا‭ ‬أَعْمَى‭ ‬عُقُولَ‭ ‬غَيْرِ‭ ‬الْمُؤْمِنِينَ،‭ ‬لِكَيْ‭ ‬لَا‭ ‬يَرَوْا‭ ‬نُورَ‭ ‬الْبِشَارَةِ‭ (‬انظر‭ ‬أيضاً‭ ‬متّى‭ ‬13‭: ‬14‭-‬16‭). ‬ويقول‭ ‬إشعيا‭ ‬44‭: ‬18،‭ ‬إن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬الله‭ ‬عُيُونُهُمْ‭ ‬مُغَطَّاةٌ‭ ‬فَلَا‭ ‬تَرَى،‭ ‬وَعُقُولُهُمْ‭ ‬مُغْلَقَةٌ‭ ‬فَلَا‭ ‬تَفْهَمُ‭. ‬أما‭ ‬طاهرو‭ ‬القلوب،‭ ‬الذين‭ ‬يحبون‭ ‬الله،‭ ‬فإنهم‭ “‬يشاهدون‭” ‬الله،‭ ‬كما‭ ‬نقرأ‭ ‬في‭ ‬متّى‭ ‬5‭: ‬8‭. ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤمنين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يدرسون‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭. ‬إنهم‭ ‬لا‭ “‬يرون‭” ‬ولا‭ ‬يختبرون‭ ‬القدر‭ ‬الذي‭ ‬يستطيعون‭ ‬رؤيته‭ ‬واختباره‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭.‬

يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بالتمتع‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لك‭ ‬فكر‭ ‬المسيح‭ (‬1كورنتوس‭ ‬2‭: ‬16‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬إن‭ ‬تركت‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يوضح‭ ‬لك‭ ‬الكلمة‭ ‬المقدَّسة‭. ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬دراستك‭ ‬للكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تصير‭ ‬لك‭ ‬بصيرة‭ ‬روحية‭. ‬فأنت‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬حق‭ ‬الله‭ ‬وتطبقه‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قراراتك‭ ‬وممارسة‭ ‬أعمالك‭ ‬اليومية‭ (‬1كورنتوس‭ ‬2‭: ‬13‭-‬16‭). ‬فبالدراسة‭ ‬المتأنية‭ ‬الدقيقة،‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬بتعاليم‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬حول‭ ‬الحياة‭ ‬الجديدة‭. ‬وستكون‭ ‬أكثر‭ ‬جاهزية‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬التعاليم‭ ‬الزائفة‭ ‬ورفضها‭. ‬لقد‭ ‬حذَّر‭ ‬الرسول‭ ‬بولس‭ ‬جماعات‭ ‬المؤمنين‭ ‬الفتيّة‭ ‬وصديقه‭ ‬تيموتاوس‭ ‬لكي‭ ‬يتنبهوا‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬الكذبة،‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬أن‭ ‬يقودوا‭ ‬المؤمنين‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬وذلك‭ ‬بدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬اتباع‭ ‬قوانين‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ (‬انظر‭ ‬أفاسس‭ ‬4‭: ‬14‭).‬

اكتب

الأداة‭ ‬الثالثة‭ ‬هي‭ ‬قلم‭ ‬تكتب‭ ‬به‭ ‬ملاحظاتك‭ ‬بينما‭ ‬تقرأ‭ ‬كتابك‭ ‬المقدس‭. ‬الكتابة‭ ‬تساعدك‭ ‬على‭ ‬تذكر‭ ‬ما‭ ‬تقرأ‭ ‬لأنك‭ “‬ترى‭” ‬ما‭ ‬تقرأه‭ ‬بصورة‭ ‬مختلفة‭. ‬وبينما‭ ‬تكتب‭ ‬الكلمات‭ ‬المكررة‭ ‬أو‭ ‬الأفكار‭ ‬الهامة‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬النص،‭ ‬سترى‭ ‬المزيد‭ ‬مما‭ ‬قصده‭ ‬الكاتب‭. ‬اكتب‭ ‬أيضاً‭ ‬الشواهد‭ ‬الكتابية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالنص‭ (‬إن‭ ‬وجدت‭) ‬لكي‭ ‬تقارن‭ ‬ما‭ ‬تقرأ‭ ‬بنصوص‭ ‬أُخرى‭. ‬ثم‭ ‬اكتب‭ ‬أية‭ ‬أسئلة‭ ‬تخطر‭ ‬على‭ ‬بالك‭ ‬وأنت‭ ‬تدرس‭ ‬ملاحظاتك،‭ ‬عندها‭ ‬ستبدأ‭ ‬بفهم‭ ‬رسالة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬بطريقة‭ ‬أفضل‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تجيب‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬أسئلتك‭.‬

هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬الثلاث‭: ‬كتابك‭ ‬المقدس،‭ ‬عيناك،‭ ‬قلمك،‭ ‬هي‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬لدراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬هناك‭ ‬بالطبع‭ ‬أدوات‭ ‬أخرى‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬كفهرس‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬الذي‭ ‬يورد‭ ‬قوائم‭ ‬بالشواهد‭ ‬الكتابية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬فيها‭ ‬كلمة‭ ‬معينة،‭ ‬ويتم‭ ‬ترتيب‭ ‬الكلمات‭ ‬وفقاً‭ ‬للحروف‭ ‬الأبجدية‭. ‬فإن‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تبحث‭ ‬مثلاً‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬مقاطع‭ ‬كتابية‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الكلمة‭ “‬إيمان‭” ‬فإنك‭ ‬تجدها‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬باب‭ ‬الجذر‭ ‬الثلاثي‭ “‬أَمِنَ‭” ‬في‭ ‬الفهرس‭. ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الكتب‭ ‬المقدسة‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬فهرس‭ ‬في‭ ‬ثناياها‭ ‬أو‭ ‬فهرس‭ ‬للموضوعات‭ ‬في‭ ‬آخرها‭ ‬تجد‭ ‬فيه‭ ‬قائمة‭ ‬لأسماء‭ ‬الأعلام‭ ‬والأماكن‭ ‬والمواضيع‭ ‬الرئيسية‭ ‬مع‭ ‬أرقام‭ ‬الصفحات‭ ‬التي‭ ‬تجدها‭ ‬فيها‭.‬

سيقودك‭ ‬
الروح‭ ‬القدوس‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الحق

هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬قاموس‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬الذي‭ ‬يوفر‭ ‬تعريفات‭ ‬للكلمات‭ ‬والمعلومات‭ ‬الصعبة‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬وجغرافيا‭ ‬وحضارة‭ ‬وشخصيات‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭.‬

من‭ ‬الأدوات‭ ‬الأخرى‭ ‬كتب‭ ‬التفسير‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬معلمون‭ ‬وباحثون‭ ‬حول‭ ‬فهمهم‭ ‬الخاص‭ ‬للكُتُب‭ ‬المقدسة‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬دراستهم‭ ‬الطويلة‭ ‬المركزة‭.‬

إذا‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬لديك‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬الإضافية،‭ ‬لا‭ ‬تقلق‭. ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬سيكشف‭ ‬لك‭ ‬معنى‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬مراجع‭ ‬خاصة‭. ‬اطلب‭ ‬قيادة‭ ‬إلهية‭ ‬بينما‭ ‬تبدأ‭ ‬بممارسة‭ ‬أساليب‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬ستتعلمها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭.‬

الهدف‭ ‬الثاني‭: ‬تعلُّم‭ ‬وفهم‭ ‬ثلاث‭ ‬قواعد‭ ‬أساسية‭ ‬لتفسير‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭.‬

قد‭ ‬تتساءل‭ ‬كيف‭ ‬تبدأ‭ ‬دراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬بأي‭ ‬كتاب‭ ‬تبدأ؟‭ ‬وكم‭ ‬عدداً‭ ‬تقرأ‭ ‬كل‭ ‬يوم؟

وأقترح‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بكتاب‭ ‬قصير‭ ‬نسبياً‭ (‬كرسالة‭ ‬بولس‭ ‬الرسول‭ ‬إلى‭ ‬مؤمني‭ ‬كولوسي‭ ‬التي‭ ‬سندرسها‭ ‬في‭ ‬الدرس‭ ‬الخامس‭.) ‬وادرس‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬عدداً‭ ‬كل‭ ‬يوم‭. ‬قد‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬المزيد،‭ ‬لكن‭ ‬الدراسة‭ ‬تتطلب‭ ‬وقتاً‭ ‬أطول‭. ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تغطي‭ ‬فقرة‭ ‬قصيرة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لكي‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬فائدة‭ ‬ممكنة‭.‬

وكما‭ ‬تتساءل‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬الدراسة،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬لديك‭ ‬أسئلة‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬مقاطع‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬المكتوبة‭. ‬كيف‭ ‬تفسر‭ ‬أو‭ ‬تشرح‭ ‬معناها؟‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬التفسير‭ ‬أن‭ ‬تطرح‭ ‬بعض‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬كل‭ ‬مقطع‭ ‬كتابي‭: ‬من‭ ‬هو‭ ‬الكاتب؟‭ ‬ما‭ ‬غرضه‭ ‬الأساسي؟‭ ‬لمن‭ ‬يكتب؟‭ ‬ما‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬تدور‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭ ‬حوله؟‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬حدث‭ ‬معين‭ ‬في‭ ‬النص،‭ ‬فكيف‭ ‬حدث؟‭ ‬متى‭ ‬حدث؟‭ ‬وأين‭ ‬حدث؟‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة؟‭ ‬ما‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬كذا‭ ‬وكذا؟‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬المبدأ‭ ‬أو‭ ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬يعلنه‭ ‬هذا‭ ‬الكلام؟

الآن‭ ‬سنستخدم‭ ‬روما‭ ‬8‭: ‬26‭-‬27‭ ‬كمثال‭ ‬لتطبيق‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة‭.‬

وَالرُّوحُ‭ ‬أَيْضًا‭ ‬يُسَاعِدُنَا‭ ‬فِي‭ ‬ضَعْفِنَا‭. ‬فَنَحْنُ‭ ‬لَا‭ ‬نَعْلَمُ‭ ‬كَيْفَ‭ ‬نَبْتَهِلُ‭ ‬كَمَا‭ ‬يَجِبُ،‭ ‬لَكِنَّ‭ ‬الرُّوحَ‭ ‬نَفْسَهُ‭ ‬يَشْفَعُ‭ ‬فِينَا‭ ‬عِنْدَ‭ ‬اللهِ‭ ‬بِأَنَّاتٍ‭ ‬لَا‭ ‬تُعَبِّرُ‭ ‬عَنْهَا‭ ‬كَلِمَاتٌ‭. ‬وَإِنَّ‭ ‬اللهَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يَرَى‭ ‬مَا‭ ‬فِي‭ ‬الْقُلُوبِ،‭ ‬يَعْرِفُ‭ ‬فِكْرَ‭ ‬الرُّوحِ‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬الرُّوحَ‭ ‬يَشْفَعُ‭ ‬فِي‭ ‬الْمُؤْمِنِينَ‭ ‬حَسَبَ‭ ‬مَشِيئَةِ‭ ‬اللهِ‭.‬

لا‭ ‬نستطيع‭ ‬إجابة‭ ‬الأسئلة‭ ‬الثلاث‭ ‬الأولى،‭ ‬لكننا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬تدور‭ ‬حوله‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭. ‬إنها‭ ‬عن‭ ‬الصلاة،‭ ‬وعن‭ ‬معونة‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭. ‬كيف‭ ‬يشفع‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬فينا‭ ‬بأنات؟‭ ‬إنها‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬داخلنا،‭ ‬من‭ “‬قلوبنا‭” ‬حيث‭ ‬يسكن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭. (‬انظر‭ ‬يوحنا‭ ‬14‭: ‬15‭-‬17‭). ‬الروح‭ ‬يصلي‭ ‬فينا‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬نصلي‭. ‬الروح‭ ‬يصلي‭ ‬نيابةً‭ ‬عن‭ ‬شعب‭ ‬الله‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭. ‬هذه‭ ‬الفقرة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لنا‭ ‬معيناً‭ ‬عظيماً‭. ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يشفع‭ ‬لنا‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬فحسب،‭ ‬لكن‭ ‬يشفع‭ ‬فينا‭ ‬بحسب‭ ‬مشيئة‭ ‬الله‭. ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬تدعم‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭ ‬القصد‭ ‬الرئيسي‭ ‬للكاتب،‭ ‬لكنها‭ ‬تشجع‭ ‬إيماننا‭. ‬ونعلم‭ ‬أيضاً‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬نسعى‭ ‬لعمل‭ ‬إرادة‭ ‬الله،‭ ‬فإن‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يجدد‭ ‬أذهاننا،‭ ‬فنصلي‭ ‬بحسب‭ ‬مشيئة‭ ‬الله‭.‬

للإجابة‭ ‬عن‭ ‬الأسئلة‭ ‬الأخرى،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقرأ‭ ‬الأعداد‭ ‬المحيطة‭ ‬بالنص‭. ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬المحيطة‭ ‬بفقرة‭ ‬الدراسة‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬نسميه‭ “‬السياق‭” ‬أو‭ “‬القرينة‭”. ‬فإذا‭ ‬قرأنا‭ ‬الأعداد‭ ‬1‭-‬25‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الكاتب‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬حياتنا‭ ‬الجديدة‭ ‬بحسب‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ (‬العددان‭ ‬5،‭ ‬9‭) ‬باعتبارنا‭ ‬أبناء‭ ‬الله‭ (‬العددان‭ ‬14،‭ ‬17‭) ‬الذين‭ ‬لنا‭ ‬رجاء‭ ‬الجلال‭ ‬الذي‭ ‬سيُعلنه‭ ‬الله‭ (‬العدد‭ ‬18‭). ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يساعدنا‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬سبب‭ ‬وجود‭ ‬قوة‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬في‭ ‬صلواتنا،‭ ‬وهو‭ ‬أننا‭ ‬أبناء‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬المسيح‭ ‬عيسى‭. ‬فإذا‭ ‬قرأنا‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬بولس‭ ‬الرسول‭ (‬العدد‭ ‬1‭) ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬إلى‭ ‬جماعة‭ ‬المؤمنين‭ ‬فى‭ ‬روما‭ (‬العدد‭ ‬7‭). ‬وبعد‭ ‬التحية،‭ ‬يبين‭ ‬بولس‭ ‬قصده‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة،‭ ‬ففي‭ ‬العددين‭ ‬16،‭ ‬17‭ ‬يبين‭ ‬بولس‭ ‬أن‭ ‬الإنقاذ‭ ‬يكون‭ ‬بالإيمان‭ ‬وحده‭.‬

والآن‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬العددين‭ ‬26،‭ ‬27‭ (‬موضوع‭ ‬دراستنا‭) ‬يخدمان‭ ‬غرض‭ ‬بولس‭ ‬الرئيسي‭. ‬إنه‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الإيمان‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬النجاة‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬المجد‭ ‬في‭ ‬السماء‭. ‬قاعدة‭ ‬التفسير‭ ‬الثانية‭ ‬هي‭: ‬اشرح‭ ‬النص‭ ‬بحسب‭ ‬ارتباطه‭ ‬بالسياق‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنشأ‭ ‬تعاليم‭ ‬كثيرة‭ ‬خاطئة‭ ‬عندما‭ ‬نسلخ‭ ‬أحد‭ ‬الأعداد‭ ‬من‭ ‬سياقه،‭ ‬كأن‭ ‬يطالب‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬ببعض‭ ‬الوعود‭ ‬الإلهية‭ ‬دون‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالشروط‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭. (‬انظر‭ ‬الشرط‭ ‬في‭ ‬متّى‭ ‬6‭: ‬33‭). ‬وقد‭ ‬يستخدم‭ ‬بعضهم‭ ‬أعداداً‭ ‬كتابية‭ ‬معيَّنة‭ ‬لدعم‭ ‬عقيدة‭ ‬يؤمنون‭ ‬بها‭ ‬دون‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬المقصود‭ ‬والمبني‭ ‬على‭ ‬سياق‭ ‬النص‭. ‬مثلاً،‭ ‬رجل‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬امرأته،‭ ‬قد‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬1كورنتوس‭ ‬7‭: ‬1‭ ‬لكي‭ ‬يدعم‭ ‬موقفه‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لدعم‭ ‬حجته‭. ‬فعندما‭ ‬نقرأ‭ ‬الفصل‭ ‬7‭ ‬كله‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أفاسس‭ ‬5‭ ‬و1تيموتاوس‭ ‬4‭: ‬1‭-‬4،‭ ‬نفهم‭ ‬أن‭ ‬الطلاق‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬عند‭ ‬الله‭.‬

عندما‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬فقرة‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬تعليماً‭ ‬محدداً‭ ‬أو‭ ‬تبدو‭ ‬متناقضة‭ ‬ظاهرياً،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندرس‭ ‬فقرات‭ ‬أخرى‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬مواضيع‭ ‬مرتبطة‭ ‬بذلك‭ ‬التعليم‭. ‬هذه‭ ‬القاعدة‭ ‬الثالثة‭ ‬للتفسير‭ ‬توفر‭ ‬لنا‭ ‬تعليماً‭ ‬شاملاً‭ ‬ومتوازياً‭ ‬للحق‭. ‬ابحث‭ ‬عن‭ ‬الشواهد‭ ‬الكتابية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالفقرة‭ ‬التي‭ ‬تدرسها،‭ ‬وذلك‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬هامش‭ ‬كتابك‭ ‬المقدس‭ ‬أو‭ ‬بأي‭ ‬طريقة‭ ‬أخرى‭ ‬متوفرة‭.‬

كلما‭ ‬قرأت‭ ‬في‭ ‬كتابك‭ ‬المقدس‭ ‬أكثر،‭ ‬كلما‭ ‬صار‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬القواعد‭ ‬الثلاث‭ ‬أيسر‭ ‬وأكثر‭ ‬فائدة‭.‬

الهدف‭ ‬الثالث‭: ‬ملاحظة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الصلاة‭ ‬وبين‭ ‬دراستك‭ ‬لكلمة‭ ‬الله‭.‬

الروح‭ ‬القدوس‭ ‬الذي‭ ‬فينا‭ ‬هو‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬مشيئة‭ ‬الله‭. ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬يسكن‭ ‬فينا‭ ‬باستمرار‭ ‬وهو‭ ‬قائدنا‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يصفه‭ ‬الرسول‭ ‬في‭ ‬1يوحنا‭ ‬2‭: ‬27‭: ‬

أَمَّا‭ ‬أَنْتُمْ،‭ ‬فَالْمَسْحَةُ‭ ‬الَّتِي‭ ‬نِلْتُمُوهَا‭ ‬مِنْهُ‭ ‬تَبْقَى‭ ‬فِيكُمْ‭. ‬لِذَلِكَ‭ ‬لَا‭ ‬تَحْتَاجُونَ‭ ‬إِلَى‭ ‬آخَرَ‭ ‬يُعَلِّمُكُمْ‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬الْمَسْحَةَ‭ ‬تُعَلِّمُكُمْ‭ ‬كُلَّ‭ ‬شَيْءٍ‭. ‬وَهِيَ‭ ‬حَقٌّ‭ ‬لَا‭ ‬غِشَّ‭ ‬فِيهَا‭. ‬فَاثْبُتُوا‭ ‬فِي‭ ‬الْمَسِيحِ‭ ‬كَمَا‭ ‬عَلَّمَتْكُمْ‭.‬

تذكر‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬روح‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬تفسير‭ ‬الحقائق‭ ‬الروحية‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬المكتوبة‭. ‬لكننا‭ ‬نحن‭ ‬أيضاً‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬طلبنا‭ ‬من‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬أن‭ ‬يعيننا‭. ‬الروح‭ ‬لا‭ ‬يفرض‭ ‬الحق‭ ‬علينا،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬لكي‭ ‬نفهم‭ ‬كما‭ ‬صلى‭ ‬داود‭ ‬مرةً‭ ‬بعد‭ ‬مرة‭:‬

اِفْتَحْ‭ ‬عَيْنَيَّ،‭ ‬فَأَرَى‭ ‬الْعَجَائِبَ‭ ‬الَّتِي‭ ‬فِي‭ ‬شَرِيعَتِكَ‭. ‬أَنَا‭ ‬غَرِيبٌ‭ ‬فِي‭ ‬الْأَرْضِ،‭ ‬فَلَا‭ ‬تَحْجُبْ‭ ‬عَنِّي‭ ‬وَصَايَاكَ‭.‬‭ ‬مزمور‭ ‬119‭: ‬18‭-‬19

الدراسة‭ ‬الفعالة‭ ‬للكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الصلاة‭. ‬والصلاة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬التواضع‭ ‬والإخلاص‭ ‬والاتكال‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬علاقتنا‭ ‬به‭. ‬الصلاة‭ ‬تظهر‭ ‬حاجتنا‭ ‬للمعونة‭ ‬والقيادة‭. ‬الصلاة‭ ‬تساعدنا‭ ‬على‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬دراستنا‭ ‬والتجاوب‭ ‬مع‭ ‬دروس‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬لنا‭. ‬الصلاة‭ ‬تفتح‭ ‬أذهاننا‭ ‬لنصبح‭ ‬جاهزين‭ ‬لقبول‭ ‬الحق‭:‬

إِذَنْ‭ ‬لِيَكُنْ‭ ‬ذِهْنُكُمْ‭ ‬مُتَنَبِّهًا،‭ ‬وَاضْبِطُوا‭ ‬أَنْفُسَكُمْ‭. ‬ضَعُوا‭ ‬أَمَلَكُمْ‭ ‬كُلَّهُ‭ ‬فِي‭ ‬النِّعْمَةِ‭ ‬الَّتِي‭ ‬سَتَنَالُونَهَا‭ ‬عِنْدَمَا‭ ‬يَأْتِي‭ ‬عِيسَى‭ ‬الْمَسِيحُ‭.‬‭ ‬1بطرس‭ ‬1‭: ‬13‭ ‬

ونعود‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬بولس‭ ‬في‭ ‬2تيموتاوس‭ ‬3‭: ‬16‭-‬17‭:‬

كُلُّ‭ ‬الْكِتَابِ‭ ‬هُوَ‭ ‬مُوحًى‭ ‬بِهِ‭ ‬مِنَ‭ ‬اللهِ،‭ ‬وَنَافِعٌ‭ ‬لِتَعْلِيمِ‭ ‬الْحَقِّ،‭ ‬وَتَوْبِيخِ‭ ‬الضَّلَالِ،‭ ‬وَتَصْحِيحِ‭ ‬الْخَطَأِ،‭ ‬وَالْإِرْشَادِ‭ ‬إِلَى‭ ‬الصَّلَاحِ‭. ‬لِيَكُونَ‭ ‬الشَّخْصُ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يَنْتَمِي‭ ‬للهِ‭ ‬مُجَهَّزًا‭ ‬وَمُؤَهَّلًا‭ ‬لِيَقُومَ‭ ‬بِكُلِّ‭ ‬عَمَلٍ‭ ‬صَالِحٍ‭.‬

تظهر‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭ ‬لماذا‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندرس‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭. ‬صلِّ‭ ‬أن‭ ‬يعينك‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬لكي‭ ‬تتعلم‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬حول‭ ‬تفسير‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬بينما‭ ‬تتابع‭ ‬دراسة‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭.‬

الآن‭ ‬وقد‭ ‬أكملت‭ ‬الدروس‭ ‬الأربعة‭ ‬الأولى،‭ ‬أجب‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬الطالب‭. ‬راجع‭ ‬الدروس‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬الرابع،‭ ‬ثم‭ ‬اتبع‭ ‬التعليمات‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬مبيَّنةٌ‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الطالب‭.‬