فكّر في الآخرين عندما تصلي

ماذا‭ ‬تفعل‭ ‬إذا‭ ‬علمت‭ ‬أن‭ ‬أحداً‭ ‬يعاني‭ ‬جرحاً‭ ‬أو‭ ‬مشكلة‭ ‬ما؟‭ ‬لعلك‭ ‬تقول‭: “‬سأحاول‭ ‬أن‭ ‬أساعده‭.” ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬بعيداً‭ ‬جداً‭ ‬عنه؟‭ ‬ماذا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬يحتاج‭ ‬شيئاً‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬يدك‭ ‬أن‭ ‬توفره‭ ‬له؟‭ ‬ماذا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مشكلته‭ ‬فوق‭ ‬حدود‭ ‬قدراتك‭ ‬أو‭ ‬إمكانياتك‭ ‬للحل؟‭ ‬ماذا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لديك‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتممها،‭ ‬مما‭ ‬يمنعك‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬لمساعدة‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬المحتاج؟‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭. ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬بإمكانك‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬شخصاً‭ ‬ما،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬الصلاة‭. ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬احتياجات‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬مرئية‭. ‬وعندما‭ ‬تصلي‭ ‬قد‭ ‬يكشف‭ ‬الله‭ ‬لك‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬ويتكلم‭ ‬إليك‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬بشكل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تفكر‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬

هذا‭ ‬الدرس‭ ‬يوضح‭ ‬لك‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬المفتاحية‭ ‬التي‭ ‬تساعدك‭ ‬للصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭. ‬سوف‭ ‬يساعدك‭ ‬لتعرف‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬لأجله،‭ ‬وكيف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭. ‬وأنت‭ ‬إذ‭ ‬تضع‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬ستتعلمها،‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ،‭ ‬تكون‭ ‬عندئذ‭ ‬متبعاً‭ ‬تلك‭ ‬النماذج‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬عندئذ‭ ‬سوف‭ ‬تكتشف‭ ‬الاكتشاف‭ ‬العجيب‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬سيلمس‭ ‬الآخرين‭ ‬بواسطتك‭. ‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ …‬

٪ انظر‭ ‬إلى‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭.‬

٪ صلّ‭ ‬لأجل‭ ‬عائلتك‭.‬

٪ صلّ‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭.‬

٪ ساعد‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬الاحتياجات‭.‬

هذا‭ ‬الدرس‭ ‬سيساعدك‭:‬

٪ أن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭ ‬وتصلي‭ ‬لأجلهم‭ ‬بمحبة‭ ‬واهتمام‭.‬

٪ أن‭ ‬تتعاون‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬لكي‭ ‬يستجيب‭ ‬صلاتك‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭.‬

‭ ‬

الهدف‭ ‬الأول‭: ‬تحديد‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬المحتاجين،‭ ‬والشعور‭ ‬بهم‭ ‬لكي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سد‭ ‬احتياجاتهم‭.‬

نظر‭ ‬عيسى‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬ورأى‭ ‬احتياجاتهم‭. ‬أحس‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بجميع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتألمون‭. ‬رحب‭ ‬بالمساكين،‭ ‬والمنبوذين‭ ‬والعمي‭ ‬والبرص‭ (‬مرضى‭ ‬الجذام‭). ‬حتى‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬الجموع‭ ‬تستمع‭ ‬إلى‭ ‬تعاليمه،‭ ‬عرف‭ ‬عيسى‭ ‬أنهم‭ ‬جياع،‭ ‬وقال‭ ‬لتلاميذه‭ ‬أن‭ ‬يعطوهم‭ ‬شيئاً‭ ‬ليأكلوا‭.‬

إن‭ ‬محبة‭ ‬عيسى‭ ‬للناس‭ ‬جعلته‭ ‬يتألم‭ ‬مع‭ ‬المتألمين،‭ ‬وهي‭ ‬تعمل‭ ‬نفس‭ ‬الشيء‭ ‬لأجلنا‭. ‬فإن‭ ‬محبة‭ ‬الله‭ ‬فينا‭ ‬تساعدنا‭ ‬لننظر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عيني‭ ‬عيسى‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬أعمتهم‭ ‬الخطيئة،‭ ‬ضحايا‭ ‬إبليس‭ ‬الضالين،‭ ‬الذين‭ ‬مصيرهم‭ ‬العذاب‭ ‬الأبدي‭. ‬محبة‭ ‬كهذه‭ ‬ستدفعنا‭ ‬أن‭ ‬نصلي،‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬دفعت‭ ‬عيسى‭ ‬إلى‭ ‬الصلاة‭. ‬فإنه‭ ‬نظر‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬احتياج‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬سخروا‭ ‬منه‭ ‬وهو‭ ‬معلق‭ ‬على‭ ‬الصليب‭ ‬لأجل‭ ‬خطاياهم‭ ‬وصرخ‭:‬

يَا‭ ‬أَبِي،‭ ‬اِغْفِرْ‭ ‬لَهُمْ‭ ‬لِأَنَّهُمْ‭ ‬لَا‭ ‬يَعْلَمُونَ‭ ‬مَا‭ ‬يَفْعَلُونَ‭. ‬‭(‬لوقا‭ ‬23‭: ‬34‭)‬

ونقرأ‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬بأن‭  ‬عيسى‭ “‬أشفق‭” ‬عندما‭ ‬نظر‭ ‬إلى‭ ‬احتياجات‭ ‬الناس‭. ‬وتعني‭ ‬كلمة‭ “‬أشفق‭” (‬التألم‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬الشعور‭ ‬بآلام‭ ‬الآخرين‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬آلامك‭ ‬أنت‭).  ‬وهذه‭ ‬الشفقة‭ ‬قادت‭ ‬عيسى‭ ‬للصلاة‭ ‬وللعمل‭. ‬كانت‭ ‬معجزاته‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬نتيجة‭ ‬لشفقته،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬محبة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬احتياجات‭ ‬الناس‭.‬

فَلَمَّا‭ ‬نَزَلَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْقَارِبِ،‭ ‬رَأَى‭ ‬جُمْهُورًا‭ ‬كَثِيرًا،‭ ‬فَأَشْفَقَ‭ ‬عَلَيْهِمْ‭ ‬وَشَفَى‭ ‬مَرْضَاهُمْ‭.‬‭ (‬متى‭ ‬14‭: ‬14‭)‬

بعض‭ ‬الناس‭ ‬يفكرون‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مشاكلهم‭ ‬أو‭ ‬منافعهم‭ ‬ولا‭ ‬يرون‭ ‬حاجات‭ ‬من‭ ‬حولهم‭. ‬والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬ضيقات‭ ‬الآخرين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بأي‭ ‬اهتمام‭. ‬كثيرون‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬حوادث‭ ‬وفقر‭ ‬ومآس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بالشفقة‭ ‬أو‭ ‬العطف‭ ‬نحو‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتألمون‭. ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬لكي‭ ‬يجعلنا‭ ‬الله‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية‭ ‬لمشاكل‭ ‬الناس‭ ‬المحيطين‭ ‬بنا‭. ‬وعندها‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نساعد‭ ‬في‭ ‬استجابة‭ ‬الصلاة،‭ ‬بأن‭ ‬ننظر‭ ‬حولنا‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬ونصلي‭ ‬لأجل‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التي‭ ‬نراها‭. ‬وإذ‭ ‬نفعل‭ ‬هذا‭ ‬سيسكب‭ ‬الله‭ ‬فينا‭ ‬محبته‭ ‬تجاه‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬نصلي‭ ‬لأجلهم،‭ ‬وعندها‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬بحنان‭ ‬المسيح‭.‬

هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأولئك‭ ‬المحتاجين،‭ ‬وهذا‭ ‬الإحساس‭ ‬بالحنان،‭ ‬ينتج‭ ‬أكثر‭ ‬الصلوات‭ ‬فاعلية‭. ‬إنها‭ ‬تأتي‭ ‬بالصدق‭ ‬والجدية‭ ‬العميقين‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬نسميه‭ ‬بالصلاة‭ ‬التشفعية‭ (‬الصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭) ‬وينتج‭ ‬إيماناً‭ ‬للاستجابة‭ ‬إذ‭ ‬ندرك‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يهتم‭ ‬بالاحتياجات‭.‬

صلّ‭ ‬لأجل‭ ‬عائلتك

الهدف‭ ‬الثاني‭: ‬شرح‭ ‬أهمية‭ ‬الصلاة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أفراد‭ ‬عائلتك‭.‬

نجد‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬لرجال‭ ‬ونساء‭ ‬يصلون‭ ‬لأجل‭ ‬أبنائهم‭ ‬ولأجل‭ ‬أعضاء‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬عائلاتهم‭. ‬فلقد‭ ‬نجَّت‭ ‬صلاة‭ ‬إبراهيم‭ ‬لوطاً‭ ‬ابن‭ ‬أخيه‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬حين‭ ‬دُمّرت‭ ‬مدينة‭ ‬سدوم‭. ‬ولقد‭ ‬استجاب‭ ‬الله‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬زوجة‭ ‬لابنه‭ ‬إسحق‭. ‬صلّى‭ ‬إسحاق‭ ‬لأجل‭ ‬زوجته‭ ‬رفقة‭ ‬لكي‭ ‬يشفيها‭ ‬الله‭. ‬وهي‭ ‬بدورها‭ ‬صلّت‭ ‬لأجل‭ ‬ولديها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يولدا‭. ‬ولقد‭ ‬صلّى‭ ‬منوح‭ ‬وزوجته‭ ‬لكي‭ ‬يرشدهما‭ ‬الله‭ ‬كيف‭ ‬يربيان‭ ‬ابنهما‭. ‬ولقد‭ ‬صلى‭ ‬أيوب‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لله‭ ‬لكي‭ ‬يحفظ‭ ‬أبناءه‭ ‬من‭ ‬الخطيئة‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يغفر‭ ‬لهم‭ ‬عندما‭ ‬يخطئون‭. ‬الوالدون‭ ‬أخذوا‭ ‬أبناءهم‭ ‬لبيت‭ ‬الله‭ ‬وكرسوهم‭ ‬لله‭. ‬وأخذت‭ ‬الأمهات‭ ‬أولادهن‭ ‬لعيسى‭ ‬ليباركهم‭ ‬وأيضاً‭ ‬لأجل‭ ‬الشفاء‭.‬

عبر‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬كله‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬العائلة‭ ‬كلها‭ ‬تعبده‭ ‬وتخدمه‭ ‬معاً‭ ‬وتتمتع‭ ‬ببركته‭ ‬في‭ ‬البيت‭. ‬لذلك‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬عائلتك‭ ‬لم‭ ‬يقبلوا‭ ‬المسيح‭ ‬منجياً‭ ‬لهم،‭ ‬فإن‭ ‬أهم‭ ‬صلاة‭ ‬تصليها‭ ‬من‭ ‬أجلهم‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬لأجل‭ ‬نجاتهم‭. ‬وها‭ ‬هي‭ ‬آية‭ ‬كتابية‭ ‬عظيمة‭ ‬تخبرنا‭ ‬بما‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتوقعه‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نؤمن‭:‬

آمِنْ‭ ‬بِمَوْلَانَا‭ ‬عِيسَـى‭ ‬الْمَسِيحِ،‭ ‬فَتَنْجُوَ‭ ‬أَنْتَ‭ ‬وَكُلُّ‭ ‬عَائِلَتِكَ‭.‬‭ (‬أعمال‭ ‬16‭: ‬31‭)‬

هذه‭ ‬آية‭ ‬جميلة‭ ‬للحفظ‭ ‬وللاقتباس‭ ‬عندما‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬نجاة‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬عائلتنا‭. ‬هذه‭ ‬تقوي‭ ‬إيماننا‭ ‬إذ‭ ‬نذكّر‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬يريد‭ ‬جميع‭ ‬العائلة‭ ‬أن‭ ‬تؤمن‭ ‬فتنجو‭. ‬بالإيمان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطالب‭ ‬بنجاتهم‭.‬

إن‭ ‬محبتنا‭ ‬لعائلتنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تجعلنا‭ ‬صابرين‭ ‬وشفوقين‭ ‬من‭ ‬نحوهم،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬يقاومون‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬أو‭ ‬الإنجيل‭ ‬بشدة‭. ‬طبعاً‭ ‬إن‭ ‬الشيطان‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬لعائلاتنا‭ ‬أو‭ ‬أصدقائنا‭ ‬أن‭ ‬ينالوا‭ ‬النجاة‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬نزداد‭ ‬صلاة‭ ‬لأجلهم‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أنهم‭ ‬يزدادون‭ ‬معصية‭ ‬ضد‭ ‬أمور‭ ‬الله‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬أن‭: ‬

1‭.‬ نستمر‭ ‬مصلين‭ ‬ومسبحين‭ ‬الله‭ ‬مؤمنين‭ ‬بالاستجابة،

2‭.‬ نكون‭ ‬صابرين،‭ ‬

3‭.‬ نظهر‭ ‬لهم‭ ‬أننا‭ ‬نحبهم،‭ ‬

4‭.‬ نطيع‭ ‬الله‭ ‬إذ‭ ‬يرينا‭ ‬كيف‭ ‬نشهد‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬نصلي‭ ‬معهم‭.‬

صلاة‭ + ‬طاعة‭ + ‬محبة‭ + ‬صبر‭ = ‬نتائج

صلّ‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين

الهدف‭ ‬الثالث‭: ‬شرح‭ ‬كيف‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الآخرين‭.‬

يا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬امتياز‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬لنساعد‭ ‬الآخرين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الصلاة‭! ‬إن‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬ومساعدة‭. ‬نحن‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬عائلاتنا‭ ‬وأصدقائنا‭ ‬وجيراننا‭. ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬قادة‭ ‬الكنيسة،‭ ‬ممثلي‭ ‬الحكومة؟‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬معونة‭ ‬الله‭. ‬نحن‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬وطننا‭ ‬ولأجل‭ ‬الآخرين‭ ‬ولأجل‭ ‬جميع‭ ‬الذين‭ ‬يتألمون‭ ‬ولأجل‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬عيسى،‭ ‬لأجل‭ ‬متجددين‭ ‬جدد،‭ ‬ولأجل‭ ‬شعب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬للجميع‭ ‬مشاكل‭ ‬تفوق‭ ‬احتمالهم‭ ‬ذ‭ ‬لكن‭ ‬الله‭ ‬مهتم‭ ‬بكل‭ ‬الحاجات‭ ‬البشرية‭ ‬ولديه‭ ‬حل‭ ‬لكل‭ ‬مشكلة‭. ‬نحن‭ ‬نعمل‭ ‬كشركاء‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬نفس‭ ‬اهتماماته،‭ ‬وأن‭ ‬نأخذ‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭ ‬إليه‭ ‬مستمعين‭ ‬إلى‭ ‬توجيهاته،‭ ‬ثم‭ ‬نعمل‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬منا‭ ‬عمله‭. ‬إن‭ ‬كلمته‭ ‬ترينا‭ ‬كيف‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭.‬

فَأُوصِيكُمْ‭ ‬أَوَّلَ‭ ‬كُلِّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬أَنْ‭ ‬تُقِيمُوا‭ ‬الدُّعَاءَ‭ ‬وَالصَّلَاةَ‭ ‬وَالتَّضَرُّعَ‭ ‬وَالْحَمْدَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِ‭ ‬كُلِّ‭ ‬النَّاسِ،‭ ‬وَمِنْ‭ ‬أَجْلِ‭ ‬الْمُلُوكِ‭ ‬وَأَصْحَابِ‭ ‬الْمَنَاصِبِ‭. ‬لِكَيْ‭ ‬نَحْيَا‭ ‬حَيَاةً‭ ‬هَادِئَةً‭ ‬مُطْمَئِنَّةً‭ ‬بِكُلِّ‭ ‬تَقْوَى‭ ‬وَوَقَارٍ‭. ‬فَهَذَا‭ ‬حَسَنٌ‭ ‬وَمَقْبُولٌ‭ ‬عِنْدَ‭ ‬اللهِ‭ ‬مُنْقِذِنَا‭. ‬فَهُوَ‭ ‬يُرِيدُ‭ ‬لِجَمِيعِ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَنْجُوا،‭ ‬وَيُقْبِلُوا‭ ‬إِلَى‭ ‬مَعْرِفَةِ‭ ‬الْحَقِّ‭. ‬‭(‬1تيموتاوس‭ ‬2‭: ‬1‭ – ‬4‭)‬

‭… ‬أَحِبُّوا‭ ‬أَعْدَاءَكُمْ،‭ ‬وَادْعُوا‭ ‬بِالْخَيْرِ‭ ‬لِلَّذِينَ‭ ‬يَضْطَهِدُونَكُمْ‭.‬‭ (‬متى‭ ‬5‭: ‬44‭)‬

اُدْعُ‭ ‬الْمَوْلَى‭ ‬إِلَهَنَا‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِنَا‭.‬‭ (‬إرميا‭ ‬37‭: ‬3‭)‬

اُدْعُوا‭ ‬اللهَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِ‭ ‬سَلَامِ‭ ‬الْقُدْسِ‭.‬‭ (‬مزمور‭ ‬122‭: ‬6‭)‬

لَعَلَّ‭ ‬الْمَوْلَى‭ ‬إِلَهَكَ‭ ‬يُخْبِرُنَا‭ ‬أَيْنَ‭ ‬نَذْهَبُ‭ ‬وَمَاذَا‭ ‬نَعْمَلُ‭!‬‭ (‬إرميا‭ ‬42‭: ‬3‭)‬

وَأَخِيرًا‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬الْإِخْوَةُ،‭ ‬صَلُّوا‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِنَا‭ ‬لِكَيْ‭ ‬تَنْتَشِرَ‭ ‬رِسَالَةُ‭ ‬الْمَسِيحِ‭ ‬بِسُرْعَةٍ‭ ‬وَتُكْرَمَ،‭ ‬كَمَا‭ ‬حَدَثَ‭ ‬عِنْدَكُمْ‭. ‬وَصَلُّوا‭ ‬أَيْضًا‭ ‬لِكَيْ‭ ‬يُنْقِذَنَا‭ ‬اللهُ‭ ‬مِنَ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬الْأَرْدِيَاءِ‭ ‬الْأَشْرَارِ،‭ ‬فَلَيْسَ‭ ‬الْجَمِيعُ‭ ‬يُؤْمِنُونَ‭.‬‭ (‬2تسالونكي‭ ‬3‭: ‬1‭ – ‬2‭)‬

هَلْ‭ ‬فِيكُمْ‭ ‬وَاحِدٌ‭ ‬فِي‭ ‬ضِـيقٍ؟‭ ‬فَيَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَبْتَهِلَ‭ ‬للهِ‭. ‬هَلْ‭ ‬فِيكُمْ‭ ‬وَاحِدٌ‭ ‬فَرْحَانٌ؟‭ ‬فَيَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يُسَـبِّحَ‭ ‬اللهَ‭. ‬هَلْ‭ ‬فِيكُمْ‭ ‬وَاحِدٌ‭ ‬مَرِيضٌ؟‭ ‬فَيَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَسْـتَدْعِيَ‭ ‬شُـيُوخَ‭ ‬الْجَمَاعَةِ،‭ ‬وَيَدْعُوا‭ ‬اللهَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَجْلِهِ‭ ‬وَيَدْهِنُوهُ‭ ‬بِزَيْتٍ‭ ‬بِاسْـمِ‭ ‬الْمَسِيحِ‭. ‬وَالدُّعَاءُ‭ ‬بِإِيمَانٍ‭ ‬يَشْـفِي‭ ‬الْمَرِيضَ،‭ ‬وَالْمَسِيحُ‭ ‬يُقِيمُهُ‭. ‬فَإِنْ‭ ‬كَانَ‭ ‬مَرَضُـهُ‭ ‬بِسَـبَبِ‭ ‬ذَنْبٍ‭ ‬ارْتَكَبَهُ،‭ ‬يُغْفَرُ‭ ‬لَهُ‭. ‬اِعْتَرِفُوا‭ ‬بَعْضُـكُمْ‭ ‬لِبَعْضٍ‭ ‬بِالذُّنُوبِ،‭ ‬وَادْعُوا‭ ‬بَعْضُـكُمْ‭ ‬لِأَجْلِ‭ ‬بَعْضٍ‭ ‬لِكَيْ‭ ‬تُشْـفَوْا‭. ‬دُعَاءُ‭ ‬الرَّجُلِ‭ ‬الصَّـالِحِ‭ ‬لَهُ‭ ‬مَفْعُولٌ‭ ‬قَوِيٌّ‭ ‬جِدًّا‭.‬‭ (‬يعقوب‭ ‬5‭: ‬13‭-‬16‭)‬

إن‭ ‬الدهن‭ ‬بالزيت‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬قوة‭ ‬له‭ ‬لأن‭ ‬يشفي،‭ ‬لكنه‭ ‬يمثل‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬العمل‭. ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬وضع‭ ‬الزيت‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الشخص‭ ‬عند‭ ‬تكريسه‭ ‬لله‭ ‬ولخدمته‭. ‬والصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬الشفاء‭ ‬تتضمن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالزلات‭ ‬والتكريس‭ ‬لله‭. ‬كثيرون‭ ‬اليوم‭ ‬يخبرون‭ ‬كيف‭ ‬شفاهم‭ ‬الله‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬مستعصية‭ ‬إذ‭ ‬أطاعوا‭ ‬التعليمات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬يعقوب‭ ‬5‭: ‬13‭-‬16‭.‬

دعنا‭ ‬نصلي‭ ‬هذه‭ ‬الصلاة‭ ‬معاً‭ ‬الآن‭:‬

يا‭ ‬أبانا‭ ‬السماوي‭. ‬نحن‭ ‬نحبك‭ ‬لأنك‭ ‬تستحق‭ ‬عبادتنا‭ ‬ومحبتنا‭. ‬أنت‭ ‬الله‭ ‬كليّ‭ ‬القدرة،‭ ‬خالق‭ ‬كل‭ ‬الأشياء،‭ ‬أنت‭ ‬معنا‭ ‬هنا‭ ‬الآن‭ ‬وتدعونا‭ ‬لأن‭ ‬نصلي‭.‬

أنت‭ ‬ترى‭ ‬جميع‭ ‬زلاتنا‭ ‬وأخطائنا‭. ‬نحن‭ ‬نعترف‭ ‬لك‭ ‬بها‭. ‬نسألك‭ ‬أن‭ ‬تغفر‭ ‬لنا‭ ‬وأن‭ ‬تساعدنا‭ ‬لأن‭ ‬نعمل‭ ‬ما‭ ‬تريد‭. ‬نحن‭ ‬نشكرك‭ ‬لأجل‭ ‬إرسال‭ ‬ابنك‭ ‬عيسى‭ ‬المسيح،‭ ‬لكي‭ ‬ينجينا‭ ‬من‭ ‬خطايانا‭. ‬نحن‭ ‬نشكرك‭ ‬لأنك‭ ‬جعلتنا‭ ‬أبناءاً‭ ‬لك‭. ‬ولذلك‭ ‬يا‭ ‬رب‭ ‬نأتي‭ ‬إليك‭ ‬بفرح،‭ ‬لكي‭ ‬نكون‭ ‬شركاء‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬الآخرين‭.‬

نسألك‭ ‬أن‭ ‬تبارك‭ ‬عائلاتنا‭ ‬وأن‭ ‬تملأ‭ ‬احتياج‭ ‬كل‭ ‬شخص‭. ‬من‭ ‬فضلك‭ ‬أعلن‭ ‬لنا‭ ‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نساعد‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضاً‭. ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬إنقاذك‭ ‬لهم‭. ‬ساعدنا‭ ‬لنخبرهم‭ ‬عنك،‭ ‬ونريهم‭ ‬محبتك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نعمل‭ ‬وما‭ ‬نقول‭.‬

نحن‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬قادة‭ ‬أمتنا‭ ‬والأمم‭ ‬الأخرى‭. ‬أعطِهم‭ ‬حكمة‭. ‬ساعدهم‭ ‬ليعرفوك‭ ‬ويخدموك‭. ‬أعطِ‭ ‬سلامك‭ ‬للعالم‭. ‬قدّم‭ ‬طعاماً‭ ‬للجائعين‭ ‬وأعطِ‭ ‬الصحة‭ ‬للمرضى،‭ ‬وحرية‭ ‬لأولئك‭ ‬المأسورين‭.‬

نحن‭ ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬أصدقائنا‭ ‬وإخوتنا‭ ‬المؤمنين،‭ ‬لأجل‭ ‬رعاتنا‭ ‬وكنائسنا‭ (‬جماعات‭ ‬المؤمنين‭). ‬نصلي‭ ‬لأجل‭ ‬شعبك‭ ‬وعملك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلد‭. ‬لتأتِ‭ ‬مملكتك‭ ‬ولتكن‭ ‬مشيئتك‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬السماء‭. ‬ساعدنا‭ ‬جميعاً‭ ‬لنعمل‭ ‬واجبنا‭ ‬حتى‭ ‬تتم‭ ‬هذه‭ ‬المشيئة‭. ‬نطلب‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬اسم‭ ‬عيسى‭ ‬ولمجدك‭. ‬آمين‭.‬

ساعد‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬الاحتياجات

الهدف‭ ‬الرابع‭: ‬شرح‭ ‬دورنا‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭.‬

إن‭ ‬الله‭ ‬يحرك‭ ‬قوى‭ ‬كثيرة‭ ‬لكي‭ ‬يستجيب‭ ‬الصلاة‭ ‬ويقابل‭ ‬احتياجات‭ ‬البشر‭. ‬هو‭ ‬يساعدنا‭ ‬أولاً‭ ‬لنرى‭ ‬الاحتياج،‭ ‬ويشركنا‭ ‬في‭ ‬اهتمامه‭ ‬به‭. ‬ثم‭ ‬يرينا‭ ‬كيف‭ ‬نصلي‭ ‬لأجله،‭ ‬ويعطينا‭ ‬إيماناً‭ ‬بالاستجابة‭. ‬إنه‭ ‬يعرّفنا‭ ‬بما‭ ‬يريدنا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬ويساعدنا‭ ‬لنعمله،‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬بركة‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬كشركاء‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬هذا‭ ‬فهو‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الآخرين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الظروف‭ ‬وبطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬غير‭ ‬عادية،‭ ‬لينجزوا‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مستحيلاً‭ ‬بشرياً‭. ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬يرسل‭ ‬ملائكته‭ ‬ليعملوا‭ ‬مشيئته‭ ‬ويستجيب‭ ‬صلواتنا‭.‬

كيف‭ ‬يستجيب‭ ‬الله‭ ‬الصلاة

يخبرنا‭ ‬بما‭ ‬نعمل يعمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الظروف

يخبر‭ ‬الآخرين‭ ‬بما‭ ‬يعملون يعمل‭ ‬فينا

يخبر‭ ‬الملائكة‭ ‬بما‭ ‬يعملون يهزم‭ ‬قوى‭ ‬الشر

يعمل‭ ‬في‭ ‬الطبيعة يجري‭ ‬عجائب‭ ‬ومعجزات

إن‭ ‬معجزة‭ ‬عيسى‭ ‬في‭ ‬إشباع‭ ‬الخمسة‭ ‬آلاف‭ ‬ترينا‭ ‬طريقة‭ ‬بها‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نساعده‭ ‬في‭ ‬استجابة‭ ‬الصلاة‭. ‬فلقد‭ ‬صلّى‭ ‬على‭ ‬طعام‭ ‬الغلام،‭ ‬باركه‭ ‬ثم‭ ‬وضعه‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬التلاميذ‭ ‬ليقدموه‭ ‬للجموع‭. ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يأكل‭ ‬الغلام‭ ‬طعامه‭ ‬هذا‭. ‬والتلاميذ‭ ‬كان‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يأكلوه‭. ‬ولكن‭ ‬لأنهم‭ ‬أعطوه‭ ‬لآخرين‭ ‬حدثت‭ ‬المعجزة‭. ‬عندما‭ ‬شاركوا‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬باركه‭ ‬الله‭ ‬حتى‭ ‬شبع‭ ‬الكل‭ ‬وفاضت‭ ‬اثنتا‭ ‬عشرة‭ ‬قفة‭! ‬ونحن‭ ‬أيضاً‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الصلاة‭ ‬لأجل‭ ‬احتياجات‭ ‬أولئك‭ ‬الجياع،‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬جياعاً‭ ‬للخبز‭ ‬الطبيعي‭ ‬أو‭ ‬لخبز‭ ‬الحياة‭. ‬إن‭ ‬الله‭ ‬سيباركنا‭ ‬ويملأ‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬أيضاً‭ ‬بينما‭ ‬نحن‭ ‬نصلي‭ ‬ونشارك‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭. ‬قال‭ ‬عيسى‭:‬

أَعْطُوا‭ ‬تُعْطَوْا‭. ‬فِي‭ ‬حِجْرِكُمْ‭ ‬يَصُبُّونَ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬كَيْلًا‭ ‬مَلْآنًا‭ ‬وَمَكْبُوسًا‭ ‬وَمَهْزُوزًا‭ ‬وَفَائِضًا‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬الْكَيْلَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬تَكِيلُونَ‭ ‬بِهِ‭ ‬لِلْآخَرِينَ،‭ ‬هُوَ‭ ‬نَفْسُهُ‭ ‬يُكَالُ‭ ‬بِهِ‭ ‬لَكُمْ‭.‬‭ (‬لوقا‭ ‬6‭: ‬38‭)‬

يُعدّ‭ ‬كتاب‭ ‬نحميا‭ ‬بكامله‭ ‬شهادة‭ ‬شخصية‭ ‬ملهمة‭ ‬عن‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يصلي،‭ ‬وفي‭ ‬الآخرين،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الظروف،‭ ‬لكي‭ ‬يستجيب‭ ‬الصلاة‭. ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬نحميا‭ ‬في‭ ‬سبي‭ ‬بابل‭ ‬وظيفة‭ ‬جيدة‭ ‬كخادم‭ ‬موثوق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الملك‭. ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬مهتماً‭ ‬باحتياجات‭ ‬الآخرين،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬بني‭ ‬جنسه‭ ‬الذين‭ ‬رجعوا‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭. ‬عندما‭ ‬جاءه‭ ‬أخوه‭ ‬بأخبار‭ ‬المتاعب‭ ‬الموجودة‭ ‬هناك،‭ ‬بكى‭ ‬نحميا‭.‬

جَلَسْتُ‭ ‬وَبَكَيْتُ‭ ‬وَنُحْتُ‭ ‬أَيَّامًا،‭ ‬وَصُمْتُ‭ ‬وَابْتَهَلْتُ‭ ‬أَمَامَ‭ ‬رَبِّ‭ ‬السَّمَاءِ‭. ‬‭(‬نحميا‭ ‬1‭: ‬4‭)‬

لقد‭ ‬صلى‭ ‬نحميا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأسوار‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لأن‭ ‬يعاد‭ ‬بناؤها‭ ‬لتحمي‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬أعدائه،‭ ‬وأما‭ ‬الله‭ ‬فقد‭ ‬وضع‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬خطة‭ ‬ليعمل‭ ‬شيئاً‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬الحاجة‭. ‬أحس‭ ‬نحميا‭ ‬بالاهتمام‭ ‬الشديد‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الملك‭ ‬لاحظه‭ ‬وسأله‭ ‬لماذا‭ ‬هو‭ ‬حزين‭. ‬كان‭ ‬نحميا‭ ‬خائفاً‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يبدو‭ ‬أحد‭ ‬حزيناً‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬الملك‭. ‬كان‭ ‬في‭ ‬الإمكان‭ ‬أن‭ ‬يعاقب‭ ‬أو‭ ‬يفقد‭ ‬وظيفته‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬حياته‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يرضِ‭ ‬الملك‭. ‬لكن‭ ‬نحميا‭ ‬قدم‭ ‬لله‭ ‬صلاة‭ ‬صامتة‭ ‬سريعة،‭ ‬وانتهز‭ ‬الفرصة‭ ‬ليتحدث‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬عن‭ ‬احتياجات‭ ‬وطنه‭. ‬وكانت‭ ‬صلاة‭ ‬نحميا‭ “‬وفقني‭ ‬اليوم‭ ‬يا‭ ‬ربي،‭ ‬واجعل‭ ‬الملك‭ ‬يرضى‭ ‬عني‭” ‬وقد‭ ‬فعل‭ ‬الله‭ ‬ذلك‭ ‬تماماً‭. ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يغضب،‭ ‬ناقش‭ ‬الملك‭ ‬المشكلة‭ ‬مع‭ ‬نحميا‭. ‬وطلب‭ ‬إليه‭ ‬قائلاً‭ ‬له‭ ‬ماذا‭ ‬طالب‭ ‬أنت‭.‬

فَقَالَ‭ ‬لِيَ‭ ‬الْمَلِكُ‭: “‬مَاذَا‭ ‬تَطْلُبُ؟‭” ‬فَابْتَهَلْتُ‭ ‬إِلَى‭ ‬رَبِّ‭ ‬السَّمَاءِ‭ ‬وَقُلْتُ‭ ‬لِلْمَلِكِ‭: “‬إِنْ‭ ‬كُنْتَ‭ ‬تُوَافِقُ‭ ‬يَا‭ ‬جَلَالَةَ‭ ‬الْمَلِكِ،‭ ‬وَإِنْ‭ ‬كُنْتَ‭ ‬تَرْضَى‭ ‬عَنِّي‭ ‬أَنَا‭ ‬عَبْدَكَ،‭ ‬أَرْسِلْنِي‭ ‬إِلَى‭ ‬يَهُوذَا‭ ‬إِلَى‭ ‬الْمَدِينَةِ‭ ‬الَّتِي‭ ‬فِيهَا‭ ‬قُبُورُ‭ ‬آبَائِي‭ ‬فَأَبْنِيَهَا‭.” ‬وَكَانَتِ‭ ‬الْمَلِكَةُ‭ ‬جَالِسَةً‭ ‬بِجَانِبِهِ،‭ ‬فَسَأَلَنِي‭ ‬الْمَلِكُ‭: “‬كَمْ‭ ‬يَطُولُ‭ ‬سَفَرُكَ،‭ ‬وَمَتَى‭ ‬تَرْجِعُ؟‭” ‬فَوَافَقَ‭ ‬الْمَلِكُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يُرْسِلَنِي،‭ ‬وَحَدَّدْتُ‭ ‬مَوْعِدًا‭ ‬لِسَفَرِي‭. ‬‭(‬نحميا‭ ‬2‭: ‬4‭ – ‬6‭)‬

يا‭ ‬للعجب‭! ‬لقد‭ ‬صار‭ ‬الملك‭ ‬شريكاً‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬نحميا‭ ‬إذ‭ ‬أجاب‭ ‬الله‭ ‬الصلاة‭. ‬وأعطى‭ ‬نحميا‭ ‬تصريحاً‭ ‬للغياب‭ ‬وتفويضاً‭ ‬وإمداداً‭ ‬ومجموعة‭ ‬عسكرية‭ ‬لحمايته‭.‬

ولقد‭ ‬ساعد‭ ‬الله‭ ‬نحميا‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬كاستجابة‭ ‬للصلاة‭. ‬يا‭ ‬للمشاكل‭ ‬التي‭ ‬واجهها‭! ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬جميعها‭. ‬بنى‭ ‬الأسوار‭ ‬وخدم‭ ‬كحاكم‭ ‬في‭ ‬القدس‭. ‬ويذكر‭ ‬نحميا‭ ‬سر‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬القول‭ “‬لأن‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬معي‭.” ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬أيضاً‭ ‬بأن‭ ‬الأشياء‭ ‬العظيمة‭ ‬قد‭ ‬أُنجزت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬صلاته،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬مستعداً‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬لاستجابة‭ ‬الصلاة‭.‬