استمع إلى الله عندما تصلي

هل‭ ‬سمعت‭ ‬يوماً‭ ‬صوت‭ ‬الله‭ ‬إليك؟‭ ‬

يسجل‭ ‬لنا‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬عدة‭ ‬حالات‭ ‬تحدّث‭ ‬فيها‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬أناس‭ ‬مختلفين‭. ‬كلم‭ ‬الله‭ ‬ولداً‭ ‬اسمه‭ ‬صموئيل‭ ‬وناداه‭ ‬باسمه‭ ‬ليلاً،‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الحبر‭ ‬عالي‭. ‬كلم‭ ‬الله‭ ‬امرأة‭ ‬اسمها‭ ‬هاجر‭ ‬وهدّأ‭ ‬خوفها‭ ‬إذ‭ ‬أرشدها‭ ‬نحو‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬البرية‭. ‬وقد‭ ‬سمع‭ ‬صموئيل‭ ‬وهاجر‭ ‬صوت‭ ‬الله‭. ‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يتكلم‭ ‬دائماً‭ ‬بصوت‭ ‬مسموع‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬مع‭ ‬صموئيل‭ ‬وهاجر،‭ ‬لكنه‭ ‬يتكلم‭ ‬دائماً‭! ‬ولديه‭ ‬الكثير‭ ‬ليقوله‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يصغي‭ ‬إليه‭.‬

كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬صلواتنا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد،‭ ‬إذ‭ ‬نتكلم‭ ‬نحن‭ ‬فقط‭! ‬لكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬كيف‭ ‬ننتبه‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬وإلى‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬لنا‭ ‬خلال‭ ‬الصلاة‭. ‬إن‭ ‬فعلنا‭ ‬ذلك،‭ ‬سنكتشف‭ ‬كيف‭ ‬نكون‭ ‬شركاء‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمله‭. ‬سيقودنا،‭ ‬وسيستخدمنا،‭ ‬ويشرّفنا‭ ‬بالقيام‭ ‬بدور‭ ‬في‭ ‬عمله‭. ‬

أنت‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬الله‭. ‬وقد‭ ‬وفّر‭ ‬لك‭ ‬بركات‭ ‬محبته‭ ‬العظيمة‭. ‬وهو‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬إليك‭. ‬

العالم‭ ‬الذي‭ ‬صنعه‭. ‬إن‭ ‬اختبارنا‭ ‬لعنايته‭ ‬يأتي‭ ‬لنا‭ ‬برسالته،‭ “‬أنا‭ ‬أحبكم‭.” ‬إنه‭ ‬يتكلم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬بنا،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬كنيسته‭ (‬جماعة‭ ‬المؤمنين‭) ‬وخدماتها‭. ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يتحدث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرؤى‭ ‬والأحلام،‭ ‬ورسائل‭ ‬يُنطق‭ ‬بها‭ ‬بإرشاد‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭. ‬وأيضاً‭ ‬يتحدث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النصح‭ ‬والتشجيع‭ ‬الذي‭ ‬نناله‭ ‬من‭ ‬المؤمنين‭ ‬الآخرين‭. ‬كما‭ ‬يتحدث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التاريخ‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭. ‬إننا‭ ‬نستمع‭ ‬إليه‭ ‬يتحدث‭ ‬في‭ ‬هدوء‭ ‬لضمائرنا‭ ‬وكياننا‭ ‬الداخلي‭ ‬الذي‭ ‬ندعوه‭ ‬روحنا‭. ‬إنه‭ ‬يضع‭ ‬أفكاره‭ ‬في‭ ‬أذهاننا‭. ‬ويتحدث‭ ‬إلينا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬كلمته‭ ‬المكتوبة‭.‬

وَإِذَا‭ ‬انْحَرَفْتَ‭ ‬عَنِ‭ ‬الطَّرِيقِ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْيَمِينِ‭ ‬أَوْ‭ ‬إِلَى‭ ‬الشِّمَالِ،‭ ‬تَسْمَعُ‭ ‬أُذُنَاكَ‭ ‬كَلِمَةً‭ ‬مِنْ‭ ‬وَرَائِكَ‭ ‬تَقُولُ‭: “‬هَذِهِ‭ ‬هِيَ‭ ‬الطَّرِيقُ،‭ ‬اُسْلُكْ‭ ‬فِيهَا‭.”‬‭ (‬إشعيا‭ ‬30‭: ‬21‭)‬

وَجَاءَ‭ ‬صَوْتٌ‭ ‬مِنَ‭ ‬السَّمَاءِ‭ ‬يَقُولُ‭: “‬هَذَا‭ ‬هُوَ‭ ‬ابْنِيَ‭ ‬الْحَبِيبُ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يُفَرِّحُنِي‭.”‬‭ (‬متى‭ ‬3‭: ‬17‭)‬

قَالَ‭ ‬اللهُ‭: ‬״إِنِّي‭ ‬فِي‭ ‬الْأَيَّامِ‭ ‬الْأَخِيرَةِ‭ ‬أُفِيضُ‭ ‬رُوحِي‭ ‬عَلَى‭ ‬كُلِّ‭ ‬بَشَرٍ،‭ ‬فَيَتَنَبَّأُ‭ ‬بَنُوكُمْ‭ ‬وَبَنَاتُكُمْ،‭ ‬وَيَرَى‭ ‬شَبَابُكُمْ‭ ‬رُؤًى،‭ ‬وَيَحْلُمُ‭ ‬شُيُوخُكُمْ‭ ‬أَحْلَامًا‭.‬‭ (‬أعمال‭ ‬2‭: ‬17‭)‬

بالطبع‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬ليست‭ ‬كل‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬إلى‭ ‬عقولنا‭ ‬ونحن‭ ‬نصلي‭ ‬هي‭ ‬بالضرورة‭ ‬صوت‭ ‬الله،‭ ‬وكذا‭ ‬أيضاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬حلم‭ ‬أو‭ ‬رؤيا‭. ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬ببساطة‭ ‬أفكارنا‭ ‬الخاصة‭. ‬معظم‭ ‬الأحلام‭ ‬هي‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬انطباعات‭ ‬كثيرة‭ ‬مختزنة‭ ‬في‭ ‬عقلنا‭ ‬الباطن‭. ‬لكن‭ ‬الله‭ ‬يستخدم‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬أحيانا‭ ‬ليتحدث‭ ‬إلينا‭.‬

كيف‭ ‬تسمع‭ ‬صوت‭ ‬الله؟

الهدف‭ ‬الثالث‭: ‬تسمية‭ ‬عدة‭ ‬طرق‭ ‬يتكلم‭ ‬بها‭ ‬الله‭ ‬إلينا‭.‬

عندما‭ ‬تتحدث‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬شيء،‭ ‬توقع‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يتكلم‭ ‬استمع‭ ‬إلى‭ ‬الإجابة‭. ‬أعطِ‭ ‬انتباهاً‭ ‬خاصاً‭ ‬للأفكار‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تجيء‭ ‬إلى‭ ‬ذهنك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تتكلم‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬أمر‭ ‬ما‭. ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬من‭ ‬الله‭. ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬كلمات‭ ‬آية‭ ‬كتابية‭ ‬وبريق‭ ‬من‭ ‬الاستنارة‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬نفسك‭. ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تشعر‭ ‬بسلام‭ ‬عميق‭ ‬بخصوص‭ ‬مشكلة‭ ‬قد‭ ‬صليت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭. ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يؤكد‭ ‬لك‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬سمع‭ ‬وسيجري‭ ‬الأمر‭. ‬اشكره‭ ‬لهذا‭ ‬وانتظر‭ ‬صامتاً‭ ‬لترى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يضع‭ ‬في‭ ‬فكرك‭ ‬شيئاً‭ ‬يجب‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تعمله‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭.‬

صلِّ‭ ‬واستمع‭ ‬إلى‭ ‬صوت‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬تقرأ‭ ‬فيه‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬واقضِ‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬أثناء‭ ‬خلوتك‭ ‬اليومية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬أوقات‭ ‬خاصة‭ ‬تقضيها‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭. ‬ستجد‭ ‬غالباً‭ ‬بأن‭ ‬المواعيد‭ ‬أو‭ ‬التعليمات‭ ‬الخاصة‭ ‬بما‭ ‬يجب‭ ‬عمله‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬العجيب‭. ‬اطلب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬إليك‭ ‬خلال‭ ‬كلمته‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬إذ‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬أو‭ ‬آية‭ ‬قد‭ ‬تفتح‭ ‬أمامك‭ ‬رسالة‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭. ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬لفائدتك‭ ‬الشخصية،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬رسالة‭ ‬يريدك‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تقدمها‭ ‬لشخص‭ ‬ما‭. ‬قد‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تدوّن‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬يعطيك‭ ‬الله‭ ‬إياها‭. ‬ابقَ‭ ‬مفكراً‭ ‬فيها‭. ‬إن‭ ‬الله‭ ‬سيستخدمك‭ ‬شاهداً‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬مرسَلاً‭ ‬منه‭.‬

إن‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬كما‭ ‬نجدها‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬هي‭ ‬السلطان‭ ‬النهائي‭. ‬فالله‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬لنا‭ ‬شيئاً‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬كلمته‭ ‬المكتوبة‭. ‬وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬نأخذه‭ ‬كأنه‭ ‬صوت‭ ‬الله‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمتحن‭ ‬ويحكم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬يعلّمه‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬سيساعدنا‭ ‬هذا‭ ‬لنعرف‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬أفكارنا‭ ‬الخاصة‭ ‬وبين‭ ‬الانطباعات‭ ‬أو‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬يعطيها‭ ‬الله‭ ‬لنا‭.‬

من‭ ‬الجيد‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬نسترشد‭ ‬بمؤمنين‭ ‬ناضجين‭ ‬بخصوص‭ ‬ما‭ ‬نشعر‭ ‬أنه‭ ‬قيادة‭ ‬الله‭. ‬فأولئك‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬خبرة‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬يمكنهم‭ ‬تقديم‭ ‬العون‭ ‬لنا‭. ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لمعونة‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضاً‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬المؤمنين‭. ‬فالله‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يستخدم‭ ‬عظة،‭ ‬أو‭ ‬شهادة‭ ‬أو‭ ‬نصيحة‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬لكي‭ ‬يؤكد‭ ‬ويثبت‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬سبق‭ ‬وأخبرنا‭ ‬به‭ ‬شخصياً‭. ‬وهذه‭ ‬جميعها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬النمط‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭. ‬حتى‭ ‬رسل‭ ‬عيسى‭ ‬استرشدوا‭ ‬ببعضهم‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشيئة‭ ‬الله،‭ ‬ونظروا‭ ‬إليه‭ ‬طلباً‭ ‬للإرشاد‭ ‬حتى‭ ‬أدركوا‭ ‬جميعهم‭ ‬بوضوح‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬الله‭ ‬منهم‭ ‬عمله‭.‬

نفّذ‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬الله‭ ‬لك

الهدف‭ ‬الرابع‭: ‬إقرار‭ ‬أن‭ ‬تسترشد‭ ‬بقيادة‭ ‬الله‭ ‬خلال‭ ‬الصلاة‭.‬

عندما‭ ‬نسمع‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬وبعدما‭ ‬يخبرنا‭ ‬بما‭ ‬يريدنا‭ ‬أن‭ ‬نعمل،‭ ‬فإن‭ ‬واجبنا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نطيع‭! ‬هذا‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭. ‬فالله‭ ‬يكون‭ ‬سيداً‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬فقط‭ ‬عندما‭ ‬نطيعه،‭ ‬ويكون‭ ‬هو،‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬نخدمه‭ ‬ونطيعه‭. ‬نحن‭ ‬نكرم‭ ‬عيسى‭ ‬كسيِّد‭ ‬بأن‭ ‬نملأ‭ ‬أذهاننا‭ ‬بتعاليمه،‭ ‬وبأن‭ ‬نعمل‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭. ‬قال‭ ‬عيسى‭:‬

لِمَاذَا‭ ‬تَدْعُونِي‭: ‘‬يَا‭ ‬سَيِّدُ‭! ‬يَا‭ ‬سَيِّدُ‭!’ ‬وَلَا‭ ‬تَعْمَلُونَ‭ ‬بِمَا‭ ‬أَقُولُ؟‭ ‬‭(‬لوقا‭ ‬6‭: ‬46‭)‬

إن‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬شيئين‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬عملهما‭ ‬لكي‭ ‬نأتي‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬بثقة‭ ‬ونرى‭ ‬صلواتنا‭ ‬تستجاب‭:‬

1‭.‬ أن‭ ‬نؤمن‭ ‬بمولانا‭ ‬عيسى‭ ‬المسيح‭.‬

2‭.‬ أن‭ ‬نحب‭ ‬الجميع‭.‬

وَبِهَذَا‭ ‬يُمْكِنُنَا‭ ‬أَنْ‭ ‬نَعْرِفَ‭ ‬أَنَّنَا‭ ‬نَسِيرُ‭ ‬فِي‭ ‬طَرِيقِ‭ ‬الْحَقِّ،‭ ‬وَتَرْتَاحُ‭ ‬قُلُوبُنَا‭ ‬فِي‭ ‬مَحْضَرِهِ،‭ ‬حَتَّى‭ ‬إِنْ‭ ‬كَانَتْ‭ ‬قُلُوبُنَا‭ ‬تَلُومُنَا‭ ‬عَلَى‭ ‬شَيْءٍ‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬اللهَ‭ ‬أَعْظَمُ‭ ‬مِنْ‭ ‬قُلُوبِنَا‭ ‬وَيَعْرِفُ‭ ‬كُلَّ‭ ‬شَيْءٍ‭. ‬يَا‭ ‬أَحِبَّائِي،‭ ‬إِنْ‭ ‬كَانَتْ‭ ‬قُلُوبُنَا‭ ‬لَا‭ ‬تَلُومُنَا،‭ ‬فَإِنَّنَا‭ ‬نَقْدِرُ‭ ‬أَنْ‭ ‬نَتَقَرَّبَ‭ ‬إِلَى‭ ‬اللهِ‭ ‬بِثِقَةٍ،‭ ‬وَنَنَالَ‭ ‬كُلَّ‭ ‬مَا‭ ‬نَطْلُبُهُ‭ ‬مِنْهُ،‭ ‬لِأَنَّنَا‭ ‬نُطِيعُ‭ ‬وَصَايَاهُ‭ ‬وَنَعْمَلُ‭ ‬مَا‭ ‬يُرْضِيهِ‭. ‬وَوَصِيَّتُهُ‭ ‬هِيَ‭ ‬أَنْ‭ ‬نُؤْمِنَ‭ ‬بِاسْمِ‭ ‬ابْنِهِ‭ ‬عِيسَـى‭ ‬الْمَسِيحِ،‭ ‬وَأَنْ‭ ‬نُحِبَّ‭ ‬بَعْضُنَا‭ ‬بَعْضًا‭ ‬كَمَا‭ ‬أَوْصَانَا‭. ‬فَعِنْدَمَا‭ ‬نَعْمَلُ‭ ‬بِوَصَايَاهُ،‭ ‬نَثْبُتُ‭ ‬فِيهِ‭ ‬وَهُوَ‭ ‬فِينَا‭. ‬وَنَحْنُ‭ ‬نَعْرِفُ‭ ‬أَنَّهُ‭ ‬يَثْبُتُ‭ ‬فِينَا‭ ‬بِالرُّوحِ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَعْطَاهُ‭ ‬لَنَا‭.‬‭ (‬1يوحنا‭ ‬3‭: ‬19‭-‬24‭)‬

إن‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬يعطينا‭ ‬التعليمات‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفعله‭. ‬والروح‭ ‬القدوس‭ ‬يرينا‭ ‬كيف‭ ‬ينطبق‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬ظروفنا‭. ‬فهو‭ ‬يذكّرنا‭ ‬بالكلمات‭ ‬التي‭ ‬نحتاجها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬عينها‭. ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬لموقف‭ ‬سنواجهه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭. ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يتحدث‭ ‬إلينا،‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬امتيازاً‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نستمع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭. ‬وإذ‭ ‬نفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬هو‭ ‬يعطينا‭ ‬تعليمات‭ ‬خاصة‭.‬

فلنعمل‭ ‬بحسب‭ ‬التعليمات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬يعطينا‭ ‬إياها‭ ‬الله‭. ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬شيئاً‭ ‬كهذا‭: “‬اصبر‭ ‬وثق‭ ‬بي،‭ ‬سأعمل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.” ‬أو‭ “‬سامحي‭ ‬وانسي‭ ‬الكلمات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬قالها‭ ‬زوجك،‭ ‬أظهري‭ ‬له‭ ‬أنك‭ ‬تحبينه،‭ ‬بإعداد‭ ‬شيء‭ ‬خاص‭ ‬له‭ ‬ليأكله‭.” “‬هل‭ ‬تذْكُر‭ ‬المشاجرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لك‭ ‬مع‭ ‬جارك؟‭ ‬أريدك‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬إليه‭ ‬وتعتذر‭.” “‬الفاتورة‭ ‬التي‭ ‬أنت‭ ‬بها‭ ‬مدين‭ ‬لمحل‭ “‬إبراهيم‭” ‬تجعلني‭ ‬لا‭ ‬أباركك‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬أريد‭.” ‬لقد‭ ‬سلمها‭ ‬المحل‭ ‬في‭ ‬حساباته‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ديون‭ ‬معدومة،‭ ‬لكن‭ ‬المؤمن‭ ‬يدفع‭ ‬ما‭ ‬عليه‭. “‬أنت‭ ‬صليت‭ ‬أن‭ ‬يكرم‭ ‬اسمي‭ ‬ويتعظم‭ ‬وبهذا‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تعظمه‭. ‬قل‭ ‬لعمك‭ “‬حنا‭” ‬إني‭ ‬أحبه‭ ‬وأريد‭ ‬أن‭ ‬أساعده‭ ‬لحل‭ ‬مشكلته‭”. “‬ادعُ‭ ‬عائلة‭ “‬يعقوب‭” ‬لعشاء‭ ‬وأخبرهم‭ ‬عن‭ ‬محبتي‭.”‬

ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نستمع‭ ‬لرسائل‭ ‬كهذه‭ ‬ونعمل‭ ‬بحسبها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬أعلاه،‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬الأسهل‭ ‬والأسهل‭ ‬لنا‭ ‬لأن‭ ‬ندرك‭ ‬صوته‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭ ‬أيضاً‭. ‬وكأبناء‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتكلم‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الصلاة،‭ ‬ونحصل‭ ‬على‭ ‬إرشاده‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نعمل‭.‬

ونحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬الشجاعة‭ ‬والتواضع‭ ‬أثناء‭ ‬تعلمنا‭ ‬إطاعة‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬لنا‭ ‬الله‭. ‬لقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬ذكرنا‭ ‬أننا‭ ‬نمتحن‭ ‬الانطباعات‭ ‬أو‭ ‬الرسائل‭ ‬بواسطة‭ ‬كلمة‭ ‬الله‭ ‬المكتوبة‭. ‬ونحن‭ ‬أيضاً‭ ‬نسترشد‭ ‬برأي‭ ‬المؤمنين‭ ‬الآخرين،‭ ‬ربما‭ ‬راعينا‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬المؤمنين‭ ‬الناضجين‭ ‬روحياً،‭ ‬الذين‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يصلوا‭ ‬معنا‭ ‬ويساعدونا‭ ‬لنعرف‭ ‬عن‭ ‬يقين‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إرادة‭ ‬الله‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬متواضعين‭ ‬وعلى‭ ‬استعداد‭ ‬لأن‭ ‬نأخذ‭ ‬نصيحة‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬تصويباً‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬ارتكبنا‭ ‬خطأ‭. ‬فالله‭ ‬يريدنا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬توافق‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬المؤمنين‭ ‬وفي‭ ‬البيت‭. ‬وهو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يخبرنا‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬نعمل‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يخبرنا‭ ‬متى‭ ‬أو‭ ‬كيف‭ ‬نعمله‭ ‬بل‭ ‬يقودنا‭ ‬خطوة‭ ‬خطوة‭. ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نستعد‭ ‬لما‭ ‬يريدنا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬ثم‭ ‬ندرك‭ ‬الفرصة‭ ‬عندما‭ ‬تحين‭.‬

وهكذا‭ ‬حين‭ ‬تصلي‭ ‬استمع‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬إنها‭ ‬محادثة‭ ‬ذات‭ ‬اتجاهين‭. ‬وهي‭ ‬اختبار‭ ‬عجيب‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬وحيثما‭ ‬تكون‭. ‬فتصبح‭ ‬الحياة‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الاختبارات‭ ‬المفرحة‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬إذ‭ ‬تتبع‭ ‬تعليماته،‭ ‬وترى‭ ‬الله‭ ‬يعمل‭ ‬عجائب‭ ‬استجابة‭ ‬للصلاة‭.‬