تعال إلى الله عبر الطريق الصحيح عندما تصلي

هل‭ ‬سمعت‭ ‬يوماً‭ ‬أطفالاً‭ ‬يتجادلون‭ ‬بينما‭ ‬هم‭ ‬يلعبون؟‭ ‬يقول‭ ‬أحدهم‭: “‬أعطني‭ ‬ذلك‭ ‬الشيء‭ ‬الآن‭!” ‬فيسأل‭ ‬الآخر‭: “‬لماذا؟‭” ‬فيجيب‭ ‬الأول‭: “‬لأنني‭ ‬أريده‭!” ‬

تلاحظ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجادلة،‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬بلا‭ ‬طائل،‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يتعلموا‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬يطلبون‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭.‬

بعض‭ ‬الناس‭ ‬يتصرفون‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يسمعنا‭ ‬دائماً،‭ ‬لكن‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬الطريقة‭ ‬المناسبة‭ ‬للتقدم‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭. ‬

ستتعلم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬كيفية‭ ‬التقدم‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬بتوجه‭ ‬قلبي‭ ‬يعكس‭ ‬الإكرام‭ ‬والتعظيم‭ ‬اللذين‭ ‬يستحقهما‭ ‬الله‭. ‬ستتعلم‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬حول‭ ‬الطريقة‭ ‬والوقت‭ ‬والمكان‭ ‬الأنسب‭ ‬للصلاة‭. ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬كلها،‭ ‬ستعطيك‭ ‬شعوراً‭ ‬بالثقة‭ ‬بينما‭ ‬تتحدث‭ ‬إلى‭ ‬أبيك‭ ‬السماوي

في‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ …‬

٪ ما‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح؟

٪ بأية‭ ‬روح؟

٪ أين؟

٪ في‭ ‬أي‭ ‬وضع؟

٪ على‭ ‬أي‭ ‬نمط؟

سيساعدك‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭:‬

٪ لكي‭ ‬تأتي‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬صحيح‭ ‬وبالروح‭ ‬الصحيحة‭.‬

٪ لكي‭ ‬تتبع‭ ‬تعليم‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬عن‭ ‬كيف‭ ‬ومتى‭ ‬وأين‭ ‬تصلي‭.‬

‭ ‬

الهدف‭ ‬الأول‭: ‬شرح‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬نتقدم‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬الأب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ابنه‭ ‬عيسى‭ ‬المسيح‭.‬

يتساءل‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭: “‬أحقاً‭ ‬مهمة‭ ‬هي‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬نصلي؟‭ ‬أليست‭ ‬كل‭ ‬الديانات‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬الله؟‭” ‬قال‭ ‬عيسى‭:‬

أَنَا‭ ‬هُوَ‭ ‬الطَّرِيقُ،‭ ‬أَنَا‭ ‬هُوَ‭ ‬الْحَقُّ،‭ ‬أَنَا‭ ‬هُوَ‭ ‬الْحَيَاةُ‭. ‬لَا‭ ‬يَقْدِرُ‭ ‬أَحَدٌ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَأْتِيَ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْأَبِ‭ ‬إِلَّا‭ ‬بِوَاسِطَتِي‭.‬‭ ‬‭(‬يوحنا‭ ‬14‭: ‬6‭)‬

وهكذا‭ ‬نحن‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬الأب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ما‭ ‬صنعه‭ ‬لأجلنا‭. ‬فنحن‭ ‬نصلي‭ ‬في‭ ‬اسم‭ ‬عيسى،‭ ‬متمسكين‭ ‬بمواعيده‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬السماء‭. ‬إن‭ ‬حسابه‭ ‬لا‭ ‬ينضب‭. ‬وعيسى‭ ‬نفسه‭ ‬هناك‭ ‬ليتمم‭ ‬هذه‭ ‬المواعيد،‭ ‬ولكي‭ ‬يعطينا‭ ‬التفويض‭ ‬للسحب‭ ‬على‭ ‬حسابه‭. ‬إن‭ ‬عيسى‭ ‬يعلن‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يؤمنون‭ ‬به‭:‬

وَكُلُّ‭ ‬مَا‭ ‬تَطْلُبُونَهُ‭ ‬بِاسْمِي‭ ‬أَعْمَلُهُ،‭ ‬لِكَيْ‭ ‬يَتَمَجَّدَ‭ ‬الْأَبُ‭ ‬بِوَاسِطَةِ‭ ‬الِابْنِ‭.‬‭ (‬يوحنا‭ ‬14‭: ‬13‭)‬

فَنَحْنُ‭ ‬الْآنَ‭ ‬يَا‭ ‬إِخْوَتِي،‭ ‬نَقْدِرُ‭ ‬أَنْ‭ ‬نَدْخُلَ‭ ‬بِثِقَةٍ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْمَقْدِسِ‭ ‬الْحَقِيقِيِّ‭ ‬السَّمَائِيِّ‭ ‬بِدَمِ‭ ‬الْمَسِيحِ‭.‬‭ (‬عبرانيين‭ ‬10‭: ‬19‭)‬

إِذَنْ‭ ‬بِمَا‭ ‬أَنَّ‭ ‬لَنَا‭ ‬حَبْرَنَا‭ ‬الْأَعْلَى‭ ‬الْعَظِيمَ،‭ ‬عِيسَى‭ ‬ابْنَ‭ ‬اللهِ،‭ ‬الَّذِي‭ ‬صَعِدَ‭ ‬وَدَخَلَ‭ ‬إِلَى‭ ‬السَّمَاءِ،‭ ‬فَيَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬نَتَمَسَّكَ‭ ‬بِإِيمَانِنَا‭ ‬الَّذِي‭ ‬نَشْهَدُ‭ ‬بِهِ‭ ‬عَلَنًا‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬حَبْرَنَا‭ ‬الْأَعْلَى‭ ‬هَذَا‭ ‬قَادِرٌ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَفْهَمَ‭ ‬ضَعْفَنَا،‭ ‬لِأَنَّهُ‭ ‬امْتُحِنَ‭ ‬فِي‭ ‬كُلِّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬مِثْلَنَا،‭ ‬إِلَّا‭ ‬أَنَّهُ‭ ‬لَمْ‭ ‬يُخْطِئْ‭ ‬أَبَدًا‭. ‬فَيَجِبُ‭ ‬أَنْ‭ ‬نَتَقَرَّبَ‭ ‬بِثِقَةٍ‭ ‬إِلَى‭ ‬عَرْشِ‭ ‬اللهِ‭ ‬حَيْثُ‭ ‬النِّعْمَةُ،‭ ‬لِكَيْ‭ ‬نَنَالَ‭ ‬رَحْمَةً‭ ‬وَنَجِدَ‭ ‬نِعْمَةً‭ ‬تُعِينُنَا‭ ‬فِي‭ ‬وَقْتِ‭ ‬الْحَاجَةِ‭. ‬‭(‬عبرانيين‭ ‬4‭: ‬14‭-‬16‭)‬)

بأية‭ ‬روح؟

الهدف‭ ‬الثاني‭: ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬التوجهات‭ ‬المناسبة‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فينا‭ ‬عند‭ ‬الاقتراب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭.‬

احترام،‭ ‬فرح،‭ ‬شكر،‭ ‬ثقة

إن‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬الله،‭ ‬وفي‭ ‬صلاحه،‭ ‬ومحبته‭ ‬وقوته‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نأتي‭ ‬إليه‭ ‬باتجاهات‭ ‬قلبية‭ ‬سليمة‭. ‬فنأتي‭ ‬باحترام‭ ‬وخضوع‭ ‬لمولانا‭ ‬وخالقنا‭ ‬مستعدين‭ ‬لأن‭ ‬نعمل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يقوله‭ ‬لنا‭. ‬نأتي‭ ‬إلى‭ ‬أبينا‭ ‬بفرح،‭ ‬وشكر،‭ ‬وثقة‭. ‬عالمين‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬سيسمع‭ ‬ويستجيب‭ ‬لصلواتنا‭ ‬لأنه‭ ‬يحبنا،‭ ‬ولأنه‭ ‬وعد‭ ‬بأن‭ ‬يعطينا‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭. ‬وقد‭ ‬أخبرنا‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭ ‬عن‭ ‬الصلاة‭ ‬قائلاً‭:‬

اِسْأَلُوا‭ ‬تُعْطَوْا،‭ ‬اُطْلُبُوا‭ ‬تَجِدُوا،‭ ‬اُطْرُقُوا‭ ‬عَلَى‭ ‬الْبَابِ‭ ‬يُفْتَحْ‭ ‬لَكُمْ‭.‬‭ (‬لوقا‭ ‬11‭: ‬9‭)‬

إذا‭ ‬نحن‭ ‬صلينا‭ ‬بحق‭ ‬وسمعنا‭ ‬الله‭ ‬يتحدث‭ ‬إلينا‭ ‬أو‭ ‬رأيناه‭ ‬يستجيب‭ ‬الصلاة،‭ ‬عندئذ‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬الاختبار‭ ‬بأنه‭ ‬يسمع‭ ‬ويستجيب‭ ‬الصلاة‭. ‬وهذا‭ ‬يقوي‭ ‬إيماننا‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬بصبر،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نثق‭ ‬ونشكر‭ ‬الله‭ ‬لأجل‭ ‬الإجابة‭ ‬التي‭ ‬ستأتي‭.‬

تذكر‭ ‬أيضاً‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬محاباة‭ ‬أو‭ ‬تفضيل‭. ‬فهو‭ ‬يحب‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬ويرحّب‭ ‬بنا‭ ‬جميعاً‭. ‬ولقد‭ ‬تعلم‭ ‬الرسول‭ ‬بطرس‭ ‬هذا‭ ‬بالخبرة‭ ‬فقال‭:‬

تَبَيَّنَ‭ ‬لِي‭ ‬فِعْلًا‭ ‬أَنَّ‭ ‬اللهَ‭ ‬لَا‭ ‬يَتَحَيَّزُ‭ ‬لِأَحَدٍ،‭ ‬بَلْ‭ ‬يَقْبَلُ‭ ‬كُلَّ‭ ‬مَنْ‭ ‬يَتَّقِيهِ‭ ‬وَيَعْمَلُ‭ ‬الصَّلَاحَ،‭ ‬مَهْمَا‭ ‬كَانَتْ‭ ‬جِنْسِيَّتُهُ‭. ‬‭(‬أعمال‭ ‬10‭: ‬34‭-‬35‭)‬

التواضع‭ ‬والتوبة

تحدث‭ ‬عيسى‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬عن‭ ‬إنسانَين‭ ‬ليوضح‭ ‬نيات‭ ‬القلب‭ ‬الخاطئة‭ ‬أو‭ ‬الصحيحة‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭.‬

صَعِدَ‭ ‬رَجُلَانِ‭ ‬إِلَى‭ ‬بَيْتِ‭ ‬اللهِ‭ ‬لِلصَّلَاةِ،‭ ‬وَاحِدٌ‭ ‬فَرِّيسِيٌّ‭ ‬وَالْآخَرُ‭ ‬جَابِي‭ ‬ضَرَائِبَ‭. ‬فَوَقَفَ‭ ‬الْفَرِّيسِيُّ‭ ‬يُصَلِّي‭ ‬إِلَى‭ ‬نَفْسِهِ،‭ ‬وَقَالَ‭: ‘‬اللَّهُمَّ‭ ‬إِنِّي‭ ‬أَشْكُرُكَ‭ ‬لِأَنِّي‭ ‬لَسْتُ‭ ‬مِثْلَ‭ ‬بَاقِي‭ ‬النَّاسِ،‭ ‬اللُّصُوصِ‭ ‬وَالْمُجْرِمِينَ‭ ‬وَالزُّنَاةِ،‭ ‬وَلَا‭ ‬مِثْلَ‭ ‬هَذَا‭ ‬الْجَابِي‭. ‬أَصُومُ‭ ‬مَرَّتَيْنِ‭ ‬فِي‭ ‬الْأُسْبُوعِ،‭ ‬وَأُعْطِي‭ ‬للهِ‭ ‬الْعُشْرَ‭ ‬مِنْ‭ ‬كُلِّ‭ ‬دَخْلِي‭.’ ‬أَمَّا‭ ‬جَابِي‭ ‬الضَّرَائِبِ،‭ ‬فَوَقَفَ‭ ‬مِنْ‭ ‬بَعِيدٍ‭ ‬وَهُوَ‭ ‬لَا‭ ‬يَشَاءُ‭ ‬حَتَّى‭ ‬أَنْ‭ ‬يَنْظُرَ‭ ‬إِلَى‭ ‬السَّمَاءِ‭. ‬بَلْ‭ ‬كَانَ‭ ‬يَضْرِبُ‭ ‬عَلَى‭ ‬صَدْرِهِ‭ ‬وَيَقُولُ‭: ‘‬اللَّهُمَّ‭ ‬ارْحَمْنِي‭ ‬أَنَا‭ ‬الْخَاطِئَ‭.’ ‬أُؤَكِّدُ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬أَنَّ‭ ‬هَذَا‭ ‬الْجَابِيَ،‭ ‬لَا‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬الْفَرِّيسِيَّ،‭ ‬ذَهَبَ‭ ‬إِلَى‭ ‬دَارِهِ‭ ‬وَقَدْ‭ ‬رَضِيَ‭ ‬اللهُ‭ ‬عَنْهُ‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬كُلَّ‭ ‬مَنْ‭ ‬رَفَعَ‭ ‬مِنْ‭ ‬قَدْرِ‭ ‬نَفْسِهِ‭ ‬يَنْزِلُ،‭ ‬لَكِنْ‭ ‬مَنْ‭ ‬أَنْزَلَ‭ ‬مِنْ‭ ‬قَدْرِ‭ ‬نَفْسِهِ‭ ‬يَرْتَفِعُ‭.‬‭ (‬لوقا‭ ‬18‭: ‬10‭-‬14‭)‬

إن‭ ‬الكبرياء‭ ‬وروح‭ ‬نقد‭ ‬الآخرين‭ ‬هي‭ ‬خطايا‭. ‬والخطيئة‭ ‬تفصلنا‭ ‬عن‭ ‬حضرة‭ ‬وبركات‭ ‬الله‭. ‬لقد‭ ‬أغلق‭ ‬الفريسي‭ ‬الباب‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬نفسه‭. ‬لكن‭ ‬التوبة‭ (‬الأسف‭ ‬على‭ ‬الخطأ‭ ‬الذي‭ ‬ارتكبناه‭ ‬ورغبتنا‭ ‬في‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬الخطأ‭)‬،‭ ‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمامنا‭ ‬لنقبل‭ ‬غفران‭ ‬وبركات‭ ‬الله‭. ‬التواضع‭ ‬هو‭ ‬عكس‭ ‬الكبرياء‭. ‬عرف‭ ‬العشار‭ (‬جابي‭ ‬الضرائب‭) ‬بأنه‭ ‬خاطئ‭ ‬واعترف‭ ‬بهذا‭. ‬عرف‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬مستحقاً‭ ‬لبركات‭ ‬الله‭ (‬ولا‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬يستحق‭)‬،‭ ‬لكنه‭ ‬جاء‭ ‬طالباً‭ ‬رحمة،‭ ‬فغفر‭ ‬الله‭ ‬له‭.‬

الغفران‭ ‬ومحبة‭ ‬الآخرين

إن‭ ‬الكراهية‭ ‬وعدم‭ ‬تقبل‭ ‬الآخرين‭ ‬وعدم‭ ‬الاستعداد‭ ‬للمغفرة‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يخطئون‭ ‬إلينا،‭ ‬تغلق‭ ‬الباب‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭. ‬قال‭ ‬عيسى‭:‬

فَإِنْ‭ ‬سَامَحْتُمُ‭ ‬النَّاسَ‭ ‬عَلَى‭ ‬أَخْطَائِهِمْ،‭ ‬يَغْفِرْ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬أَبُوكُمُ‭ ‬السَّمَائِيُّ‭. ‬وَإِنْ‭ ‬لَمْ‭ ‬تُسَامِحُوا‭ ‬النَّاسَ،‭ ‬لَا‭ ‬يَغْفِرْ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬أَبُوكُمْ‭ ‬أَخْطَاءَكُمْ‭.‬‭ (‬متى‭ ‬6‭: ‬14‭-‬15‭)‬

إن‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬ارتكبنا‭ ‬خطأ‭ ‬ضد‭ ‬شخص‭ ‬ما‭. ‬يعلمنا‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭ ‬بأن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نصلح‭ ‬الأمر،‭ ‬ونطلب‭ ‬الغفران‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬حريصين‭ ‬أن‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬بمحبة‭ ‬ولطف‭ ‬في‭ ‬بيوتنا‭ ‬وأعمالنا‭ ‬أو‭ ‬أينما‭ ‬كنا‭. ‬إن‭ ‬قساوة‭ ‬القلب‭ ‬والنوايا‭ ‬غير‭ ‬السليمة‭ ‬فيه‭ ‬تعيق‭ ‬الصلاة‭.‬

فَإِنْ‭ ‬قَدَّمْتَ‭ ‬هَدِيَّتَكَ‭ ‬عِنْدَ‭ ‬مَنَصَّةِ‭ ‬الْقُرْبَانِ،‭ ‬وَهُنَاكَ‭ ‬تَذَكَّرْتَ‭ ‬أَنَّ‭ ‬أَخَاكَ‭ ‬لَهُ‭ ‬شَيْءٌ‭ ‬عَلَيْكَ،‭ ‬فَاتْرُكْ‭ ‬هَدِيَّتَكَ‭ ‬هُنَاكَ‭ ‬عِنْدَ‭ ‬الْمَنَصَّةِ،‭ ‬وَاذْهَبْ‭ ‬أَوَّلًا‭ ‬وَصَالِحْ‭ ‬أَخَاكَ،‭ ‬ثُمَّ‭ ‬تَعَالَ‭ ‬وَقَدِّمْ‭ ‬هَدِيَّتَكَ‭. ‬‭(‬متى‭ ‬5‭: ‬23‭-‬24‭)‬

‭”‬استيلا‭” ‬شابة‭ ‬من‭ “‬بيرو‭” ‬بأمريكا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬تعمل‭ ‬مدرسة‭ ‬بإحدى‭ ‬المدارس‭. ‬كانت‭ ‬تصلي‭ ‬لله‭ ‬لأن‭ ‬يملأها‭ ‬بالروح‭ ‬القدوس‭. ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تصلي‭ ‬ذكّرها‭ ‬الله،‭ ‬بعدم‭ ‬تقبّلها‭ ‬لشخصية‭ ‬معينة‭. ‬فصلّت‭ “‬يا‭ ‬رب،‭ ‬أنا‭ ‬أسامحها،‭ ‬من‭ ‬فضلك‭ ‬سامحني‭ ‬لأجل‭ ‬عدم‭ ‬تقبلي‭ ‬لها‭. ‬غداً‭ ‬سأكتب‭ ‬لها‭ ‬خطاباً‭ ‬طالبة‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تسامحني‭.” ‬وفي‭ ‬الحال‭ ‬ملأ‭ “‬استيلا‭” ‬فرح‭ ‬عميق‭ ‬وسلام‭. ‬وسبحت‭ ‬الله‭ ‬إذ‭ ‬استجاب‭ ‬الصلاة‭ ‬وملأها‭ ‬بروحه‭.‬

الإخلاص‭ ‬والاجتهاد

اعنِ‭ ‬ما‭ ‬تقول‭ ‬عندما‭ ‬تصلي‭. ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬نصلي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬حقيقة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬نقول‭. ‬كان‭ ‬لعيسى‭ ‬الكثير‭ ‬ليقوله‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭.‬

أين؟

اذكر‭ ‬أولاً‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬لذلك‭ ‬فحيثما‭ ‬نكون‭ ‬يسمعنا‭ ‬الله‭ ‬ويجيبنا‭. ‬غير‭ ‬أننا‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬بأنه‭ ‬توجد‭ ‬أماكن‭ ‬خاصة‭ ‬للصلاة‭. ‬إن‭ ‬كنائسنا‭ (‬الأماكن‭ ‬المخصصة‭ ‬للعبادة‭) ‬هي‭ ‬كبيت‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬القدس،‭ ‬قد‭ ‬دشنت‭ ‬بمثابة‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬حيث‭ ‬نذهب‭ ‬لنلتقي‭ ‬به‭. ‬إنها‭ ‬أماكن‭ ‬خاصة‭ ‬للعبادة‭.‬

يَقُولُ‭ ‬كِتَابُ‭ ‬اللهِ‭: ‬׳بَيْتِي‭ ‬يُدْعَى‭ ‬بَيْتَ‭ ‬الصَّلَاةِ‭ ‬لِكُلِّ‭ ‬الشُّعُوبِ׳‭ (‬مرقس‭ ‬11‭: ‬17‭)‬

لقد‭ ‬جعل‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭ ‬الناس‭ ‬يعرفون‭ ‬بأن‭ ‬المكان‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬هذه‭ ‬الأهمية‭ ‬كأهمية‭ ‬اتجاه‭ ‬القلب‭. ‬لذلك‭ ‬قال‭ ‬أيضاً‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬سراً‭ ‬في‭ ‬مخادعنا‭. ‬ونحن‭ ‬نتبع‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬عندما‭ ‬نصلي‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬في‭ ‬نفوسنا،‭ ‬لكنه‭ ‬من‭ ‬الجيد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬مكان‭ ‬فيه‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نلتقي‭ ‬بمفردنا‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬بانتظام‭. ‬هناك‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬ونستمع‭ ‬في‭ ‬هدوء‭ ‬لصوت‭ ‬الله‭ ‬حين‭ ‬نصلي‭.‬

عِنْدَمَا‭ ‬تُصَلِّي،‭ ‬اُدْخُلْ‭ ‬غُرْفَتَكَ،‭ ‬وَاقْفِلِ‭ ‬الْبَابَ،‭ ‬وَصَلِّ‭ ‬إِلَى‭ ‬أَبِيكَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬لَا‭ ‬يَرَاهُ‭ ‬أَحَدٌ‭. ‬وَأَبُوكَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يَرَى‭ ‬مَا‭ ‬يُعْمَلُ‭ ‬فِي‭ ‬الْخَفَاءِ‭ ‬يُعْطِيكَ‭ ‬الثَّوَابَ‭.‬‭ (‬متى‭ ‬6‭: ‬6‭)‬

إن‭ ‬الله‭ ‬يرينا‭ ‬في‭ ‬كلمته،‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭. ‬قد‭ ‬تفعل‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬صديق‭ ‬يكون‭ ‬مستعداً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رفيقاً‭ ‬لك‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭. ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ممكناً‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬مع‭ ‬عائلتك‭. ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرة‭ ‬تلتقي‭ ‬جماعات‭ ‬للصلاة‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬أو‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬مناسبة‭. ‬نحن‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬كهذه‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الأعمال‭. ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النسوة‭ ‬كانت‭ ‬تجتمع‭ ‬قرب‭ ‬النهر‭- ‬حينئذ‭ ‬طبعاً‭ ‬ستكون‭ ‬لكم‭ ‬فرصة‭ ‬خاصة‭ ‬لعبادة‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬إذ‭ ‬تنضم‭ ‬مع‭ ‬مؤمنين‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الله‭.‬

صـــلِّ‭ ‬بمفــردك‭.‬

مـــع‭ ‬صـــــديق‭.‬

مـــع‭ ‬عائلتــــك‭.‬

مع‭ ‬مجموعة‭ ‬صـلاة‭.‬

مع‭ ‬جماعة‭ ‬المؤمنين‭.‬

أينـــما‭ ‬تكــون‭.‬

في‭ ‬أي‭ ‬وضع؟

الهدف‭ ‬الثالث‭: ‬وصف‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬عن‭ ‬وضعية‭ ‬الجسم‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬الصلاة‭.‬

في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬نجد‭ ‬الناس‭ ‬أحياناً‭ ‬يصلّون‭ ‬واقفين،‭ ‬يظهرون‭ ‬الورع‭ ‬والاحترام‭. ‬وفي‭ ‬أحيان‭ ‬أخرى‭ ‬جاثين‭ ‬راكعين‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنهم‭ ‬أمام‭ ‬ملك،‭ ‬ليظهروا‭ ‬خضوعهم‭ ‬واحترامهم‭ ‬واستعدادهم‭ ‬لطاعة‭ ‬أوامره‭. ‬ولقد‭ ‬تحدث‭ ‬كاتب‭ ‬المزامير‭ ‬عن‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬الفراش‭ ‬أثناء‭ ‬الليل‭. ‬نحن‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬داود‭ ‬أنه‭ “‬جلس‭ ‬أمام‭ ‬الله‭.” ‬وأن‭ ‬المئة‭ ‬والعشرين‭ ‬المؤمنين‭ ‬كانوا‭ ‬جالسين‭ ‬حين‭ ‬حلَّ‭ ‬الروح‭ ‬القدوس‭ ‬عليهم‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الخمسين‭. ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نصلي‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬مستريحين‭ ‬ومسترخيين،‭ ‬متفكرين‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كيف‭ ‬أننا‭ ‬غير‭ ‬مستريحين‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬قد‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬ونتمشى‭ ‬لكي‭ ‬نحتفظ‭ ‬بأنفسنا‭ ‬مستيقظين‭ ‬حين‭ ‬نصلي‭.‬

يصلي‭ ‬البعض‭ ‬مغمضين‭ ‬أعينهم‭ ‬ليتحاشوا‭ ‬أي‭ ‬منظر‭ ‬يجذب‭ ‬انتباههم‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الله‭. ‬والبعض‭ ‬قد‭ ‬يرفعون‭ ‬عيونهم‭ ‬نحو‭ ‬السماء‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬نحني‭ ‬رؤوسنا‭ ‬ونطوي‭ ‬أيدينا‭ ‬في‭ ‬روح‭ ‬العبادة‭ ‬والإخلاص‭ ‬في‭ ‬الطلب‭. ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬نمسك‭ ‬بيد‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬نصلي‭ ‬معه،‭ ‬موحدين‭ ‬صلاتنا‭ ‬باتفاق‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬عصور‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬نرفع‭ ‬أيدينا‭ ‬لله‭ ‬بالحمد،‭ ‬أو‭ ‬نمددها‭ ‬في‭ ‬تضرعات‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تتسلم‭ ‬الاستجابة‭. ‬قد‭ ‬نضع‭ ‬أيدينا‭ ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬نصلي‭ ‬لأجله‭ ‬باسم‭ ‬عيسى،‭ ‬واثقين‭ ‬أنه‭ ‬سيستخدم‭ ‬أيدينا‭ ‬كيديه‭ ‬ليشفي‭ ‬ويشجع‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬يكرسه‭ ‬ويخصصه‭ ‬لعمل‭ ‬خاص‭.‬

تَعَالَوْا‭ ‬نَسْجُدُ‭ ‬وَنَرْكَعُ‭ ‬لَهُ،‭ ‬نَعْبُدُ‭ ‬اللهَ‭ ‬خَالِقَنَا‭.‬‭ (‬مزمور‭ ‬95‭: ‬6‭)‬

اِرْفَعُوا‭ ‬أَيْدِيَكُمْ‭ ‬نَحْوَ‭ ‬الْمَقْدِسِ،‭ ‬وَبَارِكُوا‭ ‬اللهَ‭. ‬‭(‬مزمور‭ ‬134‭: ‬2‭)‬

على‭ ‬أي‭ ‬نمط؟

الهدف‭ ‬الرابع‭: ‬تحليل‭ ‬الصلاة‭ ‬الربانية‭ ‬باعتبارها‭ ‬نموذجاً‭ ‬للصلاة‭.‬

لقد‭ ‬أعطانا‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭ ‬أفضل‭ ‬نمط‭ ‬لصلواتنا‭ ‬كما‭ ‬أعطانا‭ ‬نموذجاً‭ ‬رائعاً‭ ‬عن‭ ‬الصلاة‭. ‬نحن‭ ‬نسميه‭ “‬الصلاة‭ ‬الربانية‭”‬،‭ ‬ونستخدمه‭ ‬بطريقتين‭: ‬

1‭)‬ كصلاة‭ ‬نحفظها‭ ‬ونكررها‭. ‬

2‭)‬ كنمط‭ ‬ونموذج‭ ‬لصلوات‭ ‬أخرى‭.‬

صَلُّوا‭ ‬أَنْتُمْ‭ ‬بِمِثْلِ‭ ‬هَذِهِ‭ ‬الصَّلَاةِ‭:‬

أَبَانَا‭ ‬الَّذِي‭ ‬فِي‭ ‬السَّمَاءِ،

لِيَتَقَدَّسِ‭ ‬اسْمُكَ‭.‬

لِتَأْتِ‭ ‬مَمْلَكَتُكَ‭. ‬

لِتَكُنْ‭ ‬مَشِيئَتُكَ‭ ‬عَلَى‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬كَمَا‭ ‬هِيَ‭ ‬فِي‭ ‬السَّمَاءِ‭. ‬

اُرْزُقْنَا‭ ‬الْيَوْمَ‭ ‬مَا‭ ‬يَكْفِينَا‭ ‬مِنْ‭ ‬خُبْزٍ‭. ‬

وَاغْفِرْ‭ ‬لَنَا‭ ‬ذُنُوبَنَا،‭ ‬

كَمَا‭ ‬نُسَامِحُ‭ ‬نَحْنُ‭ ‬الْمُذْنِبِينَ‭ ‬إِلَيْنَا‭. ‬

وَلَا‭ ‬تُدْخِلْنَا‭ ‬فِي‭ ‬مِحْنَةٍ،‭ ‬

بَلْ‭ ‬أَنْقِذْنَا‭ ‬مِنَ‭ ‬الشِّرِّيرِ‭. ‬لِأَنَّ‭ ‬لَكَ‭ ‬الْمُلْكَ‭ ‬وَالْقُوَّةَ‭ ‬وَالْجَلَالَ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْأَبَدِ‭. ‬آمِينَ‭.‬

‭(‬متى‭ ‬6‭: ‬9‭-‬13‭)‬

معنى‭ ‬كلمة‭ ‬آمين‭ ‬أي‭ “‬ليكن‭ ‬كذلك‭”.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الصلاة‭ ‬النموذجية‭ ‬الجميلة،‭ ‬يقول‭ ‬لنا‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭ ‬أن‭ ‬نخاطب‭ “‬أبانا‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬السماء‭.” ‬فالله‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬نوجه‭ ‬صلاتنا‭ ‬إليه‭. ‬نحن‭ ‬نأتي‭ ‬بثقة‭ ‬كأبنائه،‭ ‬لنتحدث‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬احتياجاتنا‭. ‬نحن‭ ‬نأتي‭ ‬باحترام،‭ ‬مصلّين‭ ‬أن‭ ‬يُمَجَّد‭ ‬ويُكَرَّم‭ ‬اسمه،‭ ‬وأن‭ ‬نكرمه‭ ‬نحن‭ ‬والآخرين‭.‬

وواحد‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬وأهم‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬نصلي‭ ‬لأجلها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬مشيئة‭ ‬الله،‭ ‬حتى‭ ‬يعمل‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬الأفضل‭. ‬ونحن‭ ‬نتجاوب‭ ‬معه‭ ‬حين‭ ‬نصلي‭ ‬حسب‭ ‬مشيئته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬لعائلتنا،‭ ‬ولأمتنا،‭ ‬ولأمة‭ ‬مولانا‭ ‬عيسى‭ ‬المسيح‭.‬

إن‭ ‬أبانا‭ ‬السماوي‭ ‬يحبنا‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يعطينا‭ ‬كل‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬ندبر‭ ‬به‭ ‬طعامنا،‭ ‬والقوة‭ ‬والصحة‭ ‬لأن‭ ‬نعمل،‭ ‬والحكمة‭ ‬والعلاقات‭ ‬الطيبة‭ ‬والمأوى‭ ‬والملبس‭. ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نطلب‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭.‬

علينا‭ ‬أن‭ ‬نصلي‭ ‬لله‭ ‬ليغفر‭ ‬لنا‭ ‬كل‭ ‬خطيئة‭. ‬وهذا‭ ‬يتضمن‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مشاعر‭ ‬سيئة‭ ‬نحو‭ ‬الآخرين،‭ ‬كما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬الخطأ‭. ‬فنحن‭ ‬نطلب‭ ‬معونة‭ ‬الله‭ ‬لنعمل‭ ‬الصواب‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نطلب‭ ‬فيه‭ ‬غفران‭ ‬لأخطائنا‭ ‬وسقطاتنا‭.‬

نصلي‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬ليرشدنا‭ ‬ويساعدنا،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يدعنا‭ ‬نستسلم‭ ‬للتجربة‭. ‬كما‭ ‬نطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬نُحفظ‭ ‬آمنين‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الشيطان،‭ ‬المجرب،‭ ‬الشرير،‭ ‬عدو‭ ‬الله‭ ‬وعدو‭ ‬نفوسنا‭. ‬هذا‭ ‬يتضمن‭ ‬نجاة‭ ‬من‭ ‬هجماته‭: ‬من‭ ‬المخاوف،‭ ‬والشكوك،‭ ‬والميول‭ ‬الخاطئة،‭ ‬والمرض،‭ ‬والهمة‭ ‬المثبطة،‭ ‬ومن‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬قد‭ ‬يعطلنا‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬إرادة‭ ‬الله‭.‬

نختتم‭ ‬بتذكير‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬ضابط‭ ‬الكل‭! ‬هو‭ ‬سيعطي‭ ‬النصرة،‭ ‬وقوته‭ ‬لسد‭ ‬كل‭ ‬احتياجاتنا‭. ‬ويوماً‭ ‬ما‭ ‬سنراه‭ ‬ونحيا‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬أبد‭ ‬الآبدين‭ ‬في‭ ‬مملكته‭ ‬الكاملة‭. ‬له‭ ‬المجد‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬آمين‭!‬